الأخبار : ولد مولود خطط لانقلاب عسكري على عزيز
نواكشوط – الأخبار – كشفت وثيقة سرية للسفارة الأمريكية بنواكشوط عن لقاء مثير أجراه الرجل الأول في الجبهة ساعتها ورئيس حزب اتحاد قوي التقدم محمد ولد مولود مع المسؤولين الأمريكيين بشأن إمكانية حدوث انقلاب عسكري على الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتحالف مع بعض الضباط الموالين له.
وتقول الوثائق التي نشرها الموقع وتحمل الرقم 269 والمرسلة بتاريخ 14/4/2009 الساعة الواحد و52 دقيقة بعيد انتهاء الاجتماع إن رئيس الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية محمد ولد مولود عقد اجتماعا موسعا مع السفارة الأمريكية قبل استقالة ولد عبد العزيز من منصبه للتشاور بشأن خطة الجبهة المستقبلية في مواجهة المجلس الأعلى للدولة الحاكم ساعتها.
الاجتماع الذي ضم المسؤول بالسفارة الأمريكية دنيس هانكينس ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم خصص للتطورات السياسية المتوقعة بعد استقالة ولد عبد العزيز من منصبه والسيناريوهات الممكنة للإطاحة به .
وتقول الوثائق التي وصفت بالسرية إن ولد مولود أبلغ الأمريكيين حرص الجبهة على أن تتم استقالة الرجل كما هو مخطط لها ،وإن قيادة الجبهة ستتفادى كل الأعمال التي من شأنها أن تعرقل الاستقالة باعتبارها الفرصة الأهم لإبعاد ولد عبد العزيز عن الساحة السياسية والتأثير في صنع القرار.
وقال ولد مولود أعتقد أنها الفرصة المناسبة لإفشال الانقلاب ،فعندما يبتعد ولد عبد العزيز عن الحكم سنبذل ما في وسعنا لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من يونيو 2009 ونبحث إمكانية الإطاحة به في انقلاب عسكري بالتحالف مع بعض الضباط الموالين له.
المستشار الأمريكي عرض على الجبهة الدفع برئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير في مواجهة با أمباري لخلافة ولد عبد العزيز قائلا إنه شخص لامناكفة على شرعيته الدستورية ويمكن أن يحل محل أمباري،غير أن ولد مولود كان يؤمن بإمكانية التأثير في رئيس مجلس الشيوخ باعتباره شخصية ضعيفة وتابعة للجوقة وغير قادر على المواجهة ويمكن فك ارتباطه بولد عبد العزيز من خلال ممارسة بعض الضغوط عليه.
وقال ولد مولود للأمريكيين بأن الذين سيترك لهم عزيز تسيير البلاد من بعده يمكن التأثير فيهم والضغط عليهم لفك الارتباط بينهم والعسكري المستقيل رغم قناعته بأنه سيتمسك بقيادة الحرس الرئاسي “بازب” خوفا من الانقلاب العسكري عليه.
وفي الوثيقة يظهر ولد مولود حماسا غير مسبوق لفكرة الانقلاب العسكري من خلال إقناع قائد الأركان اللواء محمد ولد الغزواني بضرورة التحرك للإطاحة بعزيز قائلا إن ولد الغزواني إذا امتلك الشجاعة لفك ارتباطه بعزيز سيكون بإمكانه فعلا القيام بشيء لصالح التغيير السياسي في البلاد.
السفارة الأمريكية سألت ولد مولود عما إذا كان هو ورفاقه في الجبهة والرئيس ولد الشيخ عبد الله فكروا في الجائزة التي قد ينالها غزواني في حالة إقناعه بفك ارتباطه العسكري والسياسي مع ولد عبد العزيز ،فرد عليها بالقول نعم يمكننا تعيينه وزير دفاع بصلاحيات واسعة في حالة نجاحنا في الأمر !!.
ولد مولود استدرك قائلا “أدرك أن ولد عبد العزيز قد يلجأ لقوات الحرس الرئاسي للعودة إلي السلطة أو عناصر الطوارق بقيادة باهانغا إذا شعر بأن صديقه ولد الغزواني قرر التخلي سياسيا عنه ، لكن أعتقد أن الحرس الرئاسي لن يقاتل وحدات عسكرية مثله اذا استثنيا أربعة من الضباط الموالين لولد عبد العزيز والتابعين له،كما أن تدخل الطوارق لنم يكون سريعا وبالتالي يمكننا القيام بتحرك سريع وفعال”…
غير أن ولد مولود وفي حديثه مع السفارة الأمريكية قال بأن المشكلة الحقيقية هي أن الجبهة مزيج من مكونات سياسية مختلفة وبالتالي هذه القضايا الحساسة لا يمكن مناقشتها إلا في مجموعة ضيقة هو منها..
كما تشير الوثيقة إلي تداول اسم اللواء محمد ولد الهادي باعتباره قادر على المشاركة في التغيير ،لكن ولد مولود يقول بأنه غير واثق من الأخير باعتباره يمكن أن يلعب دور العميل المزدوج،كما أن إقناع ولد الغزواني إن تم سيكون أكثر فاعلية وجدوائيتة بحكم تأثيره من ولد الهادي.
وطلب ولد مولود من السفارة الأمريكية تشديد العقوبات وخصوصا الموجهة للأشخاص باعتبارها قد تدفع أنصار عزيز لتركه قائلا إنها عقوبات قوية ورادعة ..
وعبر ولد مولود عن قلقه من تراجع الدعم الجزائري للجبهة في مواجهة حكم الجيش إذا تمت تفاهمات بينها وبين المجلس الأعلى للدولة خصوصا في المجال الأمني ،كما انتقد دور الاستخبارات الفرنسية قائلا ” إذا نجحنا في إقناع اللواء ولد الغزواني أعتقد المخابرات الفرنسية ستقنعه بأن يظل وفيا للخطة التي رسم مع رفيقه”.
اضغط هنا للاطلاع على الوثيقة