بن لادن : لأنك الفارع العملاق
يقولون أنهم في البحر.. قذفوك، وأنهم بجنازة شرعية.. ودعوك، وأنك أعزل لكنهم.. قتلوك
أعصابي الصم -المقدودة من ذات المبهمة- لم تحتمل، اغرورقت المقل وغص الصوت، صحيح .. الحدث جلل، لكنه لم يكن السبب، فمنذ مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و تلك هي سيرة أسود الله من السلف الصالح، بل غايتهم، يَقتلون في سبيل الله وابتغاء مرضاته، لا يعدلون بما يوعدون -بوعد الصدق- في جنات عدن ما يفارقون، فالحمد لله .. والحمد لله أن الرصاصة التي أصابتك لم تنطلق من سلاح مسلم،والحمد لله أنك لم تمت بالمرض ولا بالهرم، كما تموت النساء،(وأنت يا سيدي مازلت تومئ لي … أن الطريق بهذا الجب يتصل).
لعل سبب حالتي إلقاء جسدك الطاهر في البحر لتكون عبرة؟ أو يكون السبب تلك الجنازة الشرعية! المؤكد أن السبب ليس استشهادكم يا سيدي، لأننا كنا نتمنى لكم هذا المصير بل وندعو الله لذلك، لأنه لا يحتمل بعد القبض على الشهيد صدام حسين ( إني لأغضب للكريم ينوشه من دونه … وألوم من لم يغضب ) الذي كان مبتهجا وهم يطبقون طوق الموت حول عنقه، والموت منذهل، القبض على الشيخ أسامة : ( فيا ضيعة الأرض إن ظلت شوامخها … تهوي ويعلو عليها الدون والسفل).
و أنهم أمنوا لك مراسم الدفن على الطريقة الإسلامية؟ فهل قتلوك أيضا على الطريقة الإسلامية؟ أم أنها عبارة استعاروها من أكياس الدجاج المذبوح على الطريقة الإسلامية! و حدا أم كفرا؟ أم اعتبروك شهيدا؟ ثم على أي مذهب اعتمدوا تشريعا أو تطبيقا؟ وهل كان القبر شقا أم لحدا؟ (هذي التي المثل العليا على فمها … وعند كل اختبار تبصق المثل)!
رموك في البحر حتى لا يكون لك قبر تعظمه الناس ويستلهم الشباب منه، لكن مشيئة الله أن البحر المطعم بجسدك يغذي المزن المنتشر، ليتراكم ويمطر في كل الأرض، فتهتز وتربو وتنبت من يتلون رسالتكم غير ناقصة حرفا، ( وإذ ذاك يبدو وجهك الجذل ).
أم لأنه لا أسامة إلا أنت – وكانت ذات حظ من اسمها الأشياء- يحرس الطريق إلينا، ويدك حصون الظالمين و الفاسقين والكافرين، ويرعب أمريكا وحظيرة –الحكام- الأقزام الممتثلة لأوامرها، المنغمسة في السراب ومتاع الغرور، الملتهية بفضلات القشور، السابحة في مستنقعات الثبور،المستبدلة دمنا خبزا، ( وملتنا ملة في دينها دخل).
و أنك أعزل ..، لكنهم ورغم قدرة التمييز العالية في الأقمار الصناعية والمتحسسات، والقدرات الفائقة في فصل وتمييز الأصوات، والكم الهائل من تعقب الآثار وجمع المعلومات، والمبالغ الطائلة من الجوائز والمكافآت، ومئات الآلاف من الجنود والآليات، والمترجمين والمخبرين وأصحاب الكفاءات، والضغط والتعذيب والسجون السرية وأغوانتنامو والقواعد العسكرية والمعتقلات، والقبائل والحكام والحركات، ووسائل الإعلام والترغيب والترهيب والموسيقى والأفلام ومختلف المؤثرات، على مدار الساعة خلال عشر سنوات، لم يجرحوا منك ( أنملة ويخسؤون فلا والله لن يصلوا).
خمسون عاما، لم يثنها المال والجاه ولا مفارقة الأهل والأحبة وأعز بقاع الأرض، أسقطت جنسيتها، أهدر دمها، حوربت في قوتها، صودرت ذكرياتها، تجردت من ذاتيتها، تحصنت بإيمانها، تعززت بنصرها، انتصرت برعبها، استعصمت بربها، فاستعصت على أعدائها، كملت أوصافها، وبالشهادة ختمت أعمالها،وعلى الله حسابها، اللهم إن كانت محسنة فزد في إحسانها، فإنك ولي ذلك والقادر عليه.
شاهد وجهه المهشم أن لم يتخلف و رجله العرجاء
تمدح التمر وهي فيها انقباض وتذم الآلاءة الخضراء
بيس ما سول السلامة فينا أنفس سلمت لها الجبناء
المهندس محمد ولد أبات ولد الشيخ
Batta122000@yahoo.fr
36110123 \ 44808175