لمصلحة من تعمل هذه المواقع على تدمير معنويات جيشنا!؟
طالعتنا مواقع نحسبها موريتانية يديرها موريتانيون يحملون جنسية البلد، ولدوا وتربوا من خيره.. ويفترض أن يكونوا حماة له؛ لا سفراء فوق العادة وكاملي السلطة لأعدائه.. حيث لاحظنا مؤخرا اتصالات علنية جهارا نهرا لمؤسسات إعلامية مع أحد أشهر مسوقي الإرهاب وسماسرته، كما سجلنا ما واكب ذلك من طرح مفضوح واصطياد في الماء العكر.. لكن مهلا، لم كل هذا اللف والدوران؟.. و”إياك أعني واسمعي يا جارة”، يا مواقع الإثارة وهواة الردح والمجون الصحفي؛ فما هكذا تؤكل الكتف. اقتاتوا وترزّقوا وتربّحوا، لكن هيهات أن تسوّل لكم أنفسكم التطاول على الخطوط الحمراء. بل هو أكبر وأشرف خطٍ أحمر: إنه جيشنا الوطني العظيم.
في دول أخرى ذات سيادة وقانون حقيقي، والله كنتم لتطاردون ولتنفون ولتقطع أيديكم التي كتبت عبثا وجهلا ثم خيانة كلمة واحدة في شرف وسمعة وروح إخوتنا الجنود البررة، وإنه لشرف عظيم لنا أن يكونوا إخوة لنا.. نعم لنا كل الشرف أن ننتمي لهم، وأقل ما يمكن أن نجازيهم به هو الدعاء لهم عن ظهر الغيب، وأشر وأقبح ما يمكن أن تقدموه أنتم هو أن تمثلوا بسمعتهم وتنالوا من كبريائهم ومن مشاعر أسرهم.
مقيت جدا ما قرأناه على صفحات تلكم المواقع من أخبار على لسان تجار الموت عن خسائر فادحة أُقسم أن البدن ليقشعرّ من قراءتها! وما يزيد الطين بِلّة أن التي سطرتها هي أنامل “موريتانية”.. يا للعار. بعتم وطنيتكم بدراهم معدودة، وتاجرتم بالقضية لمصالح جدّ ضيقة.. تبا للسياسة، وألف تب للمال، وتبت يدٌ عاثت في كرامة جيشنا فسادا
تارة تجد هذا الموقع (…) أو ذاك ينقل بكل فخر على (لسان تنظيم القتل والدمار) رواية ما جرى هناك، وتارة موقع “كذا” يتلقى اتصالا قيّما من أحد زبانيتهم ينقل بكل أريحية ما جرى أو ما يدعي أنه جرى.. وأخيرهم وليس آخرهم موقع “الشقاق والفتنة”.. أخرهم الله، هو الآخر يسرد من الأخبار وروايات الإفك ما يعجز عن نقله من هو في ساحة القتال آنذاك.
الألم شديد، والجرح غائر غور سماسرة أعداء الوطن وعملائهم فينا.. ما ذنب أمّ أو زوج لجندي أن تطالع ما سيق افتراء من قتل وتدمير وتنكيل بجنودنا على يد الإرهابيين؟؟ أهذا هو جزاء من ضحوا بفلذات أكبادهم؟؟ أهكذا نشدّ من أزرهم؟؟ وددت لو أن كل بيت موريتاني أحس أن ابنا من أبنائه هناك يقاتل ويضحّي بنفسه مرضاة لله وذودا عن وطنه.. وددت لو أحسّ القائمون على تلكم الأوكار الإعلامية بالمسؤولية.. أو ادعوا الإحساس بها نِفاقاً “مباحا”..
أليس الإعلام جزء لا يتجزأ مما يجري في الميدان.. النصر فيه نصر هناك والهوان والذل فيه (لا قدر الله) مثيله هناك؟؟ لمصلحة من تنقلون رواياتهم أيها المرجفون؟؟ ألمنصب فقدتموه؟؟! ألأغلبية انصرفتم “غير مأسوف عليكم” عنها على مضض؟؟! أم لثمن قبضتموه مسبقا من راعي الفتن وصديق المجرمين “الشافعي”؟؟ أم لركب أخركم الله عنه يا “متأخرين”؟؟
علامات استفهام عدة ليس من اختصاصي الإجابة عنها أو محاولة فك طلاسمها.. لكن حق لي أن أدق ناقوس الخطر على ما يتعرض له الوطن الحبيب من اختراقات ومزادات للذمم
“وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ”.. أسفي وحزني عميقان..