شكرا للغرب

كنا في مأزق حقيقي، لا أحد منا يقبل بالنظر في وجه الآخر، لا أحد يقبل بأن يعترف بوجود قواسم مشتركة بينه مع الآخر. كان الفرقاء يتنافسون في التصريحات التصعيدية لدرجة أن المجابهة باتت قاب قوسين أو أدنى. وفجأة حطت طائرة وزير الخارجية الاسبانية في العاصمة لتبدأ العجلة بالدوران في الاتجاه المعاكس.

تحركت ماكنة النظام التصالحية، حمل السفراء الأوربيون عصى الترحال ليحلوا ضيوفا على الوزير الأول وعلى قادة المعارضة محملين بالنصائح والتوجيهات. باختصار انطلق موسم الحوار وسرت حمى تسجيل المواقف في الجسم السياسي.

قبل سنوات كانت مثل هذه الحركية الغربية ستحصل في الكواليس لأن الرأي العام كان سينظر إليها بشيء من التحفظ. وقبل عقود كانت ستستفز المشاعر وستستثير ردات فعل قوية، أما اليوم فتجري في وضح النهار ووسط تهليل وترحيب من الجميع!

لم يعد ينظر إلى “الاهتمام الزائد” للدول الغربية بالشؤون الداخلية لبلادنا على أنه عمل يمس السيادة الوطنية! لم يعد خضوع سلطتنا لإملاءات هذه الدول خيانة! تغيرت الظروف وتبدلت المفاهيم فتراجع مفهوم السيادة إلى الخلف وتحول المستعمرون إلى شركاء في التنمية!

هل يمكن أن تكون الدول الأوربية أكثر حرصا على بلادنا من السلطة التي تحكمها؟ هل هي أكثر اطلاعا على المخاطر المحدقة بها؟ بأي معنى تتجاوب السلطة على وجه السرعة مع “نصائح” شركائها بينما تظل أحد عشر شهرا تماطل معارضتها؟ أم أن كل شيء يهون في سبيل عقد طاولة بروكسيل؟

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى