تكريم الشاعر في بلد المليون شاعر
- كم أنا سعيد عندما أطفأت –مع زملائي الشعراء فقط- الشمعة الخمسين لعيد الاستقلال الوطني، أطفأنا تلك الشمعة – على طريقتنا الخاصة – برياح الشعر،تلك الرياح التي هبت عاتية هذه الأيام من كل حدب و صوب في مختلف ربوع الوطن الحبيب.
- و كم كانت فرحتي و سعادتي حينما حصدت المرتبة الأولى في الشعر الفصيح وذلك في المسابقة الشعرية التي أقيمت في ولاية أترارزه بمناسبة عيد الإستقلال الوطني ، وأعتبرت – حينها – أنني سأنال وساما ولو من الدرجة المائة ، أو أكون أحد فرسان الكلمة الذين لايشق لهم غبار ، أو على الأقل أدخل ديوان تشرين من بابه الواسع .
- لكن سرعان ما اصطدمت – بعد ذلك – بجدار الواقع و ارتطمت بأمواج الخيبة و اليأس ، وعقد الدونية والنقص .
- ففي حفل التكريم الذي أقيم بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني في مقر بلدية روصو تحت رعاية وإشراف والي الترارزة و حاكم مقاطعة روصو و عمدة بلديتها و المسؤولين المدنيين و العسكريين اختلط الحابل بالنابل و” انقلب الشعر على الشاعر” وكان ما كان .
- في ذلك الحفل ذابت كل الفوارق (…) و تساوى الشاعر مع لاعب الكرة الحديدية ولاعب كرة القدم و الخيّال و صاحب القارب…والقائمة تطول .
- في نهاية الحفل استدعي الشعراء وأتباعهم إلى المنصة الرسمية وكان هنالك ثلاثة فائزين في كل مجال و كانت الجوائز على النحو التالي: الأولى 40000 ألف أوقية و الثانية 30000ألف أوقية و الثالثة 20000أوقية بما في ذلك الشعر – طبعا – بشقيه الفصيح و الحساني، هذا باستثناء فرقة اسبينيات الفولكلورية التي أنعشت الحفل وحصلت بالمقابل على جائزة 150000 أوقية ، بينما حرمت لجنة تحكيم المسابقة الشعرية من ريع تلك الجوائز التافهة ، وكان بالإمكان أحسن مما كان .
- أمام هذه المفارقات الغريبة أيقنت بهشاشة الكلمة و هوان سدنتها و رسلها و أنصفت نزار قباني بل أنشدت معه و سأظل أنشد:
- ما الشعر؟ ما وجع الكتابة؟ ما الرؤى؟ أولى ضحايانا هم الكتاب
- يعطوننا الفرح الجميل وحظهم حظ البغايا مالهن ثواب
- في عصر زيت الكاز يطلب شاعر ثوبا وترفل في الحرير قحاب
- المختار ولد محمد عبد السلام