الفرنسية لغة “تواصل” .. أين المشكلة !؟

دور جدل واسع هذه الأيام في الساحة السياسية الموريتانية حول إشكالية اللغة والهوية في القطر الموريتاني ، وتعود جذور وأسباب هذا الجدل السياسي والفكري إلى خطاب الوزير الأول بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والمتضمن إحياء هذه اللغة في الدوائر التعليمية والإدارية ، وقد أثار هذا الخطاب موجة غضب داخل الأوساط الفرانكفونية التي اعتبرته إقصاء متعمدا لشريحة معينة وإضرارا بمستقبلها الوظيفي .

هذه الاحتجاجات السياسية التي تمت تحت يافطات مغلوطة وعناوين مزيفة هي التي دفعت وزير التعليم العالي إلى تقديم اعتذار مشين مرفوق بتصريحات خارقة للدستور الموريتاني ومنتهكة للسيادة الوطنية ، أثارت هي الأخرى حفيظة غالبية الشعب الموريتاني وفي مقدمته الشريحة الطلابية حيث أكدت مخاوف مشروعة لديها رأت فيها استمرار لاستلاب حقوقها وتدميرا لمستقبلها المهني ، وفي خضم هذا الجدل الدائر جعل البعض – ومنهم تواصل – يرى ضرورة إبقاء اللغة الفرنسية كلغة ” تواصل ” وانفتاح ، ويعتبر إلغاءها انتقاصا من قيمة المكونات الإثنية والأقليات العرقية في بلادنا ! .

ورغم أن هذه الدعوات قوبلت بإمتعاض شديد من قبل المدافعين عن اللغة العربية وحمولتها الحضارية ، وتعرض حزب “تواصل” لانتقادات حادة من هذه الأطراف ، فإنني لاأرى أي سبب موضوعي ينفي أن تكون الفرنسية لغة “تواصل” ، لأنه عندما يصف السيد جميل منصور خطاب الوزير الأول بأنه خطاب إقصائي ومدان ودعوة منتنة من دعوى “الجاهلية” فهذا أسطع دليل على أن لغة موليير هي لغة ” تواصل ” وحين يقف فرع الإسلاميين في الجامعة والإبن المدلل للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية في وجه احتجاجات الطـــــلـــبة من ” القوميين الشوفينيين “على تصريحات الوزير فمن يستطيع إنكار أن اللغة الفرنسية هي لغة ” تواصل” وعندما تصرح “ياي انضو” المحترمة بأن دعاة التعريب يدافعون عن أهداف يخجلون من التعبير عنها فإن انفتاح اللغة الفرنسية “وتواصليتها” أصبح أمرا باديا للعيان .

وحين تكون بروكسل هي دار الهجرة لكل المعذبين في سبيل الدعوة إلى الله وإلى لغة “التواصل” وتكون بلجيكا قبلة للمنفتحين “التواصليين” مع “العالم الحر” فهذا أكبر برهان على أن لغة بروكسل وباريس أهم من الصينية وأنها لغة “تواصل ” .

هناك عائق وحيد يقف دون جعل الفرنسية لغة “تواصل” وهي أن جميع كتب المرحوم ابن تيمية صادرة باللغة العربية ومن هنا فإنه على المحسنين الفرانكفونيين ترجمتها إلى الفرنسية ليساهموا في تجسيدها كلغة “تواصل” والله لايضيع أجر المحسنين .

وفي هذا السياق أود تقيم مقترحات لحزب “تواصل” ستساهم دون شك في تعزيز الوحدة الوطنية وتجسيد “الإخوانية الإسلامية” كما من شأنها الوقوف في وجه النعرات العنصرية والدعوات القومية “الجاهلية” أذكر منها :

1 – إضافة فقرة إلى البرنامج السياسي للحزب تفرض على المنتسبين له الإلمام الواسع بلغة “التواصل” ، وتفرض على المنخرطين فيه التردد على المركز الثقافي الفرنسي للإطلاع على دوره الثقافي وإشعاعه الحضاري التنويري “والدعوي” الرائد .

2 – مراجعة الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وحذف كل ما يتطرق منها للعرب ذكرا أوتمجيدا كقوله تعالى : (إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون ) وغيرها من الآيات أو كقوله صل الله عليه وسلم (أحب العرب لثلاث لأنني عربي ولأن القرآن عربي ولأن العربية لغة أهل الجنة ) أو كما قال صل الله عليه وسلم ، ولا أدري لكم يحب فرنســـا !؟ ، أو كقوله ( حب العرب إيمان وبغضهم كفر ونفاق ) إلى غير ذلك من النصوص الدينية الكثيرة في هذا المجال .

3 – إرسال بعثة إلى العراق للاستفادة من التجربة “الرائدة” للحزب الإسلامي في مجال مناهضة “الديكتاتورية والإلحاد” واستلهام مشروعه النير والمتطور المتمثل في إقامة دولة إسلامية مزدهرة على أنقاض “دولة البعث الكافرة” ، كما أقترح على هذا الوفد المبارك التعريج على لندن وباريس للإطلاع عن قرب على النضال المهجري “الناصع” الذي تقوم به جماعة الإخوان السورية حفظها الله وجعلها نموذجا يحتذى .

4 – القيام بحملة وطنية تحت شعار “الفرنسية هي الحل” تهدف إلى إبراز مكانة اللغة الفرنسية في التراث الإسلامي ومدى إمكانية التعبد والصلاة بها وباللهجات الأخرى التي أسلمت حين أسلم أهلها .

أشير في الأخير إلى أنني سأكون أول المنتسبين إلى الحزب في حال اعتماد هذه المقترحات والله أكبر ولله الحمد .

طالب جامعي موريتاني بتونس

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى