الحزب الحاكم في موريتانيا يتهم المعارضة بـ “الخَرَف”
نواكشوط – صحفي – اتهم حزب الاتحاد من أجل الجمهرية – في بيان شديد اللهجة صادر اليوم الاثنين عن مكتبه التنفيذي – المعارضة الموريتانية بـ “الخرف السياسي” باستخدامها لمصطلح “الشيخوخة في الكراسي” التي هي حسب تعبير البيان ” مرض عضال ينخر قيادات حزبية معارضة من بقايا أنظمة الفساد وسوء التسيير وإهدار الموارد الوطنية، وهي تواصل الإصرار على رفض التناوب على مقاعدها منذ عشرين عاما”.
- نص البيان
بسم الله الرحمان الرحيم
بيــــان صحفي
يتابع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، باهتمام بالغ، الأوضاع المتفجرة منذ أسبوع في جمهورية مصر العربية الشقيقة؛ وإن تلك الأوضاع المقلقة لتمنحنا المناسبة لنتوجه بنداء أخوي حار إلى كل القوى الحية في هذا البلد العزيز، من سلطة ومعارضة، ومن أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، ومن نقابات وطلاب وجماهير شعبية، من أجل تقدير موضوعي لخطورة هذه الأوضاع، والابتعاد عن كل ما من شأنه الزج بهذا البلد الشقيق في أتون العنف و الفراغ الأمني، ومن أجل استغلال الظرف التاريخي الخاص لتأسيس دعائم مستقبل أفضل ينعم فيه الشعب المصري بجميع أطيافه وفئاته بالعدالة والمساواة، في ظل التقدم والازدهار، ولإحباط محاولات النيل من المكانة الحضارية المحورية والموقع الإستراتيجي والدور الريادي التاريخي لجمهورية مصر العربية.
وإننا إذ نُهيب بكل الأطياف السياسية الوطنية والعربية والإفريقية، في السلطة أو في المعارضة، بالكف عن التدخل غير المبرر في الشأن الداخلي المصري، والابتعاد عن المزايدات السياسية المغرضة والمكشوفة التي تمتطي أحزان وأتراح الأشقاء المصريين، لتحقيق مآرب مشبوهة؛ لنستغرب ما صدر عن قادة المعارضة الموريتانية وأبواقها الدعائية من محاولة فجة لإسقاط ما يجري في بلدان ذات أوضاع مختلفة، على الحالة الموريتانية المتفردة، فكم حاولت بعض تلك القوى الحزبية من المعارضة الموريتانية، مغالطة الرأي العام الوطني، بتبني الصرعات والموضات السياسية المستنسخة، تارة، وبالتباكي على حظوظ عاثرة في الاستحقاقات الديمقراطية، طورا، وبالتحريض الوقح على مكتسبات المجتمع وإنجازاته، أطوارا آخرى، فكان كيدها الضعيف يرتد في كل مرة إلى نحرها، فتتحمل وحدها دفع الثمن مضاعفا لفشلها الذريع.
ويصل الخرف السياسي بالبعض حدا يردد معه مصطلح “الشيخوخة في الكراسي” ويفوته أن الشيخوخة السياسية مرض عضال ينخر قيادات حزبية معارضة من بقايا أنظمة الفساد وسوء التسيير وإهدار الموارد الوطنية، وهي تواصل الإصرار على رفض التناوب على مقاعدها منذ عشرين عاما، وتستمر بفجاجة في مصادرة أحلام الشباب، وتعطل تجديد الطبقة السياسية التي أثبتت العقود والعهود المتعاقبة، فشلها في تقديم مشروع مجتمعي مقنع، كفيل بنيل ثقة الشعب الموريتاني.
أنى لمعارضة كهذه أن تتدثر بمسوح الإصلاح، وأن تقدم الدروس والمواعظ في استجلاء العبر، وهي عاجزة عن أن تستجلي العبرة من الحالة الموريتانية المتميزة، حالة الاستحقاقات الديمقراطية الشفافة بشهادة العالم، رئاسية، وتشريعية، ومحلية؛ وحالة اتساع فضاء الصحافة والحريات العامة الفردية والجماعية؛ وحالة تسارع وتيرة النمو وتطور البني التحتية وتحسن نوعية ونطاق الخدمات العامة، والاعتناء المتزايد بالفئات الأقل حظا؛ حالة شعب حسم خياره الذاتي مسبقا، ولم يعد لديه وقت للاستماع للأصوات المرتبكة التي تريد نسف منجزاته والعودة به إلى نقطة الصفر.
انواكشوط 31 يناير 2011
المكتب التنفيذي للاتحاد من أجل الجمهورية