الحجاج يروون قصة رحلتهم إلى الديار المقدسة (قصة الوزير مع الباص)
انواكشوط – صحفي – في حدود الساعة الرابعة من صباح يوم 13/11/2011هبطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية على مدرج مطار انواكشوط الدولى وعلى متنها الفوج الاول من الحجاج الموريتانيين القادمين من الديار المقدسة ليجدوا جموع المستقبلين وقد احتشدت عند بوابة شحن الامتعة في انتظارهم بعد
رحلة حج وصفت بأنها الاتعب من نوعها من طرف الحجاج الميامين، والذين وصفوا النعب في الحج بالتعب الممتع، تقول إحدى الحاجات لأهلها عند سؤالهم لها هل رأيت مشكلة، أنا قادمة من طاعة الصبر ولن أتفوه بكلمة، مما يوحي ببالغ الشكاية، فيرد أحدهم صبرا عند ما تستريحين ستقصين كل شئء “الضيف مخبر اهله بمبيت ليله وإن لم يسأل”.
وأضافت إحدى الحاجات أن التعب بدأ عندما وصل الحجيج إلى جده وبدأت إجراءات نقلهم إلى المدينة، عبر الباصات بدلا من الطائرة وطالبوا الدولة بأن تعيد لهم الفرق بين النقل الجوي الذي دفعوا ثمن تذكرته غالية، طلبا للراحة وربح الوقت، بدلا من النقل البري المتعب والمرهق والمضيع للوقت، وطلبوا من الجهات المعنية إبلاغ السلطة العليا بطلب الحجاج هذا، ولكنهم ردوا عليهم بصراحة وقحة لن نوصل طلبكم هذا أبدا.
وقالت حاجة أخرى في المدينة المنورة كان الوضع جيدا إذ أن العمارة التي أجرتها لهم الدولة قريبة من المسجد وموقعها مقبول لكن أزمتها كانت عند طردهم منها قبل الموعد المحدد بأسبوع مما جعلهم يحرمون وينطلقون إلى مكة المكرمة قبل موعد الإحرام المعتاد بأيام، الأمر الذي كان مجحفا بحق الحجاج الموريتانيين المفردين وخاصة الذين لم يكملوا صلاة الأربعين وهو أثقل على الرجال الذين خلدوا في ثياب الاحرام، وما يترتب عنه من محظورات.
لم يكن الحال أفضل في مكة مما سبق تضيف إحدى الحاجات إذ أن الحجيج أنزلوا في عمارة تبعد عن الحرم مسافة 6 كلم مما جعل الصلاة في المسجد الحرام متعذرة عليهم إذ لا يوجد إلا بعض الباصات عند إحدى العمارات وقت المغادرة فقط وفي الإياب لا يوجدون.
و في القدوم إلى منى لم يجد الحجاج من ينقلهم إلىها، وتنقلوا عبر وسائلهم الخاصة بهم وبعضهم إضطر إلى عرقلة السير العام في فوج كبير مما جعل السعوديين يتدخلون من أجل نقلهم إلى منى.
أما التنقل إلى عرفة فتدخل الدولة بباصين لايسمنان ولا يغنيان من شيء مما اضطر الحجاج إلى التنقل على حسابهم الخاص ومتابعة التعب الممتع من أجل الوصول إلى عرفة، وبعد غروب شمس عرفة بدأ الحجيج في التحرك إلى المزدلفة، وكان الوزير بين ظهرانيهم، وناداهم إلى باص ليركبوا فيه، وكلف مسؤولا بالقنصلية بتنظيم الصفوف الاول فالاول والضعيف قبل القوي والمرأة قبل الرجل في النقل وكون طوابير عند بوابة الباص المتوقف، وحدثت مشادات، بين الناس في تصنيف الضعاف ونادى الناس على الوزير بأنهم تعبوا تعبوا ويودون التدخل من أجل إنهاء مآسيهم المتكررة، وبعد طول انتظار وتريث، وانتظار ان يفتح الباص بابه ذهبت إحدى الحاجات وتفحصت الباص وطافت حوله فلاحظت أن الباص خاو على عجلاته متعطل ولا بطارية له ولا يوجد به أي إنسان، وعادت واخبرت الجميع بنكتت الوزير ومسؤول القنصلية، الذين لا يزالان معهم، وبعد ساعات أجروا لبعضهم باصا، كاد أن يفوت لهم المبيت بالمزدلفة مما اضطرهم إلى السير على اقدامهم إلى المزدلفة.
ونكت بعض الحجاج هل ستروون قصة الاتعاب لوسائل الاعلام، أم ستقولون كل شيء جيد ولم نجد مشكلة والكل على احسن حال، ويتضاربون الايدي فيما بينهم، كأنهم يعنون بوسائل الاعلام الإذاعة والتلفزيون فقط ….
أما في المجال الصحى فقد انتشرت الحمى في صفوف الحجيج، وكان هناك طاقم طبي متكامل لكن ليست لديه من انواع الادوية إلا بعض الاقراص من الاسبرين، كما شوهدت سيارات الاسعاف تخرج من المطار وهي تحمل مرضي كانوا ضمن الحجيج.