إعلان مالابو يشيد بنتائج قمة نواكشوط العربية ال 27 بخصوص البعد الاستراتيجي للتعاون الأفريقي ـ العربي

أشاد إعلان مالابو المتوج لأشغال القمة الافريقية العربية الرابعة التي التأمت اليوم الأربعاء في مالابو (غينيا الاستوائية)، بنتائج القمة السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية في نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، بخصوص البعد الاستراتيجي الهام للتعاون الأفريقي العربي، ضمن أُطر التعاون العربي مع المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية وذلك بهدف بناء شراكة فعالة تحقق مصالح الجانبين وتسهم في تحسين تعاونهما المتبادل. وأعرب الإعلان عن خالص الشكر لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والرئيس التشادي ادريس ديبي الرئيسين المشاركين لمؤتمر القمة الافريقية العربية الرابعة، متمنين لهما النجاح في قيادة العمل العربي الأفريقي خلال السنوات الثلاث المقبلة. كما عبر الإعلان عن الامتنان والتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ورئيس وزراء اثيوبيا هايلا ميريام ديسالين الرئيسين المشاركين في رئاسة القمة الافريقية العربية الثالثة على جهودهما طيلة الفترة الماضية للارتقاء بالعمل الأفريقي العربي وتطوير الشراكة بين الفضاءين. وأكد الإعلان الالتزام من جديد بالاهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وميثاق الجامعة العربية والإعلان الرسمي في الذكرى السنوية الخمسين للاتحاد الأفريقي سنة 2013، مجددين التزامهما بمواصلة الجهود المشتركة من اجل تحقيق تطلعات شعوبهما وتعزيز العلاقات الأخوية طويلة الامد بين افريقيا والعالم العربي على أساس المصالح المشتركة والتغلب على التحديات وازالة العقبات امام تفعيل التعاون الأفريقي العربي وتطويره. وأشاد الإعلان بالمبادرات السخية التي قدمها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في مجالي التنمية والاستثمار والتي ساهمت في تعزيز الشراكة الافريقية العربية كنموذج وطريق للمضي قدما. وأكد إعلان مالابو على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بين المبادرات والهياكل الافريقية العربية ذات الصلة والتي تهدف إلى مكافحة الارهاب والتطرف العنيف والقضاء على أسبابها الجذرية. وجدد الإعلان الالتزام بتعزيز الشراكة الافريقية العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع ابعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بطريقة متكاملة ومتوازنة والقضاء على الفقر بجميع أشكاله وأبعاده. ورحب الإعلان باعتماد اجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وخارطة الطريق الخاصة بها “افريقيا التي نريدها” والخطة العشرية الاولى لتنفيذها وكذلك البرامج الرئيسية الاخرى وبالخطط والاستراتيجيات الصادرة عن مؤتمرات القمة العربية بما في ذلك الإعلان العربي حول تنفيذ الخطة المستدامة 2030، الصادر عن القمة العربية التي عقدت في نواكشوط سنة 2016، وذلك تمشيا مع المصالح المشتركة للجانبين والتأكيد على الالتزام بالتنفيذ الكامل لهذه المبادرات والبرامج الافريقية العربية. وأكد الإعلان أهمية التعاون الأفريقي العربي في مجال الهجرة في ضوء الزيادة التي لم يسبق لها مثيل من تدفقات الهجرة المختلطة من الدول الافريقية لأسباب متعددة، مبرزا الدور الهام الذي تضطلع به جميع المؤسسات والبنوك المالية الافريقية – العربية في دعم جهود التنمية في افريقيا والدول العربية وخصوصا الدور الحاسم الذي يلعبه المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا والبنك الأفريقي للتنمية في تعزيز الشراكة الافريقية العربية من خلال تمويل الأنشطة المشتركة. واتفق الجانبان في إطار سعيهما لتعميق العلاقة الودية والتعاون الاخوي على جملة من القرارات. ففي مجال التعاون السياسي اتفقا على عقد اجتماعات رفيعة المستوى وتعزيز تبادل المعلومات والحوار السياسي الاستشاري على جميع المستويات لتنسيق المواقف من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المتبادل. وتشجيع تبادل المعلومات وأفضل الممارسات بين مفوضية الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية حول قضايا هامة تهم المنطقتين متعلقة بتسوية النزاعات والتدخل في مرحلة ما بعدها، وتقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية المعبر عنها عاليا في الإعلان حول فلسطين الصادر عن قمة مالابو في مختلف المحافل الإقليمية والدولية وذلك تمشيا مع قرارات الامم المتحدة وإجراء مشاورات منتظمة على جميع المستويات لرصد الوضع في فلسطين عن كثب. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الحكم الرشيد والانتخابات وإجراء مشاورات منتظمة ودعم ترشيح الدول الأعضاء في الفضاءين في المنظمات الدولية، وخاصة في الامم المتحدة وتجديد الدعوة للدول الأعضاء بتقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا بوصفها الحكومة الشرعية الوحيدة وادانة كافة أشكال التمييز والاحتلال العنصري والاشكال الاخرى لانتهاك حقوق الانسان والشعوب، والالتزام الكامل بإصلاح منظومة الامم المتحدة وادانة انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والادانة الشديدة للارهاب بمختلف أشكاله ومظاهره والمطالبة بتعزيز مشاركة البلدان الافريقية والعربية بقوات في صياغة قرارات الامم المتحدة في مجال حفظ السلام وتعزيز التعاون المشترك في مجال التدريب على حفظ السلام والتصميم، على تنسيق الجهود الافريقية العربية على جميع المستويات فيما يتعلق بأعمال مجلس الامن الدولي وخاصة بين الأعضاء غير الدائمين والتأكيد على معالجة جميع المسائل المدرجة على جدول اعمال المجلس بطريقة متوازنة وخاصة القضية الفلسطينية والقضايا المتصلة بافريقيا. وحث الإعلان في هذا السياق جميع دول الشرق الأوسط على الانضمام الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ووضع جميع مرافقها النووية تحت المراقبة الشاملة، مشيدا بالعملية الانتخابية البرلمانية والرئاسية التي تجرى حاليا في الصومال وفِي جميع أقاليمها في فترة واحدة، والتضامن الكامل مع العراق والإشادة بجهوده للقضاء تنظيمات داعش الإرهابية ودعوة المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق في هذه المواجهة الحاسمة والادانة الشديدة لاختطاف المواطنين القطريين في العراق، باعتباره عملا إرهابيا وخرقا صارخا للقانون الدولي وانتهاكا لحقوق الانسان ومخالفة لكافة الشرائع السماوية، وأعرب البيان عن الأمل في أن تسفر الاتصالات بين قطر والعراق عن إطلاق سراحهم وعودتهم سالمين لوطنهم. وفي مجال التعاون الاقتصادي، أكد الإعلان على تعزيز وتسهيل وتشجيع التجارة والاستثمار في البلدان الافريقية والعربية من بين أمور اخرى، إقامة شراكة مستدامة بين المنطقتين ومتابعة تنفيذ المبادرات السخية لأمير دولة الكويت بتقديم قروض ميسرة للبلدان الافريقية قيمتها مليار دولار أمريكي من اجل تعزيز التنمية في افريقيا وكذلك مليار دولار أمريكي أخر للاستثمار، مع التركيز على البنية التحتية. ونص الإعلان في مجال الصناعة على التعاون في بناء القدرة الصناعية الافريقية العربية بما في ذلك سلاسل العرض والمستفيدين، ودعوة القطاع الخاص الأفريقي والعربي الى زيادة الاستثمارات في المنطقتين وتنفيذ خطة العمل المشتركة المقترحة للتعجيل بالتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي في إطار البرنامج الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية والاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة ووكالة التخطيط والتنسيق للنيباد وبرنامج الطوارئ للامن الغذائي العربي وذلك لتنفيذ مشاريع حيوية وذات جدوى في الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة. ونص الإعلان في هذا السياق، على تسهيل التجارة ونقل التكنولوجيا في مجال الزراعة وتفعيل آلية التنسيق الجديدة لتنفيذ خطة العمل حول التنمية الزراعية والامن الغذائي وتطوير البنية التحتية في الفضاءين والتعاون في النظام لنقل البضائع والذي يشمل النقل البحري ودعم تطوير البنية التحتية للنقل، وتشجيع فرص الاستثمار في الاقتصاد الرقمي وأنشطة التجارة الالكترونية بين المنطقتين الى جانب تعزيز التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضاء الحاسوبي ومنح أهمية كبيرة لتوفير فرص عمل للشباب والنساء في المنطقتين. وشمل الإعلان من بين أمور اخرى، تعزيز التجارة الإقليمية وتنمية القدرات في مجال الطاقة من أجل خفض العجز فيها والإشادة بالنتائج الإجرائية والخطط التمويلية المنبثقة عن الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ التي نظمت في مراكش مؤخرا والخاصة بالقارة الافريقية، وتنمية رأس المال البشري والعلم والتكنولوجيا.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى