أربعة أشهر من الاختفاء الغامض، والبحث عن الحقيقة مستمر

بيان رقم 14، بتاريخ 22/09/2010

a1-79.jpgمرت أربعة أشهر على اختفاء رشيد مصطفى، ولازلنا، كلجنة متابعة، نواصل بحثنا عن كل ما يمكنه إيصالنا إلى حقيقة ما حصل للطائرة التي استأجرها واختفى ومن معه على متنها يوم 21 مايو 2010. هذا الاختفاء الذي لم تظهر أي مؤشرات على أنه حدث نتيجة تحطم الطائرة التي لم تؤد عمليات البحث عنها إلى إيجاد أي آثار لموقع حطام أو غيره.

في تواصل مع أحد الخبراء في مجال الطيران، أمضى أكثر من عشر سنوات في العمل في أنغولا، ذكر أن القانون يستلزم أن تحمل طائرات “بيتشكرافت 200” على متنها جهاز إرسال تحديد المواقع في حالات الطوارئ (ELT) من نوع “406MHZ” والذي يمكن أن تصل إشاراته إلى مركز “كوسباس سارسات Cospass Sarsat” في كيب تاون بجنوب إفريقيا في حالة تشغيله. إلا أن العديد من شركات الطيران لازالت تستخدم النظام القديم الذي يعمل بالموجات اللاسلكية التي تبلغ 121.5 و243.0 VHF، وذلك بسبب عدم رغبة هذه الشركات في تركيب أجهزة مكلفة مادياً رغم أن تنظيمات المعهد الوطني للطيران المدني INAVIC تنص على إجبارية تركيب أنظمة 406MHZ في كل الطائرات العاملة في أنغولا. ومن سلبيات النظام القديم أنه إذا لم يتم التقاط إشاراته في الوقت المناسب، يمكن أن تفرغ بطاريته خلال 48 ساعة كحد أقصى، كما أنه إذا سقطت الطائرة في الماء، تصبح إشاراته جد ضعيفة بحيث يصعب التقاطها.

ووفقاً للخبير، فإن من المحتمل أن لا تكون عمليات صيانة الطائرة المستأجرة ترقى إلى مستوى معايير مثيلاتها من طائرات “بيتشكرافت”، كما شكك في أن يكون لدى “شيك شيك” (قسم الطيران في مجموعة شيكويل) برنامج صيانة موثوق فيه. وعليه، فمن الممكن، حسب رأي الخبير، أن يكون قد أُهمل تغيير بطارية جهاز إرسال تحديد المواقع في حالات الطوارئ (ELT) من طرف “شيك شيك” التي لا تستخدم شركة صيانة معروفة دولياً حسب علمه.

وعن معرفته بربان الطائرة “الكابتن روشا”، ذكر الخبير بأنه يعرفه حق المعرفة، وهو طيار متمرس خاصة في ما يتعلق بالطائرات الحربية الروسية، ولكنه لا يعلم إن كان مصنفاً لتشغيل طائرات B-200 المدنية. كما أنه موظف لدى سلاح الجو الأنغولي، وربما يكون عمله لدى “شيك شيك” من قبيل العمل الحر لكسب دخل إضافي. ويضيف الخبير أن “الكابتن روشا” يعرف جيداً المسار الرابط بين “ابوينت أنوار” و”لواندا”، كما يعلم أنه لا توجد أي عوائق بين مطاري المدينتين من شأنها أن تؤدي إلى وقوع حادث يحتم توجيه الطائرة لهبوط اضطراري كما يحدث مثلاً حين الاصطدام بجبل أو غيره.

وحسب معرفة الخبير بالمسار الرابط بين المدينتين وبالكابتن “روشا”، استبعد حدوث أي نوع من الطوارئ على متن الطائرة من قبيل نشوب حريق أو قصور محركي الطائرة وذلك لعدم تبليغ الربان عن أي شيء من هذا القبيل سواء لبرج المراقبة في “ابوينت انوار” أو برج المراقبة في “لواندا”، وهو أمر يقوم به أي طيار في هذه الحالة. كما استبعد حدوث قصور كهربائي من أي نوع يؤدى إلى فقدان التحكم في الطائرة أثناء نزولها للهبوط في مطار “لواندا” مما ينتج عنه سقوطها في المحيط، وحيث أن الطيران في هذه المرحلة يكون فوق شاطئ “لواندا”، فإن أنوار المدينة ستشكل دليلاً يوجه به الربان طائرته للهبوط بها بعيداً عن الماء، كما أنه لو فرضنا سقوطها في المحيط، فإن موقع الحادث من السهل تحديده بسبب كثافة الحركة الملاحية في المنطقة من وإلى حقول النفط.

يبقى لدى الخبير سيناريو أخير، وهو أنه تم إقناع رشيد مصطفى بإقلال راكب أو ركاب آخرين قاموا باختطاف الطائرة بعد إقلاعها من مطار “ابوينت انوار”، وإرغام الربان على الهبوط في مدرج ما ثم احتجاز رشيد وطاقم الطائرة بهدف الاستفادة منهم في ما بعد. وبما أنه من الصعب الهبوط في مدرج مدني بدون علم السلطات وعلم “أسكنا ASECNA”، فمن المحتمل أن الطائرة قد حطت في مدرج عسكري صغير غير بعيد من ضفة نهر “سويو”.

وتطابقاً مع السيناريو الأخير الذي أدلى به الخبير، فقد جاءتنا منذ فترة معلومات تفيد بهبوط الطائرة في هذا المطار العسكري في منطقة “سويو”، ولكننا لا نستطيع التأكد من صحتها ما دامت السلطات الأنغولية لم تعطِ أي معلومات تؤكد أي شيء عن الحادث إلى حدود اللحظة.

من جانب آخر، علمنا من مصدر موثوق أن ملف الطائرة الذي يحوي كل المعلومات عنها قد اختفى من مقر “شيك شيك” عقب الحادث، وهو ملف يشمل كل البيانات عن كل تجهيزات الطائرة وتواريخ عمليات الصيانة ومعلومات الرحلات التي قامت بها وغير ذلك من البيانات التي تخص الطائرة.

أما نحن، كلجنة متابعة، فلازالت فرضيتنا الوحيدة هي عملية اختطاف مدبَّرة من طرف متنفذين أنغوليين تجمعهم علاقات عمل برشيد. وعليه، نتوجه من جديد إلى الحكومتين الموريتانية والأنغولية بطلب التحقيق في ملابسات اختفاء الطائرة وتقديم المتورطين إلى العدالة.
ونرفع أيادينا بالدعاء بحفظ رشيد مصطفى وعودته سالماً إلى أهله ووطنه في القريب العاجل إن شاء الله.

لجنة متابعة مصير طائرة رشيد مصطفى

البريد الإلكتروني: find.rachid.moustapha.plane@gmail.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى