أسباب لفشل انقلاب تركيا 4

الخليج – : بحسب مسؤول سابق في الناتو فالانقلاب منذ بدايته كان فاشلاً (أ.ف.ب)

أنقرة – واشنطن – وكالات

تناول الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، عدة أسباب قال إنها أدت إلى فشل محاولة الانقلاب في تركيا. وأوضح كلارك، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأمريكية، أن تلك الأسباب تتمثل بـ»عدم اعتقال الرئيس، وعدم وقف خدمات الإنترنت، إلى جانب عدم حجب وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم هو عدم وجود عناصر وقوات كافية لترهيب المتظاهرين».

لم يكن انقلاباً ناجحاً

وأضاف كلارك: لم يبد الانقلاب ناجحاً من بداياته، باعتبار أن السيطرة على العاصمة التركية أنقرة، ومفاصل الدولة المهمة، لم تتحقق، وإن حصل فسيكون بعد ذلك السيطرة على المناطق التي تتمتع بأعداد كبيرة من الموالين للرئيس التركي، وهو الأمر الذين سيكون صعباً بأعداد قوات قليلة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان، ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وفي الملف التركي، برز اسم الداعية فتح الله جولن، فور ما اتهمهُ الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الأخيرة الفاشلة.

ورغم اعتكاف جولن في بلدة أمريكية صغيرة منذ سنوات يعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوجان عدوه اللدود والمسؤول الفعلي عن محاولة الانقلاب التي هزت تركيا ليل الجمعة السبت. فبمجرد وصول الرئيس التركي إلى مطار إسطنبول اتهم الداعية وحركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي سعت إلى الإطاحة به، الأمر الذي نفاه جولن بشدة.

نفوذ غولن

ويقيم الداعية الإسلامي البالغ 75 عاماً في بلدة في سلسلة بوكونوس الجبلية في ولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة منذ 1999. غير انه يرأس جمعية «خدمة» القوية التي تدير شبكة مدارس دينية واسعة في تركيا وحول العالم ومنظمات وشركات. كما أنه يتمتع بنفوذ في أوساط الإعلام والشرطة والقضاء.

وفي 2014 أوضح سام برينن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في 2014 طريقة عمل جمعية «خدمة» موضحا أن أعضاءها «يتبادلون المساعدة في الأعمال، ولديهم عقلية تبشيرية وحساً عالياً للأعمال». كما أن نفوذهم المالي ناتج من إلزام جميع الأعضاء بتقديم المال أو تخصيص الوقت للجمعية سواء كانوا طلابا أو ربات منازل أو رجال أعمال أثرياء.

إدانة المحاولة الفاشلة

صباح السبت وفيما كان أردوجان يستعيد سيطرته دان جولن «بأشد العبارات» محاولة الانقلاب. لكن أردوجان سبق أن أكد «أنه انقلاب شاركت فيه أيضاً الدولة الموازية» في إشارة مباشرة إلى جولن وحركته.

ورداً على أسئلة صحافيي نيويورك تايمز بشأن ما إذا كان بعض من الموالين له في تركيا شارك في المحاولة الانقلابية قال جولن إنه يجهل «من هم الموالون لي» مضيفاً إن المحاولة الانقلابية «يمكن أن تكون دبرتها المعارضة أو القوميون». وتابع «أعيش بعيداً من تركيا منذ 30 عاماً ولست من هذا النوع».

ولم يستبعد أن يكون أردوجان نفسه هو من دبر المحاولة الانقلابية بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبراً أن هذا «الأمر ممكن». وقال «كمؤمن لا يمكنني أن أرمي الاتهامات بدون براهين.. ولكن بعض القادة يدبرون هجمات انتحارية وهمية لتعزيز دعائم حكمهم وهؤلاء يدور في مخيلتهم مثل هذا النوع من السيناريوهات».

والرجلان كانا من أقرب الحلفاء. واستفاد أردوجان من شبكة علاقات جولن لترسيخ سلطته. ولاحقاً أصبح الداعية العدو الأول لرجل تركيا القوي بعد فضيحة فساد في أواخر 2013 طالت المقربين من الرئيس.

مذ ذاك يتهم أردوجان جولن بإنشاء «دولة موازية» تسعى للإطاحة به، الأمر الذي ينفيه الداعية واتباعه.

يقيم جولن في الولايات المتحدة منذ 1999 قبل وقت طويل من اتهامه بالخيانة. وهو معتكف في منزل كبير وسط مجمع «جولدن ورشيب اند ريتريت سنتر» (المركز الذهبي للعبادة والخلوة) الذي يشبه الفندق في بلدة سيلورزبرج وسط أحراج كثيفة. وتخضع مداخله المزودة بكاميرات مراقبة لحراسة مشددة ليلاً ونهاراً. كما أنه لا يتحدث إلا نادراً لوسائل الإعلام.

وفي حين يؤكد اتباعه الذين يصل عددهم إلى الملايين أن حركته تستند إلى إسلام متسامح متأثر بالصوفية، يتهمه خصومه، لا سيما أنصار العلمانية في تركيا، بإدارة دولة داخل الدولة من خلال أتباعه المتغلغلين في صفوف الشرطة والقضاء خصوصاً.

بعد القطيعة مع أردوجان، كان رد فعل الأخير عنيفاً في تركيا، فنفذ عملية تطهير في صفوف الجيش طالت مئات الضباط بينهم جنرالات، وأغلق المدارس التابعة لجمعية «خدمة» كما سرح آلاف الشرطيين. كذلك، استهدف وسائل الإعلام التي اشتبه بموالاتها للداعية في المنفى.

6 آلاف معتقل

وفي المقابل، وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة؛ طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوجان واشنطن بتسليم عدوه اللدود جولن لاتهامه بتدبير محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها البلاد، وهو يسعى لتوطيد سلطته التي اهتزت إثر الأحداث الأخيرة. واتهم أردوجان جولن (75 عاماً) المقيم في المنفى في الولايات المتحدة منذ 1999 بالوقوف خلف محاولة الانقلاب التي أوقعت ما لا يقل عن 265 قتيلاً.

وقال أردوجان في كلمة ألقاها أمام آلاف الأنصار المحتشدين في إسطنبول وسط أجواء حماسية «أتوجه إلى أمريكا، أتوجه إلى الرئيس (الأمريكي باراك أوباما)…سلمونا هذا الشخص» من دون ذكر جولن بالاسم. إلى ذلك؛ نقل تلفزيون (إن.تي.في) عن وزير العدل التركي بكير بوزداج قوله أمس الأحد إنه جرى اعتقال 6 آلاف شخص حتى الآن فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة ومن المتوقع اعتقال المزيد. ونسب التلفزيون إلى بوزداج قوله «ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك».

  • تنبيه

شكرا لمتابعتكم خبر عن أسباب لفشل انقلاب تركيا 4 في عيون الخليج ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الشبيبة ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر عيون الخليج وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الشبيبة مع اطيب التحيات.


محمد ولد الشيباني

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى