التسرب المدرسي تفريط أهل .. أم تقصير مؤسسات
تعد مشكلة تسرب التلاميذ من المدارس من أبرز المشكلات التي تواجهها المدارس وبعد أن بدأ المتسربون يعيدون تشكيل أنفسهم في عصابات بدلاً من تشكيلات الصفوف المدرسية التي لم تغط احتياجاتهم النفسية ، ابتكروا لأنفسهم طرقاً خاصة ، واستفادوا كثيراً من القنوات الفضائية في التطبيق.
وبالنسبة لتسرب الطالبات من المدرسة فليست الطالبات من يتسربن فحسب بل الطلاب ايضاً يتسربون والأسباب متقاربة ، غير أن مشكلة الطالبات في ترك الدراسة يكون وراءها الزواج المبكر وتدخل بعض الأقارب بدوافع الخوف من العار والنظرة الدونية للمرأة
إضافة إلى انعدام وجود المدارس في كثير من مناطق الريف، وعدم وجود المدرسين في مناطق أخرى، حيث تعتبر الأسرة هي السبب والأهم بعد الحكومة في استمرار هذه المشكلة في عدم توعية الوالدين للأبناء الذي يعد ركيزة مهمة في شكل التعامل الذي يقومان به تجاه الأبناء والبنات.
تقف ظاهرة التسرب المدرسي حاجزا قويا أمام تقدم المجتمع وتطوره لأثره المباشر في تفشي ظاهرتي الأمية والبطالة ،وتصيب عدواه كل طالب لا يحظى بعناية والديه واهتمامهم و انشغال الإدارات المدرسية بأمور اقل أهمية من ضبط الطلبة ومتابعتهم وإلزامهم بالدوام انسجاما مع القانون.
كما يعرف المجتمع الموريتاني بأنه مجتمع بدوي يحتاج إلى رعاية ملزمة فما بالك بالطلاب المدارس والذين يعانقون الفشل بكل حنان فهي ليست إلا مسألة وقت تدق لها الطبول ويذهب ضحيتها آلاف من من كانوا يرون آمال وطموحات تعجز النفس والبصر عن تصورها فهي ليست لعبة ينحاز من كان يريد إنحياز فهو وباء خطير ينتشر كالطاعون في الجسد إنسان ويغير لمساته وخطواته إلى الجارحة فهو مصير العديد وملجأ المستضعفين والذين تنهار دموعهم في نظر إلا آفاق مظلمة و مستقبل كالسراب, فهاؤلاء شباب أضاعوا وهم في صغر العمر تدافقتهم أمواج المدينة وخانتهم نصائح الأولين فلم يلبثوا قليلا حتى وجدو أنفسهم في قفص وبعضهم صنعت منه الحياة جرثومة تشكو منها النفوس وتشمئز منها القلوب.
تعد ظاهرة التسيب المدرسي أكثر ظاهرات إنتشارا في موريتانيا وإنسجاما مع الشباب فقد بات الشباب يرعونها حق رعاية ويجتهدون على حصول عليها فلا توجد أساوير تمنعهم ولا الأخلاقيات ترشدهم فهم يتتبعون أثار الغربية وأصالة الأجنبية إلى حد سواء في كل أنحاء العالم فلن يخرج لبس إلا ولبسوه ولا سرحة شعر إلا وطبقوها فأين هذه سلوكيات من سلوكيات نبينا [ص]
أليس عار على شباب الأمة محمد أن يجهل أصلهم أليس عيب على شباب أن يتبعوا ماليس لهم به علم أم أنها عصرنة اليوم. هي وغيرها أشياء تزيد في إنحطاط شبابي وخاصة في اصحاب الشهوة.
فعلى الشباب أن يعلم أن عليه مسؤولية العظمى ألا وهي مسؤولية النهوض بالأمة وأن يضعونها نصب أعينهم وأن يترك هذه الخبائث لأهلها فهم أولا بها من المبتدئين ولا على المرأ أن يتبع كل ماشاهدت عينها أو سمعت أذناه فلكل شي سلبيات وإجابيات لا تحصى ولا تعد فخذ أطيب وأترك الباقي.
يعد تقصير مؤسسات هو السبب الرئيسي في تفشي هذه ظاهرة وبشكل عارمه فهي أشبه بفوضى المدرسية لا تجدي نفعا لدى شريحة شباب والذين يصفون هذه ظاهرة بالمتعجرفة ولا أخلاقية ويتساؤلون لماذا هي تلاحقهم أهو تقصير في حقهم أم أنها الملجأ المنتظر اليوم أسئلة الكثيرة تتعاطى نفس معنى إذا , إذا كان تقصير أسبابه إهمال المؤسسات فهو أيضا إهمال تدرسي وحكومي.
يشترون بالمال الأبرياء خصوصياتهم ويهملونهم هم ويضيعهم في وهميات متزايدة إلى متى سيبقى الحال على هذا نحو أم أننا الأمة تبيع أعراضها وتشتري أعراض آخرين بأقل ثمن وبأخفض النسبة هي كسائر احلام متبادلة بين الجميع لكن ما يقلقون هو المستقبل أولئك الفتيان وصبيان الذين مازال يعلقون طموحاتهم على ورشات حكومية وغيرها من أشياء التي تخضع لتفشي حالة التسرب المدرسي.
فل يولد من ينصفنا ويعطينا حقوقنا كاملة ويرشدنا إلى بر أمام كفانا تسربا وهروبا من مسؤولية كفانا جهلا لقد مللنا هذه الحياة نتيجة تعاملات مملة كفانا خسارة لأبنائنا كفانا عرضا ونأخذ جائرة أحسن تمثيل.
قد أكون عجزت عن كتابة واقع الملايين من من يرون الحياة في وضعية مزرية لا يعيشون وإنما يمتون وهم أحياء تهدم بيوتهم ومن ثم أحلامهم وتداس عليهم أقدام شيئا فشيئا.
على العموم كفانا لهوا بأصحاب العقول المريضة ونأخذ من الحياة عبرة تستحق أن تتيع فنحن من يستحق أن يتبع لا غيرنا أخلاقا ودينا والمجتمع ونتشل أبناء من شبح النسيان ولنعالجهم من وباء إنحطاط وإنحراف الذي يواسهم في صباح والمساء ولندرسهم أصول الديني وحيات الأنبياء ولنحافظ عليهم قرة أعين فهم عماد هذه الأمة فأكملها فالخير كله في شباب وشر كله في شباب ولنتعني أيضا بالتربية الدينة والتي أصبحت اليوم اكثر إهمالا من غيرها.
عذرا شباب أمتي لكنكم خذلتم أحلامي وأمالي الكبيرة فيكم إن مجرد سلوكيات تافهة حالت بينك وبين دينك وأخلاقك وساهمت في إفسادكم وقادتكم نحو الحياة الخالية من مبادئ والأخلاق دينية .
الكاتب : حمودي حمادي