لأنك أنت يا شنقيط أم
- سـألــتُ الله شـمـسُـك لا تـغـيـبُ ** ولـيـلُـك فــجــرُه أبــــدا قــريــب
- وأجـراس القصائـد فيـك نشـوى ** لـهــا وقـــع بسْـمـعـنـا عَـجـيــب
- ونـوقـك لا يشـيـخ لـهــا حـنـيـن ** ولا يجـفـو بأضرعـهـا الحـلـيـب
- وتـبـقــى كـبــريــاؤك لا تــدانـــى** ولا يـدنــو لـهــا كــــدر مــريــب
- ومثـل نقـاء هــذا الـرمـل تبـقـى ** نفـوس بنـيـك مــن ألــق تطـيـب
- ××××
- ســألــت الله أن يـبـقـيـك بـيـتــي ** وأعــلــم أن ربَّــــك يـسـتـجـيـب
- لأنــــك أنــــت يــــا شـنـقـيــط أم ** تـشـيـب الأمـهــات ولا تـشـيــب
- وأنـك فـرط عفْـو ٍ، فــرط صـفـو ** وفــرطُ هــوى بـرودتــه لـهـيـب
- فأرضك أرض شعـر لا يضاهـى ** وحـــب لا يـخــون بـــه حـبـيــب
- فــكــل صَـبـيَّــة أنــثــى حــمـــام ** وكـــل فـتــى بـأيـكــك عـنـدلـيـب
- فـــإن بـلـغـا فطامـهـمـا فـقـيـس ** وليلـى.. لا سعـى بهـمـا مـريـب
- ولـي فـي حُـرِّ أرضــك ذكـريـات ** لـهـا فــي خافـقـي أبــدا وجـيــب
- ومــا مــن كـريـم نــداك أنـســى ** وهــذي وقفـتـي شــرف مَهـيـب
- ××××
- سـلامـا أيـهـا الـوطـن الحـبـيـب ** وبعـض الشكـر موقفـه عصيـب
- لأنــك لـسـت تنتـظـريـن شـكــرا ** وليـس كمـن يُثـاب ومــن يثـيـب
- تجيئـيـن المـكـارم عـــن حـيــاء ** مخـافـة أن يـكـون لـهـا رقـيــب
- تحسَّبُ أن يقـول النـاس أعطـت ** وهل فـي ذكـر فضلـك مـا يريـب
- ××××
- يـذوب القلـب يـا شنقـيـط وجــدا ** علـيـك لأن عـنــدك مـــا يـذيــب
- عـلا، وكرامـة، وسخـاء نـفـس ** وأعظمـهـن رفـضـك مــا يعـيـب
- وأنـــك بـيــن أوطـانــي جمـيـعـا ** مـــلاذ تـلـتـقـي فــيــه الـقـلــوب
- علـى حـب وليـس ســواه يبـغـي ** ويـكـرم نفـسـه فـيــك الأديـــب!
- ××××
- سـلامـا أيَّـهـا الـوطـن الحـبـيـب ** ســلام ابـــنٍ تـقـاذفـه الـــدروب
- عـلــى كِـبَــر أصـابـتـه اللـيـالـي ** وهـدت ركــنَ هـدأتـه الخـطـوب
- وأحدث فيه صرف الدهر صدعا ** عـمـيـقــا لا يـعـالـجــه طـبــيــب
- تـهـاوى بيـتُـه العـالـي وأخـنــى ** عـلـى شـرفـاتـه مـــوت لـهـيـب
- وبُـعـثـر أهـلــه فـــي كـــلِّ فـــج ** فـكـل ابــنٍ لـــه وطـــنٌ غـريــب
- فراح يطـوف مـن أرض لأرض ** خـطــاه عـلــى ثمـانـيـنٍ تــلــوب
- يفـتـش عنهـمُـو بـيـن المـنـافـي ** ويومـا مــا يَــروح ولا يــؤوب!
- ××××
- هـــي الـدنـيـا تحمـلـنـا أســاهــا ** وأدهى الحمل ما تضع الحروب
- وأفـظــع مـــا تخـلـفـه الـمـنـايـا ** وأبشـع مـا يـلاذ بــه الـهـروب!
- لـــذا ظــــل الـعـراقـيـون فـيـهــا ** نـخـيـلا لا يـمـيـل بــــه هــبــوب
- وهــا بـغــداد تشـتـعـل اشـتـعـالا ** وهــا دم أهلـكُـمْ فيـهـا سـكــوب
- تعـاهـدنـا نـمــوت بـهــا جمـيـعـا ** ولا يتـكـرَّر الـوطــن السـلـيـب!
- فمرحـى للنشامـى فـي عـراقـي ** نَـجـيـب يـقـتـفـي دمــــه نَـجـيــب
- ولا والله نـسـبــح فــــي دمــانــا ** ولا يـعـوي عـلـى بـغــداد ذيـــب
- ××××
- سـلامـا أيـهـا الـوطـن الحـبـيـب ** وبعـض الشكـر موقفـه عصيـ
عن موقع بيت القصيد الموريتاني
(شعر) الشاعر العراقي عبد الرزاق (الأخبار) كتبها العراقي عبد الرزاق عبد الواحد لموريتانيا وألقاها خلال زيارته الأخيرة.