شكرا لمدير التلفزيون
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أني كنت ـ ولا زلت ـ من أشد المنتقدين لمؤسسات الإعلام الرسمي، إلا أني مع ذلك أجدني اليوم ـ ولأسباب عديدة ـ ملزما بأن أكتب كلمة الشكر هذه لمدير التلفزيون، وذلك بعد قبوله لفكرة برنامج “خطوة إلى القمة”، والذي يعتبر أول برنامج متخصص في التنمية البشرية يقدمه التلفزيون الموريتاني.
أبواب عديدة طرقتها، منذ أن نضجت فكرة البرنامج، ولكن دون جدوى ..
قدمت المقترح للمدير السابق للتلفزيون، وللمدير الأسبق، ولكن دون جدوى..
طرقت باب الإذاعة لتقديم هذا البرنامج كبرنامج إذاعي، ولكن دون جدوى..
طرقت باب الوكالة الموريتانية للأنباء لتقديم البرنامج، من خلال سلسلة من المقالات التنموية في جريدة الشعب، ولكن دون جدوى..
طرقت باب السلطة العليا للصحافة، وقدمت لهم المقترح، بعدما طلبوا من الأحزاب ومن المجتمع المدني، أن يقدموا لهم مقترحات لتطوير الإعلام الرسمي، فلم يردوا ـ وحتى يومنا هذا ـ على المقترح..
طرقت أبوابا كثيرة أخرى، لا أريد ذكرها، ولكن دون جدوى ..
ثلاث سنوات لم أترك فيها بابا يمكن طرقه، إلا وطرقته، ولكن دون جدوى..
ثلاث سنوات بذلت فيها جهودا “جبارة” و”معتبرة” من أجل اعتماد فكرة هذا البرنامج، ولكن دون جدوى..
كنت أقول للجميع بأن هذا البرنامج ليس برنامجا سياسيا، وبأنه لن يثير أي متاعب، مهما كانت طبيعتها، ولكن دون جدوى..
وكنت أقول للجميع بأني لا أريد عائدا ماديا من هذا البرنامج، وإنما أقدمه كعمل تطوعي نظرا لمدى الحاجة إليه، خاصة لدى شريحة الشباب التي ظلمها إعلامنا الرسمي كثيرا، ولكن دون جدوى..
وكنت أقول للجميع بأن البرنامج بعد بث حلقاته الأولى، سيكون بإمكانه أن يستقل ماليا، بل وسيكون بإمكانه أن يوفر دخلا للتلفزيون، ولكن دون جدوى..
فكان الجميع يرفض الفكرة من أصلها، البعض كان يرفضها بلباقة، والبعض الآخر كان يرفضها بخشونة.
وعندما تم تعيين المدير الحالي، كتبت له ـ كما كتبت للذين من قبله ـ طلبا لاعتماد البرنامج، مرفقا بتصور يوضح فكرة البرنامج، وجمهوره المستهدف، والمواضيع التي سيناقشها.
فالبرنامج عبارة عن سلسلة من الحلقات الأسبوعية المستقلة، والتي قد تمتد لعام كامل، وستناقش كل حلقة موضوعا مستقلا، له علاقة مباشرة بتنمية وتطوير الذات، أمام جمهور شبابي قد يصل إلى 15 شابا.
ويسعى البرنامج ـ وهذه هي رسالته ـ لتعزيز الثقة في نفوس المشاهدين، خاصة منهم الشباب، وذلك من خلال مساعدتهم على اكتشاف قدراتهم الذاتية، وإمكانياتهم الهائلة، باعتبار أن اكتشاف تلك القدرات والإمكانيات، يعتبر هو الخطوة الأولى للصعود إلى القمة.
وتعتمد مادة البرنامج على سِيَّر الناجحين في العالم، وعلى خلاصات تجاربهم. كما تعتمد كذلك، على آخر ما توصل له خبراء التنمية البشرية في هذا المجال. ولعل ميزة البرنامج التي تميزه عن غيره من البرامج المتخصصة في هذا المجال، هي أنه سيحاول أن يقدم في كل حلقة من حلقاته، أو على الأصح، في كل خطوة من خطواته إلى القمة، بعض الأفكار التي سيكون بإمكان المشاهدين أن ينفذوها، بقدراتهم الذاتية، و دون الحاجة للمساعدة من أي طرف آخر، مهما كانت طبيعة ذلك الطرف.
وبعد انتظار لم يدم طويلا، رد مدير التلفزيون على المقترح بشكل ايجابي، وكلف مدير الإنتاج بمتابعة فكرة البرنامج، والعمل على تنفيذها. ولقد وجدت تجاوبا كبيرا من مدير الإنتاج، وكان من ثمرة ذلك التجاوب، أن بُثت الحلقة الأولى من البرنامج مساء الخميس الماضي.
وهي حلقة كانت مخصصة للموهبة وللخطوات اللازمة لاكتشافها واستغلالها، ويمكن لمن لم يتابعها لحظة بثها، أن يتابعها على مدونتي الشخصية، أو على صفحتي على “الفيس بوك”.
فشكرا لمدير التلفزيون..
وشكرا لمدير الإنتاج..
وتصبحون على الحلقة الثانية من برنامج ” خطوة إلى القمة”…
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولى” للتنمية الذاتية
هاتف 46821727
elvadel@gmail.com
www.elvadel.blogspot.com
.