“”النظام العسكري هو أكبر خطر على الوحدة الوطنية”

من المعروف أن النظام خلق منذ البدء لخدمة الأفراد في جميع المجالات الوطنية وحماية الحوزة الترابية، لكن العكس هو ما نعيشه ونشاهده على أديم الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، التي نواجه فيها نظاما عسكرياً بامتياز، انقض إلى السلطة ذات يوم مشؤوم من أيام يوليو 1978 .

ومنذ ذلك الحين والنظام العسكري الجائر يرتكز في حكمه إلى دعامتي رجال الأعمال للاوطنيين وشيوخ القبائل الذين لا يؤمنون بالدولة ولا بالوطن .

ولعل آخر تجليات ذلك الاستهتار هو انقلاب الجنرال ولد عبد العزيز الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب، لتعود البلاد من جديد إلى مربع الفساد والإستبداد، حيث الديكتاتورية في أبشع تجلياتها والأحادية في التسيير والعنصرية في التشغيل والتوظيف .

فنظام الجنرال عزيز من أسوأ الأنظمة التي حكمت البلاد بمنطق التفرقة واللعب على أوتار التجزئة وإذكاء النعرات الضيقة وترسيخ مفهوم العرقية والفئوية على حساب المواطنة والسلم الأهلي ، إضافة لزرع الكراهية بين جميع مكونات المجتمع الموريتاني من خلال توسيع الهوة بين الشرائح الإجتماعية الثلاثية المشكلة لوجودنا على هذه الأرض.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

كل ذلك من أجل أن يظل النسيج الإجتماعي ممزقاً ليتأتى للنظام تطبيق النظرية الاستعمارية القائلة بـ “فرق تسد” ، وليكون الإستحواذ على الثروات الوطنية أمراً متاحاً وممكنا في حين غرة وغفوة من الشعب المتصارع في ما بينه ببعض المعارك الجانبية والوهمية المختلقة في مخافر الأمن ودهاليز مفوضيات الشرطة .

وبالرغم من أن هذا الشعب يدين بالإسلام ديناً ، وبالمالكية مذهباً إلا أن كل ذلك لم يحصنه من الحيف الإجتماعي الذي تعرضت له شرائح من قبل شرائح ، حيث تم استغلال هذا الدين لتصفية الحسابات ولفرض السيطرة في تاريخ من البشاعة والرق والاضطهاد تعرضت له شريحة لحراطين المظلومة على مر العصورً ..

ومع كل هذا الإستغلال لم يزعزع ذلك من قناعتنا وعقيدتنا في الإسلام ، الذي هو دين الرحمة والإنصاف والعدالة والمساواة ..

فأحكام هذا الدين التي لا تقبل الطعن أصبحت مثار شك ومحل جدل من قبل كل من هب ودب ، ممن لا يميز بين الصالح والطالح ، ولا يعرف حكم الشرع في طهارة الحدث ولا طهارة الخبث ..
والسبب في هذا الجهل المستشري في المجتمع هو سوء استغلال الأئمة والفقهاء للدين، معتبرين إياهُ مطية لكل المصالح الدنيوية الضيقة ، يحللون لكل حاكم ما يريد ويحرمونه له ما يريد ، لذا صار الدين جزءاً من الخطة الأمنية والاستبدادية لدى كل الأنظمة الشمولية .

وإلا فلماذا يتجاهل أئمة المساجد والدعاة في خطبهم مظالم المضطهدين الذين يطحنهم “”النظام السياسي”” الجائر بشكل يومي ؟

لماذا لم يتكلم أي إمام عن الإستهداف العنصري الظالم الذي تتعرض له المبادرة الانعتاقية إيرا وزعيمها المكافح بيرام ولد الداه ونائب الرئيس ابراهيم ولد بلال،والدكتور السعد ولد لوليد،وباقي الرفاق درب في قيادة الحركة الأنعتاقية الذين يقبعون وراء القضبان منذ أسبوعين بدون أي جرم ارتكبوه ، اللهم إلا إذا كان الجنرال عزيز يعتبر المطالبة بالحقوق جريمة ، عندها فليبشر وليكون في علمه أن زمن الصمت قد ولى إلى غير رجعة ، وليس له إلا أن يطلق سراح معتقلي زعماء الحركة الأنعتاقية””ايرا”” أو يوسع زنازينه لأننا سنخوض معركة كفاحنا السلمي بكل بسالة وصمود .

انواكشوط:24/11/2014

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى