دروس مجانية قبل أن تطالب الشعوب بإزهاق الأنظمة

أنتم يا كل حكامنا في الوطن العربي ( إلا من … وأظنه قليلا ) هل تعرفون أنكم تلاميذ بلداء ، لم تتعلموا من الحياة كما المدرسة إلا على قدر عقولكم المخبولة ، وإلا على قدر طموحكم الذي يشدكم إلى الجلوس لذلك جلستم باكرا على الكراسي التي صنعتموها بالخيزرانة ، ومن ورق الخيزران ، و وضعتم عروشا من قصب لإخفاء رؤوسكم الخاوية ؟ . ولأنكم هكذا ولم تتعلموا غير قضاء حاجاتكم والكراسي من تحتكم ، فإنني أتطوع لإعطائكم دروسا مجانية لعلها تفيدكم في القادم من الأيام السود التي تنتظركم ، إن أنتم لم تتعلموا وتأخذوا العبرة فخذوا عني :

1/ عندما فَرَّ سارق المنازل خوفا من الحريق الذي أشعله البوعزيزي ، ولم يتسنَّ له جمع كل مسروقاته من سبائك ودولارات ، قلتم بأنكم لستم مثله ولم تشتركوا معه في سطوه على منازل التونسيين ، لأنكم كنتم مشغولين بعمليات سطو في أماكن لن تصلها ألسنة اللهب ، واعتقدتم لغبائكم بأن متاريسكم تؤمنكم من الحرائق ، وقد نسيتم ( وهنا جوهر الدرس الأول ) أن الطيور النساجة تُعلق أعشاشها في أغصان الأشجار الباسقة لتأمينها ومع ذلك تطالها مخالب الطيور الجارحة حين تجوع ، وان النعامة حين تدفن رأسها في الرمل إنما كي لا ترى حقيقة مصيرها البائس .

– هل فهمتم ؟
– …………………………..

2/ ما دمتم لم تفهوا – كعادتكم – فانتبهوا للدرس الثاني ، حين جرّف فرعون كل شيء في مصر حتى أغضب النيل وفاض عليه وأدركه الغرق ، قلتم نحن من قوم موسى وسنشق البحر بعصاه ، وسنجهز عروسا لكل نهر في أرضنا ، لكنكم نكثتم العهد تماما مثل قوم موسى ، ونسيتم لغبائكم –أيضا – أن غضب الأنهار مدمر إن هي ظلت محرومة من عرائسها ، ثم أغمضتم عيونكم عن صورة نعش يحمل عليه من كان يريد اعتلاء صرح كي يضطلع إلى الله ، فتذكروا تلاميذي البلداء ، ” الأعزاء ” أن صور نهايتكم قد تكون أبشع من صورة فرعون .

– هل فهمتم ؟

– !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

3/ لا تعجبوا ، وتذكروا ما فعلته نار الغضب بوجه ” طالح ” اليمن الذي ظل يهزأ بالأمواج البشرية التي ترتفع كل يوم لتبتلعه إلى أن جاء اليوم الذي تمنى فيه لو أن أمواج البحر غمرته لتخفف من آلام الحروق في وجهه ويديه . وها هي أرواح الأبرياء السوريين تخنق ” بشار الأرنب ” حتى تحولت ثـأثـأتـه إلى تـأتـأة ، ولم يعد يقول : ” ثوريا ليثت مثل تونث ومصر ” .

– هل فهمتم ؟

– س …س…س …س … س

– حروف التسويف كلها لم تعد تجدي فهي كل ما استطعتم تقديمه لشعوبكم التي أصدرت اليوم حكما بالجلد على ” السين ” و ” سوف ” وكل حروف وأفعال الترجي والتمني ، فانتبهوا لأنفسكم يا تلاميذي الأغبياء ، قبل أن يتحول الواحد منكم من سيد يملك رقاب العباد إلى مطارد بائس لا يعرف له مكان ، وها أنتم اليوم ترون كيف تحول أخوكم في غير الله من ملك ملوك الجن وبعض من أشباه الإنس إلى ” جرذ ” موبوء يختبئ في السراديب وفي البالوعات ، وتخلت عنه ملايينه التي كان يخيل إليه أنها تسبح وتقدس باسمه .

إنني أرجو أن أكون قد أفدتكم ، وإلا فإن درسنا القادم سيكون في مزبلة التاريخ حيث رماكم الطوفان وتكون يومها عبارة ( فهمتكم … فهمتكم ) قد أسقطت من لغة الشعوب وصارت غربية .

محمد فال ولد القاضي

هاتف / 22213776

memoireetjustice@yahoo.fr

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى