عذرا “كوبلاني”!!

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ظلت الوتيرة التي يكتب بها العقيد المتقاعد تسير بهذا التصاعد المسيء للمقاومة، والممجد للاستعمار، فلا تستغربوا أبدا أن يطل عليكم العقيد المتقاعد بعد أسبوع أو أسبوعين بمقال جديد تحت عنوان ” عذرا كوبلاني”، ولا تستغربوا أبدا أن يعتذر العقيد المتقاعد للحاكم المستنير والإنساني العظيم (كوبلاني) عن الأمور التالية:

1 ـ أن يعتذر له عن عدم تسمية أي شارع أو أي مدرسة أو أي جامعة في موريتانيا باسمه، وذلك لسبب بسيط جدا، ووجيه جدا، وهو أنه لا يوجد الآن بموريتانيا أي شارع أو أي مدرسة وصل إلى مستوى من التطور والعصرنة يؤهله لأن يحمل اسم هذا الإنساني العظيم صاحب الحلم العظيم ببناء دولة موريتانية قوية.

2 ـ أن يعتذر له عن عدم تمجيده في الكتب المدرسية وفي الإعلام وفي النقاشات الفكرية والسياسية، وأن يعتذر له عن عدم اعتباره في تلك النقشات والكتب المدرسية بأنه هو الأب الحقيقي والمؤسس لهذا الكيان المسمى بموريتانيا.

3 ـ أن يعتذر له عن عدم تأسيس جمعيات ومبادرات في موريتانيا للمطالبة بمحاكمة المتطرفين الظلاميين على جريمتهم الدنيئة التي ارتكبوها في حق هذا الحاكم المستنير، مع الاعتذار له أيضا عن عدم طرد أبناء وأحفاد قتلته من موريتانيا، وعن عدم سحب الجنسية الموريتانية منهم ومن ذويهم.

4 ـ أن يعتذر له عن عدم بناء نصب تذكاري كبير يحمل اسمه، ويخلد ذكراه في موريتانيا التي أراد لها خيرا، وأراد لها الظلاميون الإرهابيون شرا، مما جعلهم يرتكبون جريمتهم النكراء التي راح ضحيتها من أراد”أن يجعل من موريتانيا أكبر وأغنى دولة في إفريقيا الغربية الفرنسية”، ولكن يد الغدر امتدت إليه، ولم تمهله، فقتلته من قبل يكمل عامه الأربعين، ومن قبل أن يحقق مشروعه، ويجسد حلمه العظيم ببناء دولة موريتانية قوية.
لن أستغرب أبدا أن يطل علينا العقيد المتقاعد بمقال من هذا النوع، ففي هذه البلاد لم يعد هناك أي شيء مستغرب، ولم يعد هناك أي شيء مقدس، ولم تعد هناك أي خطوط حمر، فلكل الحق، كل الحق، في أن يسيء إلى مقدسات وثوابت ووجدان هذه البلاد.

هكذا وبكل بساطة أطل علينا العقيد المتقاعد بعد مائة وعشرة أعوام على قتل “كبولاني” وعلى استشهاد البطل “سيدي ولد مولاي الزين” بهذا المقال المسيء الذي جعل فيه من المحتل الغاصب حاكما مستنيرا وإنسانا عظيما، ومن المقاوم الشهيد بإذن الله إرهابيا وظلاميا.

هكذا رفع العقيد المتقاعد من شأن غاصب محتل، وهكذا قلل من شأن بطل مقاوم، ويبقى السؤال : أيها العقيد المتقاعد أي الرجلين تحب أن تكون رفيقه غدا إذا ما رحلت عن دنيانا الفانية أطال الله في عمرك؟ فهل تحب أن تكون رفيق الإنساني العظيم أم الإرهابي الظلامي؟

حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

elvadel@gmail.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى