الأب المكلوم طرق كل الأبواب لاسترجاع ابنتيه..
انواكشوط – السراج – يعيش المواطن الخمسيني حسن محمد مختار لوعة الانتظار والترقب منذ أزيد من ستة اشهر وذلك بعدما أقدمت مطلقته خديجة احمد عبد الرحمن على اختطاف ابنتيه لطيفه وامينه والسفر بهما إلى ليبيا، طرق كل الأبواب لاستعادة طفليته بعدما تنازلت الام له عن الحضانة.
رفع دعوى أمام المحاكم وتردد على مكاتب الانتربول الدولي وهيئات حقوق الإنسان والصليب الأحمر ثم وسيط الجمهورية ولما أعياه الطلب واستنفد كل الوسائل القانونية المتاحة لم يبق لديه سوى الانتظار والصبر على الثكل ولوعة الفراق ..
انتظار قد يطول أو يقصر ولوعة فراق تضطرم احيانا وتخبو لكنها لن تنال من عزيمة حسن وتصميمه على أن ينال حقه ويكسب هذه المعركة التي أكره –على ما يبدو- على الدخول فيها.
معركة سخر لها حسن كل ما لديه من إمكانات ووسائل رغم ضيق ذات اليد واعتلال الصحة.
واليوم رغم حصوله على أمر دولي بالقبض على مطلقته السابقة، وتمكنه من الكشف عن جميع تفاصيل عملية الاختطاف والهروب بما في ذلك الشخص المتواطئ في العملية وارقام الهواتف المستخدمة وخط سير رحلة الاختطاف وصولا إلى مدينة اوباري في جنوب ليبيا إلا ان ذلك لم يشف غليله ولم يدعوه إلى الاستسلام، فمعركته لكسب القضية لا زالت في بدايتها كما يقول..
انتصار للظلم
يعتدل حسن في جلسته ويصلح وضع نظاراته السميكة على جبينه المغضن فيما تفتر من بين شفتيه ابتسامة فاترة تنم عن شخصية جادة وملامح يصعب سبر أغوارها حيث يصر حسن على الحديث بلكنة متأثرة بلهجات عربية كما يقول إنه يجيد الانجليزية ولغة “الهوسا ” المتداولة في النيجر وشمال نيجريا، ولديه أشعار في حب الوطن والنسيب لكنه –كما يقول-هجر ذلك كله بعد عودته إلى الوطن وإصابته بوعكة صحية ألزمته الفراش ستة أشهر قبل أن يفجع بحادثة اختطاف طفليته والتي تركت على ما يبدو جرحا غائرا في قلبه وألما ممضا في نفسه..
واليوم ورغم اعتلال صحته بسبب إصابته بالسكري ومرض المياه الزرقاء بالعين ورغم شيخوخته المبكرة إلا أن همه الاول يظل استرجاع حقوقه والنيل من مطلقته وتقديمها للعدالة وهو ما لن يالوا جهدا في سبيله لأن الأمر قضية كرامة وانتصار للظلم واسترجاع للحقوق.
وبسؤاله هل لا زال للصفح والعفو متسع في قضيته يتهرب حسن من الإجابة ليقول إنه لا يريد أن يسبق الإحداث فلكل مقام مقال كما يقال.
وعن مسار القضية بعدما نشر عنها في أيامها الأولى يقول حسن إن السلطات الموريتانية تعاطفت معه وذللت كل السبل القانونية للقبض على المتهمة بما في ذلك إرسال مذكرة الانتربول الدولي إلى السفير الموريتاني بطرابلس لإيصاله إلى الجهات المعنية في ليبيا لكن المشكل هي في تنفيذ هذه الاحكام لذا فإنه يحمل السفير الموريتاني بليبيا كل المسؤولية عن التباطؤ في التنفيذ ومن ثم إلقاء القبض على المتهمة وتسفيرها إلى موريتانيا!!
معلومات لأول مرة
وبشيء من الزهو يحكي حسن عن التفاصيل التي استطاع الكشف عنها خلال متابعته لعملية اختطاف ابنتيه حيث يؤكد انه تمكن من الحصول على أرقام الهواتف التي استخدمتها مطلقته خلال مرورها بمالي، وكيف أنها هاتفت الشاب المتواطئ معها أكثر من 445 مرة حيث كان يطلعها على أخبار البحث عنها أولا بأول ..والشاب المذكور يوجد الآن في أنغولا بعد ما لم يرد حسن توريطه في العملية وقبل الوساطات القبلية بالعفو عنه والتستر عليه..
المطلقة الغادرة كما يقول حسن خرجت من قرية الصفانجاي بضواحي كيفه تحت جنح الظلام يعدما حملت معها ما خف حمله وغلا ثمنه واصطحبت الطفلتين لطيفه وأمينه إلى وجهة غير معلومة، لكن ظروف الهرب لم تسمح لها بحمل حقيبتها التي بقيت لدى أهل حسن ..وحتى لا يجعل للقانون عليه سبيلا ولدرء أي تهمة بالسرقة قام حسن بتسليم هذه الحقيبة إلى محكمة كيفه حيث تم فتحها علنا بنشرها بمنشار وتم التعرف على محتوياتها من أغراض نساء وثياب وأشياء أخرى حسب وصل الاستلام المسلم من المحكمة والذي يحتفظ به حسن إلى جانب عشرات الوثائق والأوصال المتعلقة بالقضية..وهنا يشهد حسن لنفسه بالبراعة في جمع كل الوثائق والمعلومات التي تدين مطلقته عندما يقول إنه لما قابل وسيط الجمهورية وقدم له أوراق القضية أثنى عليه وقال إنه لم يسبق ان اطلع على مظلمة مكتملة الوثائق والأدلة والمستندات كهذه.!!
ومع ذلك فإن طريق الحصول على كل هذه الأحكام والوثائق لم يكن بالأمر الهين كما يقول حسن حيث تطلب منه التردد عشرات المرات على المحاكم ومقار هيئات حقوق الانسان ووزارة الخارجية ومفوضيات الشرطة لكن ما يحز في نفسه الان هو الفشل في التعرف على رقم جواز السفر الذي استخدمته المتهمة في تنقلاتها من موريتانيا إلى ليبيا ولا يستبعد وجود جهات ترفض الكشف عن رقم الجواز المذكور الذي تم الحصول عليه بطرق ملتوية وفي ظروف غامضة..لكن ذلك لم يمنعه من استصدار أمر من وكيل الجمهورية إلى إدارة الامن بالبحث عن رقم الجواز المذكور والذي استخدمته المتهمة –حسب نفس الوثيقة من الفترة 15إبريل 2009 إلى 21نوفمبر 2009.
الرغبة في الانتقام
الوثائق التي في حوزة حسن والتي أصبحت –على ما يبدو-عزاءه وسلوه عن طفلتيه لا تشمل فقط كل المستندات والاحكام والمراسلات الصادرة حول القضية بل ايضا معلومات وافية عن المتهمة بما في ذلك رقم هاتفها في ليبيا وارقام هواتف أمها وأختها وبسؤاله عن مصدر حصوله على هذه المعلومات يجيب حسن ان الارقام كانت لديه قبل حضور مطلقته إلى موريتانيا مطلع 2009 وتظاهرها بالتصالح معه من خلال التنازل له عن حضانة البنتين وهو ما علم لاحقا أنه مجرد خدعة للايقاع به.
لكن حسن يفجر مفاجأة أكبرعندما يقول إن مطلقته بعثت له مؤخرا برسالة SMS مما مكنه من التعرف على رقمها في ليبيا، اما فحوى الرسالة فهو غاية في التشفي والشماته التي لم تجد أفضل ما يعبر عنها غير المثل الشعبي المعروف “خيل ما ترد خيل ماه حرة” والذي اختارته المتهمة نصا لرسالتها!!
رسالة نصية قصيرة تكشف عن رغبة في الانتقام وعن نية مبيتة للتلاعب بأحلام شيخ هرم هده المرض وأعياه ألم الثكل ولوعة الفراق لكن كل ذلك ابعد –على ما يبدو -من ان ينال من عزيمته او يفت في عضده فهو مصر على ان يرد الصاع صاعين وعلى أن يكسب معركة استرجاع طفلتيه ولو بعد جولات وجولات..