منظمة Terre des Hommes أرض البشر تغادر تاركة اطفال موريتانيا يعانون!!
منظمة Terre des Hommes أرض البشر
تغادر تاركة اطفال موريتانيا يعانون!!
- تستعد هذه الايام منظمة ارض البشر لمغادرة موريتانيا ارض الرجال بعد رحلة طويلة من الاعمال المشرفة و الانجازات النبيلة في ميدان حماية الأطفال و مؤازرتهم و التكفل بهم ورعايتهم صحيا و نفسيا ومن تلك الانجازات الرائعة -لا الحصر-:
- – المساهمة في سن والمصادقة على جمع قوانين حماية الأطفال
- – انشاء مستشفي سويسرا في الميناء
- – التكفل بنفقة وصحة ادوية الموقوفين في سجن بيلا
- – التكفل بنفقة وأدوية و تأثيث الموقوفين لدى مفوضية القصر
- – منح قروض ميسرة لأمهات الاطفال الذين يعانون من الفقر و الحرمان
- – التكفل بأدوية جميع الأطفال الفقراء و أطفال الشارع و المشردين
- – المؤازرة المجانية للأطفال في جميع مراحل التقاضي
- – تكوين جميع الفاعلين في مجال حماية و الدفاع عن الأطفال
- هذا طبعا غيض من فيض من الانجازات الخالدة لهذه المنظمة العظيمة والتي وجدتها موريتانيا وهي في أمس الحاجة إلى تدخلاتها و مازالت كذلك ، وكانت على مستوى الحدث، فانتشلت الكثيرين الحرمان والفقر والمرض.
- وقد شاءت لي الأقدار أن اراقب هذه الأعمال الرحيمة عن قرب، وكان ذلك في مسقط رأسي مدينة مقطع لحجار وبالذات سنة 1987 و كنت ساعتها في ثالث اعدادي و كان اكبر همنا هو لعب كرة القدم و السهر للقراءة تارة و للعب تارة أخرى، لكننا كنا مطلعون طبعا على ما يدور حولنا.
- كانت المدينة و جميع ضواحيها في وضع كارثي جراء مرض الحصباء الذي عم و انتشر بصفة فظيعة حتى ان المستشفي الكبير الحجم الذي هو هدية ثمينة من النظام العراقي الشقيق، لم يستطع استيعاب الاعداد المتزايدة من المرضى، الأمر الذي اضطر الطاقم الطبي إلى تشييد مخيمات حذو المستشفي لاستقبال الاعداد المتزايدة من الأطفال المرضى وفي هذا الواقع الأليم، ارتفعت الصيحات و الاغاثات ولكن لا حياة لمن تنادي.
- ولكن سرعان ما أتي الفرج و عمت الرحمة و الشفقة أرجاء المكان بظهور منظمة أرض البشر بطاقمها الانساني تحت قيادة الطبيب ماريو والطبية برنادت، و سياراتهم العابرة للصحاري، والتي تحمل شعارهم الخالد، عندها تحملوا المسؤولية و باشروا تطبيب المرضي و تقسيم اللقاحات والأدوية وطبعا عملوا المستحيل من اجل انقاذ هؤلاء الأطفال حيث واصلوا الليل بالنهار من أجل اراحة ذوي الأطفال، و بحكم مجاورة مقر سكنهم لمنزلنا كنت شاهد عيان على ان هذا الطاقم العظيم لم ينم و لم يسترح طيلة تلك الفترة فكانت دورياتهم تغدو و تروح آناء الليل و أطراف النهار، و هو الأمر الذي جعلني أتساءل عن مدى عظمة هؤلاء البشر.
- و صرت مندهشا اقول اين نحن من هؤلاء العظماء؟! ثم اين أطباؤنا من اخلاص و رحمة هؤلاء؟!.
- وعلى ذلك تحقق الهدف المنشود وتقلب هؤلاء الأطباء الشرفاء على المرض وهزموه شر هزيمة، و لم تتبقي الا حالات مستعصية قليلة لم يتركونها وشأنها بل تكفلوا باستشفائها في دولتهم الأم فيدرالية سويسرا متحملين كل النفقات ،وبعد سنة او سنتين أرجعوهم إلى أمهاتهم وهم في كامل الصحة والسعادة وها هم الان رجال أقوياء و لهم أطفال!!
- فهل يا تري يعلم هؤلاء ان من منظمة ارض البشر الي عالجتهم قد حزمت أمتعتها للرحيل؟..
- ثم ما هو وقع ذلك على جميع الأطفال عندنا؟
- أنهم – والله – لو كانوا مدركين للواقع المرير الذي يتخبطون فيه لمنعوها عنوة عن الرحيل، لأننا في موريتانيا، وبالذات في مجال حماية الأطفال نمشي القهقري، فلا توجد عندنا حماية حقيقية تذكر للاطفال، ولا سياسة لمقاومة جنوح و تشرد الأطفال ولا حماية للأطفال من المخدرات والمسكرات ولا هيئات متخصصة لمعالجة الأطفال والتكفل بهم ولا مؤسسات إصلاحية لتقويم سلوك الأطفال الجانحين.
- وفي هذا الواقع الرهيب وغيره من السجون الملأى بالاطفال القصر و أحكام الإعدام الصادرة في حق القصر، تنوي منظمة ارض البشر الرحيل تاركة الأطفال البرءاء لبلطجية من الإدارات المفلسة و منظمات غير منظمة يعلمون جميعا في قرارة أنفسهم ان كل ما تحقق على ارض الواقع في مجال حماية الأطفال مهزلة في مهزلة، و انهم لا يمكن ان يقدموا شيئا لأنفسهم أحرى اطفال موريتانيا الذين يعانون مختلف الادواء و الويلات.
- إننا من أعماق أعماقنا نلتمس من منظمة أرض البشر ان لا ترحل عن أرض الرجال لان رجالها و أطفالها يريدون تدخلها من جديد لأن الخطب أجل و الخطر أكبر ولأن حاضر الأطفال أكثر رداءة من ماضيهم.
- و في الأخير فإننا نقول مع الجميع:
- Nous Voulons l’enfant- Roi
- Nous Voulons l’enfant – Joie
- Dite – le à houte voix
- Sera bientôt son Etat
- L’Etat du vrai Droit
- ذ/ جمال ولد عباد