إستقالة البروفسور محمد باب ولد سعيد من ادارة مشروع المدرسة العليا للمعادن
نواكشوط – و انا – قدم البروفسور محمد باب ولد سعيد اليوم الأربعاء استقالته من منصبه كمنسق لمشروع المدرسة العليا للمعادن وذلك بسبب انحراف المشروع عن الأهداف التي حددت له أصلا، حسب ما ورد في رسالة تبرير الاستقالة التي بعث بها ولد سعيد للشركاء الدوليين في تمويل المشروع وللعاملين فيه.
وبين البرفسور محمد باب في الرسالة التي حصلت “وكالة نواكشوط للأنباء” علي نسخة منها، أن اتخاذ السلطات لجملة من القرارات المخالفة لدراسة الجدوائية التي أسندت إليه المهمة على أساسها، فرضت عليه الاستقالة، مذكرا بأنه قدم إلى موريتانيا قبل سنة من الآن وهو يحمل معه دراسة جدوائية لإنشاء هذه المدرسة والتقى برئيس الجمهورية وعدة وزراء حول الموضوع.
وكان يعتبر أنه من غير المبرر عدم وجود مدرسة كهذه في موريتانيا تغطي طلب السوق الموريتاني من المهندسين، خاصة وأن البلد تعمل به شركات عديدة في مجال استخراج المعادن.
وقال ولد سعيد إن دراسة الجدوائية كانت ترى أن تمتد فترة التحضير لافتتاح المدرسة سنتين يتم فيها إنجاز البنية وتجهيز المختبرات وتحضير وتكوين الكادر التعليمي، كما تم الاتفاق على أن يكون مقر المدرسة في العاصمة نواكشوط قرب المؤسسات التعليمية والمناطق الحيوية في البلد. وفي اجتماع ـ يقول ولد سعيد ـ انعقد في سبتمبر 2010 بين لجنة التوجيه المكلفة بالمشروع ومجموعة الشركاء وحضره أربعة وزراء معنيين بالمدرسة تم الاتفاق على أن يكون مقر المدرسة في نواكشوط وأن تتخذ لها مركزا تقنيا في أكجوجت، ليتفاجأ الجميع وخاصة مجموعة الشركاء بعد شهرين من هذا الاجتماع بقرار من الجهات الوصية يقضي بتقديم افتتاح المدرسة من نوفمبر 2013 إلى نوفمبر 2011 في مخالفة واضحة لدراسة الجدوائية. ويقول البروفسور ولد سعيد إنه
قبل القرار على مضض وقام بإقناع الشركاء به، باعتباره دليلا على جدية السلطات ورغبتها في إنجاز هذا المشروع.
إلا أن قرار الحكومة يوم الأربعاء الماضي بأن يكون المقر الرئيسي للمدرسة وجميع ملحقاتها في مدينة أكجوجت ـ يقول ولد سعيد ـ يقضي تماما على جدوائية المدرسة من وجهة نظره، وهو ما جعله يستقبل من منصبه، مؤكدا أن قرار نقل المدرسة إلى أكجوجت أتى بعد أن تم تحديد مكان المدرسة في نواكشوط قرب الجامعة، وبعد أن زارت لجنة من الشركاء المساحة المخصصة لإنشائها، كما جاء بعد اتخاذ كافة الإجراءات التحضيرية لافتتاح المدرسة.
وتجدر الإشارة إلى أن لبروفسور محمد باب ولد سعيد، أستاذ جامعي للكيمياء بجامعة كليرمون فران الفرنسية وقد قدم إلى موريتانيا لتنفيذ مشروع المدرسة العليا للمعادن الذي كان قد أعد دراسته منذ سنوات سبقت، كما كان ولد سعيد ناشطا قياديا في تنظيم “من أجل موريتانيا” الذي عارض بشدة انقلاب السادس من أغسطس عام 2008.