الصحفي الشيخ المهدي النجاشي يزور اطويلة ” ويعد تحقيقا عن حادثة اطلاق النار علي الرئيس

كثرت الاقاويل حول الحادثة التي تعرض لها رئيس الجمهورية محمد ول عبد العزيز وقد اجري
الشيخ المهدي النجاشي تحقيقا مفصلا عن الحادثة لشبكة الشروق الاخبارية

اطويل – شبكة الشروق الاخبارية – لم يكن مساء السبت الماضي 13.10.2012 مساء عاديا بالنسبة لرئيس الجمهورية والشعب الموريتاني ومؤسسات الدولة ، إذ لم تغرب الشمس ساعتها حتى بدا تضارب الأنباء حول وجود شخصية سامية بالمستشفى العسكري بمقاطعة لكصر تعرضت لمحاولة اغتيال ، وأنها تخضع لعملية جراحية لإستخراج رصاصات من جسدها ..بدأنا كغيرنا من المؤسسات الصحفية نبحث عن مصدر من داخل المستشفى يخبرنا عن من هي تلك الشخصية ، حذرا منا بالزج بأحد ما في القضية …دقائق من البحث ..وتأكدنا أن رئيس الجمهورية محمد ولد ولد عبد العزيز هو تلك الشخصية السامية .. من هنا بدأنا في تحقيق صحفي نحاول فيه فك طلاسم القصة الكاملة لمحاولة إغتيال رئيس الجمهورية وان كانت طريق الحقيقة ليست مفروشة بالورود ، وليست بالمهمة السهلة.. ولكننا في شبكة الشروق الإخبارية قم بإعداد هذ التحقيق لنضع قرائنا الكرام في الصورة الكاملة لحادثة اختلفت رواياتها وتحليلاتها منذ االلحظات الأولى…

اعداد : الشيخ المهدي ولد النجاشي.

الرئيس يصل المستشفى:

وصل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الساعة 19:40 المستشفى العسكري وهو في سيارة من نوع v8 يرتدي جلبابا مغربيا ملطخا بالدماء ، وعلى وجهه علامات اارتباك ، ودلائل حيرة انعكسا على الأطباء و الطواقم المشرفة على المستشفى فلم يكن أمام الرئيس إلا أن يبرر وضعه قائلا للأطباء بالحسانية ” أن مان قاتل احد بل أنا هو إل المخبوط ” ..لم يبرر الرئيس وجوده في المستشفى حتى حضر قائد الأركان محمد ولد الغزواني واخذ أفراد الحرس الرئاسي يأخذون أماكنهم وسط وخلف المستشفى عندها بدا الرأي العام التحرك ما بين معرفة القصة الكاملة لحادثة إطلاق النار على الرئيس ،أوالنزوح إلى مشارف المستشفى العسكري..

الرئيس على سرير العلاج:

20:30 رئيس الجمهورية يخضع للتخدير لبدأ عملية جراحية لنزع 3 رصاصات الأولى في الذراع الأيسر والثانية في الكتف الأيسر والثالثة في خاصرته اليسرى غير بعيد من البنكرياس ، وقد فقد الكثير من الدماء وانخفض ضغطه ..كان جراحه الأول الدكتور ” كان يحي ” الذي بدا وكأنه يسابق الزمن فاستطاع وقف النزيف ..لكنه طلب 7 اكياس من الدم و3 صفائح ، لكثرة مانزف الرئيس ..وخلال الدقائق الأخيرة دخل لبروفسور ولد مكيه غرفة العمليات لمساعدة زميله لكن لم يلبثا ان اختلفا فرأى ولد مكية ان الطريقة التي قام بها الدكتور كان يحي خلال علاجه للأمعاء المتضررة والقولون ، وفتحه شقا في البطن كعوض عن القولون لا تناسب الرئيس وهو ما أثار حفيظة يحي كان فنشبت بينهما مشادات وأربكت خلافاتهما الجنرالات الذين ينتظروا نتائج عملية الرئيس قبل أن يوافق يحي كان راي ولد مكيه الذي بدا للوهلة الأولى مصرا عليه ..دقائق من نقاش حاد بين الرجلين ويخرج ولد مكيه إلى قائد الأركان محمد ولد الغزواني ويطلب منه أن يعطيه التزاما بعدم ملاحقته قضائيا في حالة عدم نجاح العملية التي سيقوم بها لرئيس الجمهورية وكان ولد الغزواني مصرا هو الأخر على إجراءها ليتجاوز الرئيس المرحلة الحرجة التي يمر بها..

عاد ولد مكيه إلى غرفة العملية وبدا في طريقته الخاصة محاطا بالدكتور كان ومخدر هو الدكتور با خاليدو من مستشفى زايد بعد ارتباك مخدر المستشفى العسكري ، إضافة إلى أخصائي في القلب عل الخطر يتجاوز إلى منطقة القلب ..يدخل الرئيس في غيبوبة بفعل المخدر بعد العملية الثانية التي استمرت 4ساعات حتى الثانية ليلا ليخرج الفريق الطبي بقيادة الدكتور ولد مكيه ويخبر الجنرالات بانتهاء العملية وان الرئيس بخير وانه سيستيقظ 5:45 حسب كميات التخدير .

عادت حالة الارتباك من جديد على الجنرالات ورجال الدولة والشخصيات البارزة التي جاءت لمعرفة ما يدور من أحداث داخل المستشفى ..هنا بدؤوا في البحث عن مخرج فقام مستشار الرئيس والجنرالات الذين رابطوا في المستشفى بالضغط على وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان حمدي ولد محجوب ليعطي تصريحا للصحافة والرأي العام لتهدئة الأجواء ، واطلاع المواطنين على حالة الرئيس… الوزير بدا حائرا هو الأخرومرتبكا فعمد الى استشارة شخصيات إعلامية في الطريقة التي سيواجه بها الشعب أمام تضارب الأنباء واختلاف الروايات..

اطل وزير الإعلام برواية تقول : إن ثكنة أطويلة أطلقت النار على رئيس الجمهورية عن طريق الخطأ وانه مجرد حادث اعتراضي وان صحة الرئيس بخير” انتهت الرواية الرسمية..

أسلمت ساكنة انواكشوط جفونها في وقت متأخر من ليلة الحادثة للنوم إلا ان هنالك من من أصر على قضاء الليل أمام المستشفى العسكري من المواطنين ، والصحفيين الباحثين عن المعلومات وكان للروايات والقصص في هذا السمر نصيبا كبيرة في نشر الرعب أحيانا والفرحة أحيانا أخرى؟

09:36 عناصر الحرس الرئاسي يبحثون بين الصحفيين الذين اخذوا أماكنهم أمام المستشفى منذ مجيء الرئيس إليه عن مصور التلفزة الوطنية ومبعوث الإذاعة ومندوب الوكالة الموريتانية للإنباء للدخول إلى المستشفى لنقل كلمة سيوجهها رئيس الجمهورية إلى الشعب يطمئن فيها على حالته الصحية …

10:42 سيارة من v8 تخرج من المستشفى العسكري وتلحق سيارة إسعاف عسكرية تحمل رئيس الجمهورية إلى فرنسا لإكمال رحلته العلاجية يرافقه وفد حكومي والدكتور يحي كان وطاقم طبي فرنسي كان في الطائرة

11:07 طائرة الرئيس تقلع من مطار انواكشوط الدولي لتعود حشود المواطنين والجنرالات إلى المدينة وأماكن العمل ..وقائد الأركان الوطنية يرابط في مكتبه حسب المصادر ..ومنسقية المعارضة تجمد أنشطتها ..والحزب الحاكم يطالب بتسريع الانتخابات تلكم هي الوضعية التي خلفتها حادثة إطلاق النار على رئيس الجمهورية بعد رحلته العلاجية إلى فرنسا..

الجريمة السياسية:

كل القصص والروايات التي تم تداولتها في المؤسسات الإعلامية والرأي العام وكل أطياف البنية الاجتماعية كانت بعيدة كل البعد عن اتهام جهة سياسية بحادثة إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولم يرد في تلك الروايات الرسمية وغير رسمية اسم حزب سياسي ولا شخصية بارزة وغير بارزة في خانة الاحتمالات المطروحة هذ إضافة إلى إبعاد كل التيارات والاديولوجيات من حادثة إطلاق النار تلك مما يجعلنا في هذ التحقيق الصحفي نجزم تماما أنها ليست جريمة سياسية حسب المعلومات المتحصل عليها…

تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي:

كثرا ما ورد اسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ضمن الروايات التي تداولتها بعض الصحف والمواقع الالكترونية والتي وردت في تحليلات بعض المحللين داخل الوطن وخارجه مستندين بذلك إلى الحرب المفتوحة بين نظام ولد عبد العزيز والتنظيم في الشمال المالي منذ ما يقارب عدة أشهر ولكن مسلمات قادت هذا التحقيق الصحفي إلى انه لو كان التنظيم يقف من وراء حادثة إطلاق النار على رئيس الجمهورية لقام بتبنيها في وقت مبكر لسببين اثنين:

أولهما :

إثبات قوتها وهشاشة المؤسسة العسكرية الموريتانية وتأكيدا لما سبق وان صرح به حليفها في الشمال المالي زعيم حركة أنصار الدين الجهادية الذي في تصريح سابق أن موريتانيا لا يمكنها ان تواجه عناصره وان حركته اقوي لوجستيا من بلادنا.

ثانيا:

لإرباك الطيف السياسي وجحافل المؤسسة العسكرية والضغط على نظام ولد عبد العزيز بهدف التراجع عن قرار التدخل في الشمال المالي.

إذا عدم تبني التنظيم لحادثة أطلاق النار على الرئيس وحجة النظام التي تقول إنها مجرد نيران صديقة وان ثكنة عسكرية أطلقت نارا على الرئيس عن طريق الخطأ وعدم وجود أي مستندات تفيد بذلك يجزم التحقيق إنها نيران داخلية وليست من تنظيم القاعدة..

داخل القصر الرئاسي:

رشحت رواية أن يكون رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قد أصيب داخل القصر الرئاسي بطلقات نارية من طرف احد عناصر حرسه الرئاسي سكنه التمرد لحد إطلاق الرصاص على جسد الرئيس ، وان عناصر الحرس قاموا بقتله فورا وعلى أساس هذه الرواية قمنا في إطار هذ التحقيق بالاتصال بجهات مقربة جدا من القصر الرئاسي نفت صحة هذه الرواية ، كما أننا اتصلنا بطريقتنا الخاصة بجهات مقربة هي الأخرى من مؤسسة الرئاسة وأكدت لنا انه فعلا لم تكن الحادثة في القصر كما أن القاطنون في المنطقة أكدوا لنا أنهم لم يسمعوا أية أصوات للرصاص ولم يلاحظوا أي تحرك يفيد بذلك…

ومن هنا نستخلص من هذ التحقيق الصحفي آن كل المعلومات التي تحصلنا عليها تفيد أن حادثة إطلاق النار على رئيس الجمهورية لم تكن بالقصر الرئاسي كما تدعي الرواية سالفة الذكر.

شبكة الشروق الإخبارية في طريقها إلى أطويلة :

بعد رصدنا لكل المعلومات المحتملة في العاصمة انواكشوط قادنا التحقيق الصحفي إلى منطقة أطويلة خارج انواكشوط على طريق اكجوجت حيث تقول الرواية الرسمية أنها المكان الذي أطلقت فيه ثكنة عسكرية النار عن طريق الخطأ على رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.

كانت رحلتنا من قلب المدينة حيث أخذنا زادنا وما سنحتاجه في الطريق وحتى طيلة الرحلة التي نقوم بها ..كان الجو معتدل رغم التوتر الذي ساد علينا بفعل حس ما لم نستطع تفسيره حتى الساعة وان كانت التحقيقات بالنسبة لنا شيئا معتادا إلا انه ربما يكون تحقيقا من نوع خاص ولأول مرة تشهده البلاد ولان ما نستقصي عنه هي الحادثة الأولى من نوعها تشهدها البلاد..

غربت الشمس عن أطويلة:

وصلنا منطقة أطويلة حيث الصمت والسكون يعم المكان ..كان الوقت وقت صلاة المغرب بعد الصلاة بدأنا رحلتنا بين ساكنة المنطقة المهجورة وكنا نلاحق أصوات الريح علها تجذب إلينا صوت قادم أو أخر مغادر ..وبينما نحن في بحثا اكتشفنا وجود احدى مشاريع اللبن ، ولما دخلنا الخباء بحثا عن صاحبه وجدنا أسرة وحيدة , جلسنا بهدوء وأخذت كؤوس الشاي تتوسط الحديث كنا بحكم المهمة وظروف المنطقة نحاول التأكد من مكان الحادثة وهل هناك دليلا عليه..بعدها اتجهنا نحو الكلم 36 وتوقفنا عند خيمة يقطن فيها شيخ كبير وسيدة عجوز وشاب يافع سألناه عن مكانة حادثة الرئيس؟

فأجاب بشكل عفوي أنها مازالت على 20كلم تقريبا

سألناه هل سمعت صوت الرصاص ؟ فأجاب انه لم يسمعه ولكن هناك من سمعه بالفعل واخبره بذلك ولكنه لا يوجد في نفس الوقت.

فد لنا على أن نتقدم بنفس المسافة المذكورة فهمناك من سمع ذلك كما يقول وابتسم ابتسامة عريضة وقال ماذا تريدون بذلك؟

مزحنا معه قليلا وصعدنا السيارة بنفس الاتجاه.وصلنا المكان المذكور حيث خيام متباعدة مضروبة في الرمال على بعد أمتار من الطريق جلسنا وبدأنا في الحديث عن الحادثة مع السيدة البالغة من العمر 29 سنة واعتقد أن اسمها مريوم وزوجها سيد المختار الذي امسك إبريق الشاي وهو يتحدث عن المنطقة وتضاريسها وتجربته الطويلة معها ..وبشكل عفوي قالت مريوم أنهم سمعوا إطلاق الرصاص بحدود 07:10 لكنهم كما تقول ظنوا أنها تدريبات عسكرية لا أكثر إلا انه بعد لحظات بدأت عناصر من الثكنة في التحرك بالمنطقة كما تضيف ليتدخل الزوج قائلا أنهم فعلا سمعوا ذلك وبعد ساعات جاءهم خبر إصابة الرئيس في منطقة أطويلة..

محمد أمبارك هو الا خر يبلغ من العمر 45 سنة أكد لنا هو الأخر انه سمع إطلاق الرصاص بشكل كثيف وان المنطقة التي تقول الرواية الرسمية أن رئيس الجمهورية أصيب فيها هي منطقة خطرة وأنها عرفت بسيارات تهريب السجائر والخارجين عن القانون وانه فعلا سمع كباقي الجالسين معه إطلاق الرصاص وان ذلك اليوم يمتاز بالغبار الشديد والرياح وانه كان باتجاه الريح الأمر الذي سهل عليه الاستماع.

هذا وفي محاولة منا الوصول إلى الثكنة العسكرية التي تتخذ منطقة أطويلة مقرا لها كانت محاولتنا كلها فاشلة ..رغم اننا دخلنا منطقة الخطر – كالرئيس – الا ان تساؤلاتنا كانت لأرض صماء وثكنة صماء ..ومع ذالك التمسنا العذر لطبيعة ظروف المرحلة التي تمر بها المؤسسة العسكرية وكذلك تعليمات المرحلة .

عدنا إلى انواكشوط بهذ التحقيق ..وللقارئ أن يحكم بما يشاء ولكننا كصحافة نبحث عن المعلومات .. ونتقصي الحوادث ..ونزج بأنفسنا في متاهات ا الوقوف على الحقيقة من اجل أن ننير طريق الجميع ولو بمعلومة واحدة .

شفا الله الرئيس ورده سالما ..و في أماني الله.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى