على منسقية المعارضة أن لا تعول بعد اليوم على الإسلاميين في إسقاط النظام
قرأت في المواقع الإخبارية الموريتانية أمس الثلاثاء خبرين خارجين عن السياق العام للوضع السياسي في موريتانيا هذه الأيام.
جميل ولد منصور يلتقي أصحاب مبادرة الحوار، وتوقيع اتفاق ينهي أزمة المعهد العالي.
فقلت في نفسي : على منسقية المعارضة أن لا تعول بعد اليوم على حزب “تواصل” في مساعيها الرامية إلى إسقاط النظام.
هل قرر الإسلاميون مهادنة النظام، بعد فشل اعتصامي ساحة بن عباس وخسارة الإضراب في الجامعة ؟ أم أنهم فكروا في الانتخابات القادمة وقرروا إعادة تنظيم الصفوف استعدادا لخوضها ؟ أم أن النظام قدم تنازلات ملموسة لهذا التنظيم الذي قاد التصعيد في المسيرات والاضرابات في الجامعة والتعليم الثانوي.
نشر الخبر الأول هكذا في صحيفة السراج المحسوبة على حزب تواصب :
“قالت الأمانة العامة لحزب تواصل إن رئيس الحزب محمد جميل ولد منصور ألتقى يوم أمس 21 مايو 2012 وفدا من مبادرة نداء الوطن برئاسة الشيخ سيد أحمد ولد باب أمين حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول سعي المبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد، وجرى اللقاء بحضور عدد من نواب الحزب و قادته.
كما قالت الأمانة العامة للحزب في تصريح صحفي صادر عنها اليوم إن ولد منصور استقبل كذلك الأسبوع الماضي كلا من الرؤساء يحي ولد أحمد الوقف و كان حاميدو بابا و المصطفى ولد اعبيد الرحمن، وقد أوضح لهم الحزب موقفه الذي هو جزء من المنسقية من النظام الحالي و قراءته للأوضاع الراهنة و كان اللقاء بدوره صريحا و جدية، حسب تعبير البيان.”
ونشر تصريح الأمانة العامة للحزب أيضا في موقع وكالة نواكشوط للأنباء تحت عنوان : “ولد منصور” يلتقى اصحاب مبادرة الحوار
حيث اكتفى التصريح بالإشار إلى “الأزمة السياسية”، ولم يتطرق إلى “رحيل النظام”، وذلك يعني أن مطلب إسقاط النظام سقط من أنجدة حزب تواصل في الوقت الراهن.
الخبر الثاني نشر أيضا في صحيفة السراج، كما نشرته “الأخبار” تحت عنوان : توقيع اتفاق ينهي أزمة المعهد العالي (نص الاتفاق)
توقيع الاتفاق يعني أن المواجهات العنيفة بين الشرطة والطلاب في جامعة نواكشوط قد انتهت، فليس سرا أن الحركات الطلابية مسيسة وأن حزب “تواصل” هو وحده القادر على تأجيج الساحة في المعهد وفي الجامعة متى يشاء، وواضح أن الإشارات التي يطلقها الحزب الآن لا تدل على التصعيد مع نظام ولد عبد العزيز.
وعلى المعارضة المتشددة، إذا تمسكت بخطها الداعي إلى رحيل النظام أن لا تعول بعد اليوم على حزب “تواصل”، عوضهم الله خيرا منه.
فهنالك حزب إسلامي آخر قيد التشكيل : الجماعة السلفية، ربما يكون لها فيها أسوة حسنة.
سيد احمد ولد مولود