الشعب يريد إسقاط الجنرالات / عبد الله ولد سيديا
عصفت رياح التغيير هوجاء تذرو غبار الحرية في كل ركن وزاوية عصفت تقتلع عروش الطغاة وترميها في مزابل التاريخ تكسر الأصنام تلهب الأرض تحت أقدتم المستبدين
عصفت ولها زئير يصم الأذان وتباشير تلوح في كل الأفاق ولن يكون أفقنا الذي أدماه عبث الحاكمين استثناءا فالتاريخ علمنا أن الثورات لا تحدها الجغرافيا يصنعها القهر والظلم والطغيان وتنتشر حيثما كان لا تبقي ولا تذر لواحة لطوفان من المحرومين لا يثنيهم سوى سقوط أخر الحاكمين
نتساءل اليوم بصدق عن تداعيات الثورات المباركة التي اقتلعت عرشي زين الهاربين وحسني مبارك في تونس ومصر على بلدنا المثقل أصلا بكل أسباب الثورة فهل يثور شعبنا لكرامته السليبة منذ عقود
هل يثور ضد الزمرة الفاسدة من جنرالات الورق الذين لم يحاربوا في حياتهم إلا ضد هذا الشعب لم يتخطوا في أسلاك العسكرية حدودها الدنيا سرقوا الرتب كما سرقوا كل شي في هذه البلاد هدموا شرف الجندية ولم يعرف لهم ماض مجيد في الجيش أو في غيره ولم يحوزوا من المؤهلات إلا الخبرة في الانقلاب ضد شرعية الشعب ,فساموه سوء العذاب وسخرو منه ساقوه كالقطيع نحو الانتخابات ثم زوروا إرادته
فأتوا بنواب كالمجندين ورئيس أشبه بالرقيب مهمته تنفيذ الأوامر وعندما حاول هذا الرئيس الخروج عن طاعة الجنرالات انقلبوا عليه بهدوء وسوقوا الحتمية الانقلابية ليصفوه بالسفيه والضعيف وكأنهم ليسوا هم من أتى به وآزره وشد على يديه ونصبه على رءوس الأشهاد ورغم أنف المعارضين
بعد كل هذا الضحك على الذقون خرج من بين جنرالاتنا المخربين أشدهم بأسا و أبعدهم عن الكياسة فتولى الرئاسة في انقلاب أبيض واستمر فيها في يوم انتخاب أسود زورت فيه إرادة الشعب مرة أخري ثم خلع البزة الداكنة المتسخة والحذاء الغليظ الأسود المتآكل وأرتدى بذلة أنيقة بربطة عنق ونظارات شمسية تغطي نصف وجهه إمعانا في التمويه ليظهر بمظهر جديد كرئيس للفقراء حريص على المستضعفين مشغول بهموم بلده منشغل بالبناء والتعمير وهو من كل ذلك بعيد
الآن وقد حصحص الحق ولقننا أشقائنا المصريون والتونسيون ذالك الدرس الرائع والبطولي في قدرة الشعوب على الخلاص من جلاديها فإن الوقت قد حان لتتخلص موريتانيا الحبيبة من جنرالاتها المفسدين العابثين بمقدرات الوطن الناهبين لخيراته والمفتتين للحمته ووحدته الوطنية
نعم حان الوقت لإلغاء هذه الرتبة المقيتة رتبة الجنرال التي لا عهد لجيشنا بها والتي غافلتنا لتتحكم في مصائرنا
حان الوقت للقضاء على حكم الجنرالات وإنهاء صولة العقداء في تاريخنا السياسي المسكون باللون الرمادي
حان الوقت لتنظيف الجيش من المرتزقة والإنتهازيين الإنقلابين تمهيدا لعودته إلى الثغور مرابطا للدفاع عن الوطن والمواطنين
حان الوقت لنعيش حياة سياسية لا مكان فيها للبزة العسكرية والعصى الأمنية واليد الفاسدة لرجال الأعمال المرابين المتجارين بدماء الوطن
ولتكن ثورة سلمية لا علمانية ولا إسلامية وطنية حرية ديمقراطية سلمية سلمية بلا عنف أو هدم أو ذم وبلا بلطجية تفتح الأمل للفقراء والمستضعفين تداوي جراح المستعبدين المعذبين في الأرض
فلتكن الثورة الموريتانية خاتمة عهد الجنرالات نهاية لعقد الإنقلابات العسكرية وليكن شعارها
الشعب كره الإنقلابات الشعب يريد اسقاط الجنرالات
sourc: tawary.com