ما بال أقوام…! / إميه ولد أحمد مسكة

من أطلع علي ما يدور في الساحة الإعلامية مسموعها ومرئيها ينبهر لهذا السيل الدافق من المعلومات والآراء المختلفة حول موضوعات شتي، لكن أصحابها لا يتقيدون احيانا بضوابط الشرع أو الأخلاق ولاحتي الموضوعية …
نعم، بعض الناس يطلق العنان لنفسه في التهجم علي الآخرين سبا وتعريضا وتعرية ولاهم غمطوه حقا ولاظلموه ظلما وإنما هي أمراض القلوب النتنة في أبشع تجلياتها.
والغريب في هذا السياق هو التحامل علي الموتي من لدن أشخاص يفترض فيهم أدني حد من التحفظ والمحافظة، لكنهم يأكلون لحوم إخوتهم في شكل ثأر وهمي بخيس، ينم عن طوية، الله أعلم بحقيقة ظلمانيتها، متجاهلين ما يترتب علي الأمر شرعا وكذلك مشاعر أرحام المعنيين، متناسين أنهم كلهم عورات وللناس ألسن، علما أن كل أسد يموت يترك خلفه عصابة غابة شرسة كانت مختفية مهابة واحتراما له فقط.
وفي هذا المجال، ليس الزعماء والرؤساء المعزولون الأحياء إلا أعزة ذلوا يكفر الله ذنوبهم بوضعهم الجديد، البعيد عن الأضواء والإطراء وسعة الحال واستمرار تحمل الأمانة.
الموريتانيون أمة مسلمة كريمة ليست بحاجة إلي ديمقراطية مدمرة للأخلاق بسبب استغلالها السيئ من طرف النخبة حيث تحولت الساحة السياسية إلي ميدان معركة مغبر لا يري فيه أحد الآخر ولا يعول عليه في تقدير موقف أو مواجهة مصير ولا إلي حرية رأي نارية، لا ضوابط لها تقطع أوصال المجتمع وتعتدي علي ثوابته وتشعل الفتن هنا وهناك.
وعليه فنحن مطالبون بالتبصر والواقعية وتحكيم العقل مع الأحتراز من زلات اللسان غير المضبوطة شرعا وأخلاقا.
وفي هذا الإطار ينبغي ان لا ننسي جميعا ما يزخر به تراثنا من حكم وآداب بخصوص المناظرات حول الحكامة العامة واحترام الرأي المخالف طبقا لتعاليم ديننا الحنيف، مثل قول العلامة الشيخ محمد المام:
رسول الله حاس بارد ـــــ الأشياخ امراير لذاهب
وال لا تنكر يلوارد ـــــــ للحاس كثرت لمذاهب.
وقوله في قصيدة علي من ساد:
نزاع سلاسة لا خرق فيه ـــــــ ويغلب بالأناة الغالبونا

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى