هل تأتي أنفلونزا الحمير ؟؟

إلى متى سيظل الوطن العربي متخلفاً ومتأخراً في ذيل الركب الكوني والعالمي. متى سيبدأ العرب بالاعتماد على أنفسهم. إلى متى ستبقى بلاد العرب سوقاً استهلاكياً يستقبل نفايات العالم .إلى متى سوف نبقى نتشدق بالكرامة والهيبة العربية ،أليست أبرز معالم الكرامة هي السيادة, المتمثلة في الاعتماد على النفس والاستغناء عن الآخرين قدر المستطاع. حبة الأسبرين يستوردها العرب من الخارج ،سجادة الصلاة يستوردونها من الخارج ،قلم الرصاص يستوردونه من الخارج, حتى حفاظات ‘البامبرز’ يستوردونها من الخارج.

إلى متى سيبقى العرب كالبهائم المنتشرة في أرجاء الحظيرة ينتظرون بكل ترقب ما يقدمه لهم راعي الحظيرة و يأكلون بدون اعتراض أو رفض لنوع الطعام المقدم لهم !! . إلى متى سيبقى العرب مسلوبي الإرادة ،وفاقدين لروح المبادرة ، وهمة المثابرة .الإهمال في شتى المجالات جعل للشخصية العربية ظهوراً باهتاً في سباق التقدم العالمي, و إنفاقهم المخجل على البحث العلمي و الذي لا يتجاوز 1% من ميزانياتهم العملاقة جعلهم يتبوءون مكاناً قزمياً لا يكاد يرى بين عمالقة الانفجار المعرفي. العرب يستوردون كل شيء ولا يصدرون!! .

حتى الأمراض والأوبئة يستوردونها من شتى أصقاع الأرض ولا يصدرون للعالم أياً منها. من شرق الكرة الأرضية وتحديداً جنوب شرق آسيا خرج فيروس أنفلونزا الطيور و صدرته الصين إلى كافة أرجاء المعمورة كما تصدر معلبات التونة أو الفول المدمس. في غرب الكرة الأرضية وتحديداً أمريكا الشمالية تم إنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير و صدرته المكسيك إلى كل سنتيمتر من على ظهر الكوكب. ومن قبل كانت أوروبا قد أنتجت و صدرت جنون البقر والحمى القلاعية وأفريقيا أنتجت و صدرت حمى الوادي المتصدع ، أما الوطن العربي فيقف متفرجاً ويبقى سوقاً مستورداً لجميع الأوبئة والأمراض كما هو مستورداً للسلع والبضائع !!.

كل العالم يصدر تكنولوجيا وسلع وبضائع في السراء , ويصدر أوبئة وأمراض في الضراء ,أما الوطن العربي فيأبى إلا أن يبقى مستورداً للاثنين معاً, ليبقى هزيلاً عديم الشخصية،ومسلوب الإرادة.من يدعون الفراسة في عالمنا العربي يصفون هذا بالعولمة. كلا و ألف كلا هذه الحالة الكئيبة والمثيرة للغثيان التي يعيشها العرب لا تمت للعولمة بصلة, فالعولمة تحث على الاستيراد والتصدير سويتاً , وليس على الاستيراد و الاستيراد كما هو حال العرب !!! .

أجداد الصينيون دمروا بغداد وسفكوا الدماء وجعلوا نهرها الأزرق أحمراً وقبل وقت ليس ببعيد أحفادهم قتلونا بأنفلونزا الطيور. الغرب وجه إلينا حملاته الصليبية وحركته الاستعمارية وزرع السرطان الصهيوني في أرضنا والآن يقتلنا الغربيون بأوبئتهم القذرة. إلى متى سيبقى العربي هو دوماً المقتول! متى سيصبح هو القاتل أو المنتقم؟اشتهينا أن نسمع أن العرب ينتجون أو يصدرون أو يتقدمون . إذا استمر هذا التخلف ستضيع هيبة العرب المتداعية أصلاً. ‘هم العرب حقهم ناقص’ لما لا يصدرون ولو مجرد أوبئة وأمراض !!!. لن ينصلح الحال و لن تعود هيبة الأمة إلا إذا أنتج العرب فيروساً جديداً وصدروه إلى أرجاء كوكبنا الحبيب!!.

ينبغي على جامعة الدول العربية أن تتحرك بنشاط كعادتها و تلتئم في جلسه طارئة لمناقشة هذا الأمر والسعي بجدية لإنتاج الفيروس العربي, ولترفع الجماهير العربية أكف التضرع إلى الله وتسأله أن يرزق الأمة بوباء أنفلونزا الحمير!!, الذي سينطلق من الوطن العربي إلى كل أنحاء العالم ليصول و جول شرقاً و غرباً. حينها فقط يثبت العرب وجودهم و تأثيرهم و يستعيدوا عزتهم وكرامتهم و هيبتهم ونفوذهم, و حينئذ تأخذ الأمة بثأر المظلومين في العراق وفلسطين!!! .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى