سيدي الرئيس ليتك تفعلها في … وفي…!
شكلت تصريحات السيد رئيس الجمهورية في أعقاب الجولة التي أعطى خلالها الاشارة، إيذانا بالبدء في المرحلة الثانية من حملة التشجير ضربةً قوية لقطاع البيئة الذي ما فتئ يوظف مخصصات هذه العملية في غير محلها.
فلو كان قُدِّر لها التفويت كما الأولى، لخسر هذا الشعب مئات الملايين من مدخراته، سيجنيها بغير وجه حق بِضْعةٌ من أولى الحظوة، هم مجموع أهل الخبرة على مستوى البلد حسب تصنيف الوزارة، ولا أجدني مبالغا إذا ما قلت إن جيوب هؤلاء (الخبراء) ستجر نفعا – لا محالة – على اؤلئك المسؤولين الذين لطالما تشدقوا بالشفافية حتى من غير مناسبة!
إن مَنْ تابع هذه العملية بدءً بمراحلها الأولى وحتى هذه اللحظة ليدرك تمام الادراك مدى تدني نتائجها، لكن مُجانبة الحقيقة والتي هي من سمات هذا الشعب على رواية (الحـﮓ ما ينـﮕال كامل) هي من وقفت دون كشف زيف ما يراد تسويقه، ولولا التصريح الجريء الذي أدلى به السيد الرئيس في هذه المناسبة لعَدَّتْ تلك المهزلة دون حتى أبسط إشارة إلى النتائج المتواضعة لسابقتها.
ولأني معنيٌّ بالدرجة الأولى بهذا الأمر بصفتي واحدا من أبناء هذا الوطن الذين ضُيِّعَ مالهم سدىً وهُدِرْ، لا أجد غضاضة أنا الآخر في مساءلة القائمين على القطاع – عطفا على تساؤلات فخامته – عن آخر عهدٍ لهم بالقطاعات التي تم التشجير فيها في المهزلة الأولى فكيف بالمتابعة ومن ثم استلام العمل!
ولأن الكرة اليوم أصبحت في مرمانا والحالات المشابهة لهذه المهزلة كثيرة، فإن من واجبنا جميعا أن نحذو حذو قيادتنا، وأن نتعقب كل القطاعات، وأن نتابع سير الأعمال التي قد توظف فيها المحسوبية وما على شاكلتها من طرق ملتوية دونِيهَا العمولة التي تقدم للمسولين من تحت الطاولة.
خمسون عاما أو تزيد… إنها عمر ليس باليسير إذا ما قورنت بما تحقق خلالها من إنجازات، ومع ذلك لا زلنا نراوح مكاننا، لأننا ببساطة لم نستخلص العبر فيما مضى من تجاربنا الفاشلة، واليوم سئمنا تكرار هذا النتاج الذي لم يثمر غير الخراب والتخلف والجهل.
فهل سنشهد تغييرا في العقليات والمسلكيات، خصوصا لدى مَنْ هم في مركز القرار؟ أم سنبقى رهن هذا النوع من الفرص؟ إذا كان الاحتمال الثاني هو قدرنا، فليتك يا سيدي تفعلها وبسرعة في الوزارة الأولى وفي الثانية وفي الثالثة وفي… وفي…. وفي…!
الشيــخ الولي ولد أحمد مسكه
المدير التنفيذي لشبكة الراصد