رسالة مفتوحة إلى اللجان اليهودية للعمل السياسي

قبل السادس من شهر مارس كانت ثلاث دول أعضاء في الجامعة العربية تعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة وهذه الدول هي: موريتانيا والأردن ومصر. واليوم لم يعد يعترف بإسرائيل سوى مصر والأردن، لأن موريتانيا المحكومة من طرف طغمة عسكرية قد قطع علاقاتها مع إسرائيل وطردت دبلوماسيها في شهر مارس الماضي.

كان السبب المباشر في ذلك، الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة رغم أن الضغوط الليبية ومبالغ نقدية مهمة من طرف إيران قد لعبت دورا حاسما في قطع العلاقات مع إسرائيل.

أصبح موريتانيا منذ أكتوبر 1999 ثالث دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وكانت هذه المقاربة المدروسة القائمة على قناعة قوية مفادها أن أفضل طريقة للمشاركة في إحلال جو سلمي وأمني هي اعتراف الدول العربية بإسرائيل وإقامة علاقات رسمية معها.

لقد قاومت موريتانيا الضغوط المستمرة عليها من طرف الدول العربية واستمرت في إقامة علاقات مع إسرائيل، وكانت العضو الوحيد في الجامعة العربية الذي لم يغلق سفارة خلال الانتفاضة الفلسطينية، ولم يتغير موقف موريتانيا سنة 2005 حين أطاح الانقلاب العسكري بالدكتاتور العسكري ولد الطايع الذي هو من أقام في البداية العلاقات العسكرية مع إسرائيل.

لقد أوصلت الانتخابات الديمقراطية المنظمة في مارس 2007 سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى الرسالة فاتخذ إجراءات من أجل توطيد الديمقراطية وأكد ضرورة تطوير العلاقات مع إسرائيل، وبصفة خاصة التمكن من بناء مستشفي إسرائيلي لأمراض السرطان في انواكشوط كان متوقع أن يفتح سنة 2008 وبالرغم من أن العديد من الموريتانيين يعارضون الوجود الإسرائيلي على الأراضي الموريتانية، إلا أن حكومات ولد الطايع وولد الشيخ عبد الله اعترفت بإسرائيل طبقا لالتزامها بحل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

لقد تغير كل هذا منذ السادس أغشت 2008.
لقد استولي الجنرال محمد ولد عبد العزيز على السلطة بواسطة انقلاب عسكري وسجن الرئيس المنتخب ديمقراطيا مدة أربعة أشهرونفاه داخل البلد حين يقيم حاليا.

لقد أوقف الوزير الأول أيضا ومكث في السجن مدة 10 أشهر.

لقد قمعت المسيرات السلمية المنظمة من طرف المعارضة وتمت مواجهتها بالعصي والغازات المسيلة للدموع وبالسجن، كما زج بالمعارضين السياسيين في السجون وكممت وسائل الإعلام التي لم تعد سوى وسيلة للتضليل والدعاية لعزيز في حملته من أجل الرئاسة وأصبح التعذيب الطريقة المفضلة، فيما تقوم به قوات الأمن من تحقيقات وعمليات قمع،
لقد تم تحطيم القيم الأساسية للديمقراطية: الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
إنها دكتاتورية في أوضح تجلياتها.

وأكثر من ذلك… الانقلابيون يغذون المشاعر المناوئة لإسرائيل ويسمون قادة المعارضة بشياطين إسرائيل، كما أن نظام الطغمة الحاكمة يحرض على حقد السياسة الخارجية الأمريكية، وعى مناهضة السامية بشتى الطرق، والغريب في هذا كله هو أن الموريتانيين مسالمون، فالإسلام الموريتاني فريد باعتداله لأنه إسلام منفتح متسامح يحترم الفوارق الثقافية والسياسية بين الناس.

ولد عبد العزيز هو المسؤول عن هذا التغيير الجوهري إنه يبحث عن مساندة طهران وطرابلس منذ أن أدانت المجموعة الدولية الانقلاب الذي قام به.

لقد أيد القذافي الانقلاب بصفته رئيسا للوحدة الإفريقية وأرسل أسلحة وأموالا لدعم مهمة الجنرال.
إضافة إلى ذلك وبعد أسابيع من إغلاق السفارة الإسرائيلية فقد أعلن نظام طهران أنه سيتولي تسيير مستشفي الأمراض السرطان الإسرائيلي الذي تم تشييده من طرف الجان اليهودية الأمريكية.

حصلت الطغمة أيضا على 10 ملايين دولار مقابل طردها لإسرائيل وأصبحت السفارة الإسرائيلية ومحل إقامة السفير الإسرائيلي مقرا لهيئة القذافي لمساعدة الفقراء.

بصفتى الأمريكية شاهدة على التحريض على احقد والمناهضة السامية فإنني اطلب منكم كلنجة للعمل السياسي:
الضغط على مانحيكم وجماعات الضغط التابعة لكم والمرشحين المدعومين ومن يقودون السياسة الخارجية الأمريكية ولفت انتباههم إلى أن محاربة مناهضة سامية والعقيدة المناوئة لإسرائيل تتطلب تخليص الشعب من أنظمة القمع والدكتاتورية والديماغوجية.

يجب أن يرحل الجنرال العزيز وأن يفشل نظامه الدكتاتوري القمعي والديماغوجي الديمقراطية وحدها هي التي تقود إلى التنمية.

التنمية وحدها هي التي تقود إلى التهذيب

فكر من ذهب = فكر منفتح.
الفكر المنفتح فكر حر”.

ماريا سولومون

18 يونيو 2009

المصدر : وكالة نواكشوط للأنباء

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى