جدل إعلامي حول انتشار مرض الحصبة (بوحيمرون) في موريتانيا

نواكشوط – صحفي – أصدرت وزارة الصحة الموريتانية أمس الأحد بيانا حول وضعية مرض الحصبة في موريتانيا قالت فيه إن استراتجية المراقبة على الحصبة تقوم على


التقصي المخبري عن الحالات المشتبه فيها مع تحسن معتبر خلال السنوات الأخيرة وأن مجال الصحة أولوية لدى الحكومة ويشهد تقدما ملحوظا ” رغم أنف المشككين و أصحاب الدعاية المغرضة” حسب تعبير البيان.

جاء البيان ردا على بيان صادر عن نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين نشر السبت في صحيفة “الحصاد” الألكترونية يدعو الحكومة الموريتانية إلى إعلان حالة الطوارئ صحية في المناطق الموبوءة، منددا بما وصفته النقابة بــ” بتجاهل وزارة الصحة والسلطات الصحية لانتشار وباء الحصبة (بوحيمرون) في البلاد”، وكذلك “تردي الوضع الصحي في البلاد وغياب الرقابة الصحية، وخاصة على البرنامج الوطني للتلقيح ضد الأمراض السارية في الطفولة.” حسب تعبير النقابة.

بيان وزارة الصحة :

تم تناقل معلومات عبر بيان صحفي صادر عن إحدى النقابات ونشر على أحد المواقع الالكترونية مفاده أن حالات وبائية من مرض الحصبة ربما تكون قد تسببت في أزيد من 150حالة من بينها العديد من الوفيات خاصة على مستوى اترارزه.

ولمواجهة الطابع المغرض والمثير للانتباه لهذا البيان، تحرص وزارة الصحة على تقديم التوضيحات التالية:

حقيقة حالات الحصبة هي على النحو التالي: أن الحصبة مرض وبائي مستوطن يكسب مناعة ويصيب أساسا شريحة الأطفال. وأنه في إطار المراقبة على هذا المرض، نظمت بلادنا على غرار المنظومة الدولية حملة لمكافحة هذا الوباء خلال سنة 2004 و 2008.

وكانت الحملة الأولى المعروفة بحملة التدارك موجهة إلى الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم مابين 9 أشهر و 14 سنة، في حين كانت تعرف الحملة الثانية بحملة المتابعة واستهدفت الأطفال من 9 أشهر إلى 5 سنوات مع معدلات تغطية تصل على التوالي إلى 102% و 98%.

وفضلا عن ذلك، تم وضع إستراتجية للمراقبة على الحصبة تقوم على التقصي المخبري عن الحالات المشتبه فيها مع تحسن معتبر خلال هذه السنوات الأخيرة.

ومنذ ذلك الوقت، تم اكتشاف القليل من حالات الحصبة مع الاختفاء التام للوفيات المرتبطة بهذا المرض. بيد أنه خلال سنة 2009، ابلغ القطاع بظهور حالات من هذا المرض. وهكذا، وفي 28 أغشت 2009 ظهر وباء الحصبة في مقاطعتي كيفه وكنكوصه مع تسجيل 84 حالة إصابة من بينها حالة وفاة واحدة ومعدل إصابة مرتفع جدا عند البالغين.

وخلال سنة 2009،تم تسجيل ما مجموعه 360 إلى أن وضعية مرض الحصبة غير خاصة بموريتانيا وأنها تندرج في إطار وباء يظهر في دول شبه المنطقة (السنغال، مالي، غينيا، بوركينا افاصو حالة من بينها 90% من البالغين والمراهقين مع الإبلاغ عن حالتي (2) وفاة (وهو ما يساوى 6،0% كمعدل للوفيات مقارنة مع حالات الإصابة) مع 85 حالة إصابة مؤكدة عن طريق الفحص المخبري موزعة على 14 مقاطعة على النحو التالي: أكجوجت، ألاك، الميناء، افديرك، كرو، كيهيدى، كنكوصه، كيفه، امبوت، المذرذره، اركيز، ازويرات.

وفي إطار المراقبة على الأمراض ذات الخطر الوبائي تم التبليغ خلال الفترة من 4 يناير إلى 11 فبراير 2010 عن حدوث 215 حالة إصابة أغلبها من البالغين مع حالتي وفاة (عند شخصين كانت حالتهما الصحية متدهورة ويتعلق الأمر بامرأة حامل وشيخ يبلغ 70 سنة من العمر) تم تسجيلها في 9 ولايات هي ( الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه، لبراكنه، تكانت، كيد ماغه، أدرار، اترارزه، انواكشوط). وهو ما يعكس وجود تغطية جيدة بلقاح (روفاكس) المضاد للحصبة بالنسبة للأطفال المستهدفين بالبرنامج الموسع للتلقيح وتراكم بالنسبة للبالغين الذين لم يستفيد قط من التلقيح في سن مبكرة (غير محصنين).

ويعتبر معدل الوفيات مقارنة مع حالات الإصابة حتى اليوم ب (02،1 %) وهو ما يعتبر نسبة منخفضة مما يبرهن على وجود متابعة جيدة وبالتكفل السليم بالحالات.

وفضلا عن ما سبق، تنبغي الاشارة إلى أن وضعية مرض الحصبة غير خاصة بموريتانيا وأنها تندرج في إطار وباء يظهر في دول شبه المنطقة (السنغال، مالي، غينيا، بوركينا افاصو).

ماذا تم القيام به حتى الآن؟

لمواجهة هذه الوضعية، بادرت وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات التالية:

• وضع حصيلة يومية مع المديرين الجهويين للعمل الصحي من أجل متابعة المرض،

• تنظيم اجتماع للجنة الوطنية للمراقبة الوبائية التي تضم بعض الشركاء والقطاعات الوزارية الأخرى بهدف تقاسم المعلومات وإجراء ما يلزم،

• وضع حصيلة أسبوعية تتضمن المعطيات المحصول عليها،

• اجتماع للتحسيس والتنسيق مع المديريات الجهوية للعمل الصحي،

• نشر التعليمات المتعلقة بالتبليغ عن الحالات،

• ايفاد بعثات من المستوى المركزي ومن المستوى الجهوي إلى البلدات التي ظهرت فيها حالات إصابة بهدف التقصي عن حقيقتها،

• إيفاد بعثات للتدخل الصحي مع التكفل المجاني للحالات التي ظهرت في كافة الجيوب التي تم الإعلان عنها. ويجري التخطيط في الوقت الحالي:

• لتنظيم حملة تلقيح ومتابعة خلال سنة 2010 بهدف تعزيز المراقبة على الحصبة.

وبتقديمها لهذه التوضيحات، تود وزارة الصحة تحذير المواطنين من مغبة الركون إلى المعلومات التي تهدف بصفة غير معلنة إلى زرع الشك في كون بلادنا تجعل من الصحة إحدى أولوياتها ومن التقليل من أهمية التقدم المشهود في هذا المجال، رغم أنف المشككين و أصحاب الدعاية المغرضة”.

النص الكامل لبيان النقابة

بيــــــان

إن نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين إذ تأسف لتردي الوضع الصحي في البلاد وغياب الرقابة الصحية وخاصة على البرنامج الوطني للتلقيح ضد الأمراض السارية في الطفولة ، فإنها تندد بتجاهل وزارة الصحة والسلطات الصحية لانتشار وباء الحصبة (بوحيمرون) في البلاد حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة في الترارزة وحدها ما يزيد عن مئة وخمسين حالة معظمها من الأطفال والنساء مع حالات وفاة. وتنبه أن الإصابات يصعب تحديدها فمعظمها وقع في البوادي في أوكار وأكان (في المنطقة الواقعة شمال وغرب الخط بوتيليميت – ألاك – مكطع لحجار).

أيها المواطنون أيتها المواطنات

لقد ظهرت في بلادنا، ومنذ أسابيع، حالات عديدة من الإصابة بفيروس الحصبة المعروف محلياً ب “بوحيمرون” وقد ازداد بسرعة جنونية عدد المصابين به من مختلف الأعمار ومن الجنسين، واتسعت رقعة انتشاره من كرمسين الى تامشكط و تجكجة، مروراً بنواحي النباغية ومدينة بوتليميت ونواحيها والبوادي في أكان وآوكار. ولم تقدم السلطات المحلية إدارية وصحية أي دعم أو حتى توفير مناطق للعزل الطبي للمرضى في المناطق الموبوءة.

إن نقابتنا لتدعو المواطنين في المناطق الموبوءة لأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن الاشخاص المصابين وأماكن تواجدهم.. ومنع الأطفال من الذهاب لأماكن التجمعات التي قد يتواجد فيها المصابون (الأسواق و المدارس…) إن عودة انتشار هذا الوباء في بلادنا بين الصغار والكبار، لدليل على سوء الوضع الصحي وفشل النظام الصحي المطبق وبخاصة برنامج التلقيح الوطني.

إن نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين تدعو إلى:

1.التأهب واليقظة والتعامل بجدية تامة مع هذا التحدي الصحي… وفي هذا الإطار فإننا نستنكر تباطؤ ولا مبالاة وزارة الصحة في التعاطي مع هذا المرض رغم تشخيصه والتأكد من انتشاره , كما نذكرها بمسؤوليتها المباشرة عن صحة المواطنين ووقايتهم من الأمراض .

2.ندعو الحكومة إلى إعلان حالة طوارئ صحية في المناطق الموبوءة فوراً مع الإسراع إلى إرسال فرق طبية مجهزة لمباشرة العمل وعزل وعلاج المصابين فيها.

3.نطالب الحكومة بتوفير الأدوية اللازمة ومجانا: الأمصال والأجسام المناعية المضادة للفيروس وبكميات كافية

4.نطالب السلطات المحلية بتوفير أماكن لعزل المصابين .. بعيدة عن المشافي والمراكز الصحية وعلاجهم مجاناً.

5.ندعو المواطنين إلى التعاون مع السلطات الصحية عن طريق سرعة الإبلاغ عن أية حالة يشتبه بها وعزل المصابين مباشرة. وهنا نذكر بأن أعراض المرض: حمى وسعال ورمد وطفح جلدي أحمر.

6.ندعو للقيام بحملة إعلامية في وسائل الإعلام الرسمية وغيرها لتوعية المواطن حول طرق الوقاية من هذا الوباء .

نواكشوط بتاريخ 11/02/2010

نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين

نددت نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الموريتانيين بما وصفته ب “بتجاهل وزارة الصحة والسلطات الصحية لانتشار وباء الحصبة (بوحيمرون) في البلاد “كما نددت بتردي الوضع الصحي في البلاد وغياب الرقابة الصحية وخاصة على البرنامج الوطني للتلقيح ضد الأمراض السارية في الطفولة” .

تم تناقل معلومات عبر بيان صحفي صادر عن إحدى النقابات ونشر على أحد المواقع الالكترونية مفاده أن حالات وبائية من مرض الحصبة ربما تكون قد تسببت في أزيد من 150حالة من بينها العديد من الوفيات خاصة على مستوى اترارزه.

ولمواجهة الطابع المغرض والمثير للانتباه لهذا البيان، تحرص وزارة الصحة على تقديم التوضيحات التالية: حقيقة حالات الحصبة هي على النحو التالي: أن الحصبة مرض وبائي مستوطن يكسب مناعة ويصيب أساسا شريحة الأطفال. وأنه في إطار المراقبة على هذا المرض، نظمت بلادنا على غرار المنظومة الدولية حملة لمكافحة هذا الوباء خلال سنة 2004 و 2008.

وكانت الحملة الأولى المعروفة بحملة التدارك موجهة إلى الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم مابين 9 أشهر و 14 سنة، في حين كانت تعرف الحملة الثانية بحملة المتابعة واستهدفت الأطفال من 9 أشهر إلى 5 سنوات مع معدلات تغطية تصل على التوالي إلى 102% و 98%.

وفضلا عن ذلك، تم وضع إستراتجية للمراقبة على الحصبة تقوم على التقصي المخبري عن الحالات المشتبه فيها مع تحسن معتبر خلال هذه السنوات الأخيرة.

ومنذ ذلك الوقت، تم اكتشاف القليل من حالات الحصبة مع الاختفاء التام للوفيات المرتبطة بهذا المرض. بيد أنه خلال سنة 2009، ابلغ القطاع بظهور حالات من هذا المرض. وهكذا، وفي 28 أغشت 2009 ظهر وباء الحصبة في مقاطعتي كيفه وكنكوصه مع تسجيل 84 حالة إصابة من بينها حالة وفاة واحدة ومعدل إصابة مرتفع جدا عند البالغين. وخلال سنة 2009،تم تسجيل ما مجموعه 360 حالة من بينها 90% من البالغين والمراهقين مع الإبلاغ عن حالتي (2) وفاة (وهو ما يساوى 6،0% كمعدل للوفيات مقارنة مع حالات الإصابة) مع 85 حالة إصابة مؤكدة عن طريق الفحص المخبري موزعة على 14 مقاطعة على النحو التالي: أكجوجت، ألاك، الميناء، افديرك، كرو، كيهيدى، كنكوصه، كيفه، امبوت، المذرذره، اركيز، ازويرات.

وفي إطار المراقبة على الأمراض ذات الخطر الوبائي تم التبليغ خلال الفترة من 4 يناير إلى 11 فبراير 2010 عن حدوث 215 حالة إصابة أغلبها من البالغين مع حالتي وفاة (عند شخصين كانت حالتهما الصحية متدهورة ويتعلق الأمر بامرأة حامل وشيخ يبلغ 70 سنة من العمر) تم تسجيلها في 9 ولايات هي ( الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه، لبراكنه، تكانت، كيد ماغه، أدرار، اترارزه، انواكشوط). وهو ما يعكس وجود تغطية جيدة بلقاح (روفاكس) المضاد للحصبة بالنسبة للأطفال المستهدفين بالبرنامج الموسع للتلقيح وتراكم بالنسبة للبالغين الذين لم يستفيد قط من التلقيح في سن مبكرة (غير محصنين).

ويعتبر معدل الوفيات مقارنة مع حالات الإصابة حتى اليوم ب (02،1 %) وهو ما يعتبر نسبة منخفضة مما يبرهن على وجود متابعة جيدة وبالتكفل السليم بالحالات.

وفضلا عن ما سبق، تنبغي الاشارة إلى أن وضعية مرض الحصبة غير خاصة بموريتانيا وأنها تندرج في إطار وباء يظهر في دول شبه المنطقة (السنغال، مالي، غينيا، بوركينا افاصو).

ماذا تم القيام به حتى الآن؟

لمواجهة هذه الوضعية، بادرت وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات التالية:

• وضع حصيلة يومية مع المديرين الجهويين للعمل الصحي من أجل متابعة المرض،

• تنظيم اجتماع للجنة الوطنية للمراقبة الوبائية التي تضم بعض الشركاء والقطاعات الوزارية الأخرى بهدف تقاسم المعلومات وإجراء ما يلزم،

• وضع حصيلة أسبوعية تتضمن المعطيات المحصول عليها،

• اجتماع للتحسيس والتنسيق مع المديريات الجهوية للعمل الصحي،

• نشر التعليمات المتعلقة بالتبليغ عن الحالات،

• ايفاد بعثات من المستوى المركزي ومن المستوى الجهوي إلى البلدات التي ظهرت فيها حالات إصابة بهدف التقصي عن حقيقتها،

• إيفاد بعثات للتدخل الصحي مع التكفل المجاني للحالات التي ظهرت في كافة الجيوب التي تم الإعلان عنها.
ويجري التخطيط في الوقت الحالي:

• لتنظيم حملة تلقيح ومتابعة خلال سنة 2010 بهدف تعزيز المراقبة على الحصبة.
وبتقديمها لهذه التوضيحات، تود وزارة الصحة تحذير المواطنين من مغبة الركون إلى المعلومات التي تهدف بصفة غير معلنة إلى زرع الشك في كون بلادنا تجعل من الصحة إحدى أولوياتها ومن التقليل من أهمية التقدم المشهود في هذا المجال، رغم أنف المشككين و أصحاب الدعاية المغرضة”.

إقرأ أيضا:

بوتلميت : حالات الإصابة بمرض الحصبة “بوحيمرون” في تزايد

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى