أيهما أشد .. الفرحة باستقبال الفطر أم الحزن على انصرام رمضان ؟
فمن لم يرى نكبة باكستان ولم يسمع صرخات أهل غزة ولم يشاهد مشاهد العراق أو مصائب الصومال!!
إن كانت النفوس تميل وترتاح لمواسم الأعياد والأفراح… فإن القلوب معلقة بشهر الصيام إذ ترمض الذنوب وتصفد الشياطين .. وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران… وتزداد فرص الرحمة والغفران… وثمة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها نزل القرآن…!
أمور تكفينا إحداها لنحب هذا الشهر ونحزن لفراقه… ونتمنى أن لو كانت السنة كلها رمضان…!
وما ذلك خفضا من شأن العيد… كلا …! بل هو رحمة من الله ونعمة وفرصة للصلة والمودة… ومناسبة للسرور والبهجة… ويكفيه أنه احتفال بإتمام شعيرة من أركان الإسلام… لا تجيء إلا مرة في العام…!
عدى عن حكمة الله في الأعياد من إظهار سماحة هذا الدين وما فيه من فسحة يتمتع بها أتباعه ويعلمها غير المسلمين…
وأعظم من ذلك وأكبر أنها أيام للتسابق في تعظيم الله وتسبيحه وتكبيره وحمده وشكره على آلائه… وثمة فرص جديدة لتطهير النفس وتزكيتها بامتثال أمر الله على خطى رسوله صلى الله عليه وسلم…
وإن تناول المباحات وممارسة الهوايات ــ وفق الشرع ــ من الطاعات والقربات التي يثاب عليها بالحسنات… وقد شرع الفرح وكثير من المرح…
وعليه يهرع المسلمون استجابة لله وانسجاما مع فطرته في خلقه يبادرون باقتناء وتوفير وسائل وأسباب السعادة… ولا يألون جهدا.. بل ربما تجاوز بعضهم الحد وتحملوا فوق مالديهم من جهد حتى يبلغوا بأنفسهم الجهد…!
وقد نهوا عن الإسراف وحرم عليهم التبذير…ولا شك أن هؤلاء أساؤوا الفعل وأخطئوا التقدير.. ولمثلهم أقول: إن لم تمتثلوا وتكتفوا بما شرع لكم فهلا نظرتم مأساة من حولكم؟
فإن في كل دولة من يشتكي سوء الحال… ويحتاج لفتة ذي بال…!
وكم في بلدنا من مضطر للعون بالجهد والمال؟
أليس ذا زمن الحر والأمطار؟ ألم تجرف السيول بعض الممتلكات والديار؟ أولم تحاصر المياه الملوثة بلدات فعرضتها للأمراض والأخطار؟ أولا تنتشر المستنقعات بما فيها من جراثيم وأقذار وما تجره من أوبئة وأضرار؟…
كل هذه المنغصات تجتمع مع الفقر والبؤس لكثير من سكان الأحياء الشعبية والأرياف القصية ناهيك عن أولى الأمراض المستعصية!!!!!!!!
فمن لألئك يرسم بسمة على شفاههم؟ …. أو يمسح دمعة عن خدودهم؟