جزء (2) في الرد على الأستاذ غلام بفرحة النصر

لم يبق في لغة السياسة الحديثة هامش للاحتفاء بما نحب فكل ما سيكون كان..” غابرييل غارسيا مركيز”.

ولان الشعوب العربية تتقلب من قدر إلى قدر وكان مصائرها مدونة لا انكسروا ولا انتصروا فكلما خرجوا من محنة اركسو في أخرى.

وكل مواطن محاصر بالثنائيات- لا يجد وقتا ليعرف أين منزلته في السياسة.

يتقلب في ثنايا مفارقات الزمان والمكان تائها في مجرى الأحداث.

يجب أن نعلم انه في السياسة لا غموض ولا و فربما تتقنع بعض أسليب الساسة لكي تنجح في إخفاء ما تضمره أكثر مما تصرح به.

و أنا وإن كنت الأخير فيما اكتبه فربما لم أجد ما يكفي من الكلمات لأرسم خارطة الربيع العربي للمشاة على طريق النصر.

ولو أنني كأي مواطن عادي متفرج في باب هاوية أحاول جاهدا اختيار دوري في النهاية:
ولأنه كما قيل: على قدر حلمك تتسع الأرض فإنني أيضا كمواطن عادي لن ترهبني رايات النصر التي يرفعها البعض.. فمن هو قادر على قراء ة الأحداث بشكل حيادي ربما لا تعني له تلك الرايات الشيء الكثير حتى ولو كان الانتصار اكبر حجما مما كان يجب ان يكون.
ربما يغير التاريخ ملامحه لكنه لا يلغي الحقيقة:

لهذا على الإخوة ألا يستعجلوا فقد نعلم أنهم الآن في آخر حساباتهم يعدون أنفسهم للمشاركة في وليمة النصر الكبرى…”.

لكن قراءة الأحداث بحروف أكبر حجما ربما لا ترضي من يعدنا ويعد نفسه ليتولى الحاضر والمستقبل… “لكن لكي يبقى المرء على الحياد عليه أن يتجنب لدغة الأمل والتفاؤل فإنهما وحشان خرافيان كما قيل.

ليست المسالة مستعجلة هذه الدرجة لكي يبدو البعض واجما أكثر من المعتاد ويعلن الانتصار قبل أي منازلة.

وما لا يفوتنا أن ننبه إليه قبل نهاية هذه السطور أننا لسنا بوارد انتقاد إخوتنا ولا تأنيب الأستاذ الفاضل محمد غلام على استعجاله النصر. فنحن وبدون مزايدة نعتبر أنفسنا جزءا من منظومة الحركة الإسلامية ولو أننا نختلف مع الإخوة في (تواصل) حيث أننا نعتبر أنفسنا الجيل الثالث للحركة الإسلامية.

ذلك الجيل الذي يؤمن بالدولة وحق المواطنة ويعتبر القانون هو مرجعية الدولة في تعاملها مع المواطن مع التأكيد على أسلمة الدولة في إطار حيث يؤمن بالرأي الآخر ويقبل بالتعددية ويعتبر حرية الفكر والتعبير هما حقان من حقوق الفرد لم يأت بهما المشرع الوضعي فحسب وإنما كانا من الحقوق المصانة في ديننا الحنيف.

تلك هي ملامح المراجعة الفكرية التي خلصنا إليها دون أن نلغي حق أي شخص في الاختلاف معنا.

لهذا نقول للإخوة تعالوا( إلى كلمة سواء) نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا البعض فيما نختلف عليه.

ونحن الآن في أصعب مكان من الطريق المنحدر ترسم مصائرنا الأقدار على طريقتها لا نريد أن يستعير سياسي قناع نبي ليبكي ويسرق د مع الضحايا ا وان يرفع قميص عثمان من اجل غاية في نفس يعقوب.

وبما انه ليس للتاريخ وقت للتأمل يجب أن نسمو بفكرنا وتفكيرنا- عن المزايدة السياسية وأن نؤمن بالمشاركة ونؤمنها حتى يتسنى لنا عبور المرحلة بأقل الخسارة ذلك هو ما يجب ان يكون حتى نتفادى وجع المخاض الصعب.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى