اسمعوني يا سيادة الرئيس قبل أن…!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
- أرجوكم حاولوا أن تسمعوا أنيني قبل فوات الأوان..
- أرجوكم حاولوا أن تسمعوا صراخي فقد بحت حنجرتي..
- أرجوكم حاولوا أن تخففوا ـ قليلا ـ من همومي فقد احدودب كاهلي..
- أرجوكم حاولوا أن تنصفوني فقد آن الأوان لأن تنصفوني..
- أرجوكم ـ يا سيادة الرئيس ـ أن تفعلوا شيئا من أجلي فما عدت أطيق الانتظار..
- وابشروا ـ يا سيادة الرئيس ـ فإني لن أفكر يوما في الانتحار..
- ولن أرتكب أشنع الكبائر..
- ولن أتحول أمام قصركم شعلة من نار..
- ولو كان الانتحار من الفعل المباح..
- لتمنيت أن تكون لي تسعة أرواح..
- حتى أرسل لكم رسالة مشتعلة في كل صباح..
- واحدة باسم “عجوز امبود” التي تمنت أن تكون ناقة..
- وثانية باسم طفل شارع يقتات على القمامة..
- وثالثة باسم عاطل عن العمل مأساته بلا نهاية..
- ورابعة باسم ربة بيت لها مع الأرز والزيت والسكر ألف حكاية وحكاية..
- وخامسة من “حمُّال” يناضل من أجل أبخس زيادة ..
- وسادسة من مثقف لا يُسمح له أن يسمع صوته أو أن يظهر على الشاشة..
- وسابعة من شاب لا يجد مكانا يمارس فيه أي هواية..
- وثامنة من معوق بلا كفالة ولا إعانة ولا عناية..
- وتاسعة من مغترب كأنه بلا سفارة..
- *****************
- تقول حكومتكم لأبطال رسائلي إنهم يعيشون في سلام..
- وإن بطونهم ملئت بأشهى طعام..
- وإن أطفالهم يدرسون بانتظام..
- و ينجحون في كل عام..
- وتقول إنها شيدت لهم دولة جديدة من تحت الركام..
- يُعامل فيها الفقير بكل احترام..
- ويُعالج فيها المريض من سيء الأسقام..
- ويُحارب فيها المفسد بالعصي والسهام..
- وتتعايش فيها الأعراق بوئام..
- تقول لهم حكومتكم كثيرا من الكلام..
- وتوزع عليهم شتى أصناف الأوهام..
- فأرجوكم ـ يا سيادة الرئيس ـ أن تقيلوا حكومة الكلام..
- فقد سئمنا العيش في دولة من كلام..
- ********************
- وتقول لهم أغلبيتكم إنهم يعيشون عصر تبجيل الفقراء..
- وإن عهدهم عهد تغيير بناء..
- و إنهم لن يفترشوا الأرض ولن يلتحفوا السماء..
- وتقول لهم إن بيوتهم تنار بالكهرباء..
- ويتدفق من داخلها الماء..
- وتقول لهم إن مستشفياتهم مليئة بالدواء..
- وإن المقاطعات الجديدة تُشيد لهم في كل صحراء وبيداء..
- وإن المفسدين يعيشون في عزلة وجفاء..
- وإن الإرهاب لم يعد قادرا على إراقة الدماء..
- ويقول لهم معارضوكم إنهم يعيشون عصر حفنة من الأغنياء..
- وإن العهد عهد ابتلاء..
- وإنهم لا زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء..
- وإن مستشفياتهم خالية من الدواء..
- ومتاجرهم لم يعد لها زبناء..
- وتقول لهم إن الصفقات تمنح للأقارب والأصدقاء..
- والتعيينات أصبحت حكرا للحلفاء..
- والعمال أصبحوا بلا رواتب كالعبيد والأرقاء..
- تقول أغلبيتكم لأبطال رسائلي بأنهم يعيشون في نعيم ما بعده شقاء..
- ويقول لهم معارضوكم بأنهم يعيشون في شقاء ما بعده شقاء..
- ويتبادل الفريقان الشتائم بسخاء..
- ويتلفظون بكلمات نابية بلا حياء..
- ويسمع أبطال رسائلي الكثير من الهراء..
- والحقيقة أن ما تقوله لهم أغلبيتكم هراء..
- وما يقوله معارضوكم هراء..
- وهم قد سئموا العيش في دولة لا تتقن نخبها إلا الهراء..
- إنه يحلمون بنخب تقدم بعض الأفكار..
- لتخفف قليلا من حدة الأسعار..
- ويحلمون بنخب تفكر بإبداع..
- لتزيل الهموم والأوجاع..
- ولتطعم بعض الجياع..
- *****************
- أرجوكم ـ يا سيادة الرئيس ـ أن تستمعوا مباشرة للبسطاء..
- أن تستمعوا إلى أنينهم دون وسطاء..
- وأن تهدموا السور العظيم الذي شيدتموه بينكم وبين الفقراء..
- الذين صوتوا لكم بكثافة على التغيير البناء..
- فما تقوله عنهم أغلبيتكم مجرد هراء..
- وما تقوله المعارضة كذلك مجرد هراء..
- و تصفيق الأغلبية لن يتحول إلى إنجاز..
- وجفاء المعارضة لن يخفيَّ ما تحقق من إنجاز..
- واعلموا أن هؤلاء البسطاء..
- لن يكتموا قرص دواء..
- قدمته حكومتكم ذات صباح أو مساء..
- حتى ولو أنشدت المعارضة ألف قصيدة هجاء..
- واعلموا أن تصفيق أغلبيتكم والتي هي أغلبية كل الرؤساء..
- لن يجعل أولئك البسطاء يحسبون قرص دواء..
- كلفهم كثيرا من الجهد والعناء..
- ضمن إنجازات التغيير البناء..
- وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلد…وإلى الرسالة المفتوحة التاسعة عشر إن شاء الله.
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولى” للتنمية الذاتية
هاتف 6821727
elvadel@gmail.com
www.elvadel.blogspot.com