الشعب قال كلمته – أفتتاحية الإذاعة-
خرج الموريتانيون هذه المرة في مليونية عفوية هي الأولي في تاريخ بلدهم منذ بزغ نور الاستقلال ، توافدوا من كل حدب وصوب وبكل أطيافهم وألوانهم وأعمارهم ليقولوا في حكمة وتؤدة، ومسؤولية ورزانة لكل الساسة وممتهني الدجل، هانحن خرجنا راجلين حاسرين نقف وقفة تضامن وتؤازر مع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يمثل بالنسبة لفقراء موريتانيا الأمل والعهد.
من يري ويسمع هتافات الجماهير التي التفت كقوس قزح في لوحة عز نظيرها متحلقة حول الرئيس تعلن الولاء لخيارات التغيير البناء التي نادي بها وللشعارات الوطنية التي جسدها.
شفي الله كل الوطن هذا المساء من أراجيف أهل الافك والبهتان، ولعل أكبر مصحة شفاء أنعم بها الله علي محمد ولد عبد العزيز هو هذا البحر المتدفق من جماهير شعبه يعانقونه ويشدون علي يده وتمتلئ عيونهم من دموع الفرح وتصدح حناجرهم بأهازيج الغبطة ويقسمون بلا لغو ولا تأثيم أن هذه الجموع وهذا الالتحام الجماهري هو أكبر استفتاء.
إنها لحظة مفصلية فتح الله فيها فتحا مبينا وأبان الله فيها أن للموريتانيين قيما تليدة لا يزال اغلبهم يتشبث بها، ومن آكد تلك القيم المشتركة أنهم كالجسد الواحد إذ اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالتعاطف والنبل والصدق والوفاء
وغير خاف حتى علي أولائك الذين يتخيلون الكذب ويصنعون من حليهم عجلا خوارا يحكمون به ولو لسويعات ويتحاكمون إلي طاغوته في مشهد مضحك بالمهرجانات ’ أن حبل الكذب قصير وأن ممتهنيه تبر ما هم فيه وبطل ما كانوا يعملون).
لقد انتصر اليوم الصدق علي الكذب والحكمة علي التهور والتعفف علي الإفك والحق الحق أن كل الموريتانيين باتوا يعرفون بلا مراء صاحب الحنث العظيم.
ولقد قدم فخامة الرئيس أروع الدروس في العفو عن المخطئ وبيان حقيقة وضعه الصحي بنفسه وتأكيد أن يده ممدودة للحوار وأنه فخور بالتضامن الوطني الذي تلقاه من الموريتانيين واعتزازه بممارسة المعارضين لسياساته لحقهم الدستوري في التعبير والتظاهر.
وبنفس المعيار خرجت المدن الموريتانية من انبيكت لحواش إلي روصو ومن بوكي الي ازويرات وجاءت مليونية نواكشوط لتعبر عن أكبر استفتاء قدم فيه فقراء البلد تصويتهم الجماعي علي نهج البناء والإصلاح الذي خطه فخامة الرئيس.
إنها صفحة جديدة في التأريخ الوطني تؤكد العلاقة الوطيدة بين جميع مكونات دولة المؤسسات، أدي فيها كل طرف واجباته الدستورية بمسؤولية وحكمة.
وأثبت فيها الموريتانيون تشبثهم
اليوم بقائد قوي أمين يحمي حوزتهم الترابية يوفر الاستقرار ويدفع ورشات التغيير إلي الأمام وينأي ببلدهم عن الإرهاب والإرجاف.
قائد يوطد الاستقلال واللحمة الوطنية يجسد قرارات الحوار الوطني ونتائجه ويجنب بلادنا تبعات التوترات الحاصلة في المنطقة العربية وشمال إفريقيا.
فهنيئا لكل الموريتانيين بأفراحهم الوطنية المتمثلة في عيد الجيش الوطني والذكري الثانية والخمسين لعيد الاستقلال الوطني المجيد وشفاء وعودة فخامة رئيس الجمهورية ليكمل ما بدأه من إصلاحات وانجازات تؤمن الموريتاني من الخوف وتعيد إليه دوره التاريخي كحامل رسالة ومدافع عن فيم.