على هامش حفل التكريم

أطلت علينا السفارة الموريتانية في واشنطن بحفل تكريم نظمته لبعض المتميزين من الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة وإنارة للرأي العام الوطني بودي إبراز الملاحظات التالية:

– لقد تم حفل التكريم في ظروف احتجاجات نظمتها منظمة “إيرا” وأسر ضحايا إعدامات إنال حيث تم تكريم شخصيات أكاديمية من الزنوج ورغم أنني أوافق على أهلية هذه الشخصيات للتكريم إلا أن التوقيت يشي بمحاولة من السفارة لتوظيف الحدث لتحقيق مكاسب سياسية للنظام فيما يخص ملف إعدامات إنال وإلا فلماذا يتم تجاهل شخصيات أكاديمية وازنة في معظم الولايات الأمريكية؟

– تمت هذه التكريمات في ظروف تشهد فيها منطقة سنسناتي الكبرى حراكا سياسيا مناوئا للجنرال عزيز وهو ما يترجم نفسه في إقصاء هذه المنطقة من التكريمات رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها سواء على مستوى التحصيل العلمي أو المادي أو على مستوى العمل الإجتماعي ، فالجالية في منطقة سنسناتي الكبرى تعتبر مثالا يحتذى به للتعايش السلمي بين مختلف الأطياف السياسية والعرقية ولا أدل على ذلك من المؤتمر السياسي الأخير الذي نظم في مدينة إرلنغر وشاركت فيه مختلف الإتجاهات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

– ورغم أن منطقة سنسناتي الكبرى تمثل أكبر تواجد للجالية الموريتانية في الولايات المتحدة فإنها لم تحظى بزيارة من السفير ولا أي من معاونيه ومرد ذلك أنها تمثل أكبر تجمع لمعارضي النظام في أمريكا الشمالية ، وهنا أتساءل عنما إذا كانت هذه السفارة ، سفارة لموريتانيا تهتم بمشاكل الموريتانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أم أنها سفارة تعنى بمصالح الجنرال عزيز؟

وللأسف فإن تصرفات السفارة تعزز الإحتمال الأخير ، فعلى سبيل المثال توفي خلال السنوات الأخيرة أفراد من الجالية ومرض آخرون وسجن البعض ولم تتدخل السفارة رغم الإلحاح عليها تاركة العبء كله على كاهل أفراد الجالية حيث تكفلوا بحل هذه المشاكل بجهودهم الخاصة ومن المفارقة أن السفارة تلكأت في توقيع الأوراق الإدارية الضرورية رغم الطابع الإستعجالي لها ناهيك عن أشياء كثيرة يعرفها الجميع وأربؤ بنفسي عن ذكرها وهنا لايمكن للمرء إلا أن يستخلص أن السفارة الموريتانية في الولايات المتحدة هي الجالية الموريتانية وليست سفارة عزيز.

– ومن نافلة القول أن أي سفير يمثل المصالح الموريتانية يجب أن يتواصل مع مركز ثقل الجالية (منطقة سنسناتي الكبرى) وهو ما لم يفعله السفير الحالي ، للأسف الشديد ، فالجالية الموريتانية في المنطقة المذكورة تنمو بشكل سريع وهو ما يقتضي فتح قنصلية ومدرسة لتدريس القرآن والثقافة الموريتانية لربط النشأ بوطنه الأم أسوة بمعظم الجاليات التي لديها مدارسها ومؤسساتها وتحظى بدعم لامحدود من دول المنشأ ، فاللاتينيون والألمان والفرنسيون والصينيون والكوريون .. إلخ لديهم مدارسهم وكنائسهم.

– إذاكانت الحكومة الموريتانية غير قادرة على فتح قنصلية ومدرسة فعليها نقل السفارة من واشنطن إلى مركز تواجد الجالية وفتح مدرسة بها وتحويل موظفيها إلى معلمين ومرشدي عمل إجتماعي وذلك أضعف الإيمان.

سيدي عبد الله ولد صدفي

سنسناتي ، أوهايو ، الولايات المتحدة

sidisadvi@yahoo.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى