الرياضة بين لعنة الانسحاب وعذاب الإهمال
كان لي أن لا أكتب إلا حينما أشعر بمرارة تعتصرني حيال أي وضعية لم ولن أصدقها، فلا أزال لم تقنعني تحركات وخطوات العديد من وزراء حكومة الانسحاب المتكرر والتعامي المتواصل والإهمال المضلل واللامبالاة المتواصلة، فبالأمس انسحبوا من تصفيات إفريقيا ويا ليتهم لم ينسحبوا وكان من الأجدى والأنفع الاستقالة الطوعية لطاقم كرة القدم، لست من المعارضة ولا الأغلبية في شيء ولا بيني وبين أي شخصية أو وزير أي خلاف أو تخالف ولكن من باب الواقعية والأمر المنطقي المستوحى من واقع الرياضة الموريتانية التي ليست بخير والمشكلة بالدرجة الأولى تعود لمن يتولون إدارتها لا من يمارسونها.
بكاء على ضفاف الانسحاب
بالأمس أخرجتنا وزيرة الرياضة من منافسة تصفيات أمم إفريقيا بحجة لا يقبلها عقل أو منطق، ذلك أن الهزيمة في كرة القدم أمر طبيعي واللامقبول القبول المتكرر بالانهزام والفشل قبل الدخول في المباراة بالانسحاب، ولم تعلم الوزيرة المنسحبة أن أصداء الملاعب من تصفيات أمم إفريقيا أكدت خسارة حامل لقب إفريقيا 2010 أمام النيجر وخسارة الجزائر أمام إفريقيا الوسطى في مشاهد لم تكن تتوقع، وتناست ونسيت الوزيرة أنها من خلال الانسحاب والخسارة قبل المشاركة تعلم العديد من براعم وأجيال الكرة الصاعدين ضرورة الانسحاب والهروب قبل أي نجاح، وفي النهاية لتتذكر وزيرة الانسحاب أن الفوز نصيب من يطمح للانتصار لا المنسحب قبل بداية المباراة.
كان فريقنا لكرة القدم المرابطون يخسر أمام الفرق المجهولة ويواصل مسلسل الإخفاقات في كل التصفيات وكنا في كل مباراة جديدة تتجدد ثقتنا في المرابطون ونتابع المباراة وتطلعاتنا في الفوز وآمالنا في تحقيق الإنتصار عالية، لكن وبعد أن كانت تطلعاتنا كبيرة لهذا العام في تأهل فريقنا لأول مرة في تصفيات كاس أمم إفريقيا أتت الوزيرة الموقرة لتهزم فريقنا قبل بدء التصفيات وتهزمنا، وتثبت لنا فشلها وفشل تفكيرها وطاقم الرياضة المختص في جنبات الوزارة ولتحفر في أذهاننا أسوء مبدإ ” إذا فكرت في الهزيمة انسحب قبل المشاركة ” ليتواصل بذلك مسلسل الإخفاق المتكرر أمام كل الفرق متجاهلة وزيرة الرياضة “المنهزمة” أن كرة القدم لا تعترف بإعداد الفريق وقوته ولا إعداد الأجيال ذلك أننا إذا لم نبذل الجهود لإخراج جيل فريقنا وكل الفرق الرياضية من الهزائم فإن محفزات صنع الأجيال القادمة ستكون هزيلة وأكبر تحدي، ولعل هزيمة المنتخب العسكري الأليمة أمام سوريا ومصر بفارق مذل يعكس إلى أي مدى فجاعة الواقع الأليم الذي تعيشه المعشوقة المستديرة، كما أن تعامي وتجاهل الوزارة للانتصارات التي حققتها بعض الفرق الوطنية في مجال مختلف الرياضات خير دليل أن المشكل ليس من فريقنا الحالي الذي أنا على يقين أنه ليس أضعف فريق ضمن الفرق الإفريقية.
الرياضيون بموريتانيا لن يثقوا في الانسحاب ولن ينظروا إليه باعتباره حلا لكرة القدم بل شرخ الهزيمة إزداد واتسع مداه، ذلك أن الأسباب الدفينة وراء عدم تقدم رياضتنا يتلخص في غياب إهتمام كبير من طرف الدولة فذي فرق موريتانية حققت إنتصارات ورغم ذلك تعامت مافيا إغتيال أحلام الانتصارات في أروقة مكاتب وزارة الرياضة هذا الفوز وحاولت عدم تصوره بالأساس، فمتى نعي جميعا أن مشكلة كرة القدم ليست مشكلة.
لا عبين بل مشكلة من هم مسؤولون عن الرياضة والذين بلغ فيهم الفساد ما بلغ حتى أفسدوا الوسائل الموفرة للرياضة ويريدون من خلال الانسحاب المشين إفساد وإغتيال كل القلوب الرياضية.
إن السم الذي ينخر في جسم الألعاب الرياضية بموريتانيا بمختلف أشكالها يتطلب إنتفاضة شعبية تفرض على المسؤولين إيلاء عناية كبيرة لكرة القدم ذلك أن حلقات الإخفاق والتجاهل ستتكرر وتتواصل بعد إحرامنا من تصفيات الدورتين الإفريقيتين، و لنا أن نترحم على رياضة موريتانيا لأن سنة من الفراغ على مستوى كرة القدم رغم قلة نجاحاتها في السنوات الماضية لهي أسوأ نتيجة ستظل لعناتها تطارد وزيرة الرياضة وطاقمها الرياضي الذي أوصله الفساد مبلغه من الفساد،وفي كلا الأمور أجيال المستقبل والتاريخ لن يغفر خطيئة الانسحاب وسيتضح لنا بعد 20 سنة أن أكبر جريمة في تاريخ رياضتنا هروبنا وانسحابنا من تصفيات كان بالإمكان تحقيق نتائج مرضية فيها،فبالله عليك يا عزيز متى تسجن مفسدي كرة القدم بموريتانيا ؟؟؟ أتسمعني !!!!!
Aoubeck42@yahoo.com