بيان حول الإطلالة الإعلامية لرئيس الجمهورية
- أطل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بمناسبة الذكرى الثانية لتنصيبه، على الشعب الموريتاني بخرجة إعلامية تحت عنوان” لقاء مع الشعب” .
- وبما أن هذه الإطلالة جاءت كسابقتها منذ عام في سياق البحث عن تكريس الصورة الشعبوية الشمولية لأنظمة الحكم الفردية اللاديمقراطية التي اعتقدنا أنها أصبحت جزء من الماضي، لكن السيد الرئيس حريص على ما يبدو على العودة إليها بخطى متسارعة، مع ما تعنيه من اعتقاد بالخلود المستحيل للسلطة في يد الحاكم وبالتالي من تدمير لأي مشروع حقيقي لبناء دولة المؤسسات التي تكفل التداول السلمي على السلطة ، ، لذلك فإننا في حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم) نرى من المناسب تقديم الملاحظات التالية على هذه الإطلالة الإعلامية :
- 1 – أن هذا النهج غير المتبع حتى في أعرق الديمقراطيات – ورغم شعبويته الواضحة – لا يسهم إلا في طغيان صورة الحاكم الفرد والزعيم الأوحد ، وهي صورة طالما كانت بعيدة كل البعد عن مساعي تعزيز دولة القانون والديمقراطية والحقوق والحريات ، لاختزال كل تلك المعاني في شخصه ومقامه العالي .
- 2 – أن هذه الإطلالة وبدلا من أن تكون مناسبة لتقييم موضوعي لما تخلل فترة حكم السيد الرئيس من سياسات، وفرصة للاستماع المباشر لمشاكل المواطنين وهمومهم والتعهد بمراجعة المسلكيات الخاطئة، فإنها تحولت إلى مجرد ذريعة لتبرير الأخطاء والإصرار على الفردانية في تدبير الشأن العام وتدمير البنية المؤسسية للدولة بسبب المركزية المفرطة في التعامل مع كل الملفات حتى مع العجز الطبيعي عن استيعاب كل التفاصيل الفنية .
- 3 – عكست هذه الاطلالة الدعائية بامتياز عجزا سافرا عن تقديم الإجابات المقنعة لشرائح واسعة من النخب والقوى الوطنية الحية ، فلم تفلح أي من تلك الإجابات التي قدمها السيد رئيس الجمهورية في توضيح الصورة حول قضايا كثيرة أصبحت تشغل بال المواطن الموريتاني، مثل مآلات قضية الحرب على الفساد وانعكاسات الحرب مع القاعدة والصفقات المشبوهة ومستقبل الحوار الوطني وقضايا الرق والعائدين والإحصاء وغيرها. حيث غلب أسلوب السخرية على بعض الإجابات (الجفاف في الحوض الشرقي والعائدون من ليبيا و ساحل العاج ) وتم التملص من بعضها الآخر(بطالة خريجي الجامعات، العمال غير الدائمون ، عمال مؤسسات الإعلام ، شرطة الإمارات).
- 4 – الوقوع في مفارقة القول بتوفر الوسائل وواقع محدودية انعكاسها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وهو ما تجلى بوضوح في العجز عن التخفيف من وطأة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية ، ومنها المواد الغذائية والمحروقات ، في ظل تدني مستوى الأجور وجمودها واستشراء كبير للبطالة وخاصة في صفوف الشباب.ناهيك عن غياب أية سياسات ناجعة لمواجهة الكوارث كالجفاف وتأخر موسم الأمطار مؤخرا.
- 5 – بدا رئيس الجمهورية أثناء حديثه عن الحوار غير مدرك لحجم الاحتقان السياسي الذي تتردى فيه البلاد مع ما يعنيه ذلك من تهديد لأمنها واستقرارها ومن شلل في مرافقها، حيث اكتفى بحديث متعال عن هذا الحوار دون تقديم أي ضمانات تكفل جديته مع استعداد مبطن لرفض الدخول فيه، جاعلا من المعارضة شماعة لتعليق كل الإخفاقات في الميدان رغم إمساكه بكل شروط النجاح والإخفاق متجاهلا مسألة جوهرية هي أن ضمان بروز ممثلين حقيقيين عن الشعب الموريتاني يتطلب تخليص المشهد السياسي من ثقافة الوعد والوعيد.
- اللجنة الدائمة
- انواكشوط بتاريخ 08/08/2011