دمشق الشام دار ابن عامر
يعيش العالم الإسلامي والعربي خصوصا مخاضات عسيرة اختلف الناس في وصف أعراضها ، وتشخيص حماها وأمراضها
“وأما دمشق الشام دار ابن عامر @فتلك بعبد الله طابت محلّلا .”
ولا يختلف المسلمون ولا العقلاء ، فيما يقع فيها من إراقة للدماء ، وسبي للحرائر من الرعاع الجبناء .
إن تلك الروضة الغناء التي أبدع شعراء كثيرون ــ في وصف طرائقها ، وبهجة حدائقها ـــ وإن كانت جنة الأرض كما يرى رفاق أحمد شوقي كما حكي عنهم ذلك في قوله :
قال الرفاق وقد مالت خمائلها الأرض دار لها الفيحاء بستان
يكفيها قبل ذلك أنها دار القرآن بل أستاذة مدن الأرض في علوم القرآن وكم أتحفتنا بنفائس في هذا السياق لا يتسع الوقت ولا الجهد لسردها ولا عدها ، أو ليست دار عبد الله بن عامر أحد القراء السبعة وهل هي إلا مدينة ” حملة القرآن ” الذين ألف الإمام يحيى بن شرف النووي كتابه الرائع الماتع الذي يفو ح منه عطر القرآن ، ويزيد عند مطالعته الإيمان ألا وهو كتاب ” التبيان في آداب حملة القرآن “.
وهل خلد تلك الصورة الحية التي لا تزال ماثلة أمام أعين من يطالع ذلك الكتاب حين قال “رأيت أهل بلدتنا دمشق ـــ حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الإسلام ـــ مكثرين من الاعتناء بتلاوة القرآن تعلما وتعليما وعرضا ودراسة في جماعات وفرادى ، مجتهدين في ذلك بالليالي والأيام ـــ زادهم الله حرصا عليه ـــ وعلى جميع أنواع الطاعات مريدين وجه الله ذي الجلال و الإكرام .”[ التبيان ص: 5 :]
فيا دمشق الشام .. لا يزال أهلك ــ والحمد لله ـــ كما عهد الإمام النووي أهل القرآن ،
متشبثين بما فيه من عهد متمسكين بما فيه من وعد بالنصر لطالبي عون الرحمن المستعان ،مجتهدين بالدعاء والقيام ، والصبر والصلاة والصيام ،لكن حكامك اليوم ليسوا أقل عتوا ولا تجبرا ولا عدوانا ، ولا عنفا من أولئك الذين تركك الإمام النووي لظلمهم وفرضهم الجزية علي المسلمين ، بل إن حكامك الآن هم الذين ينتهكون الحرمات ، ويردونك إلى عهد الظلم والظلمات، بما قتلوا من أطفال ونساء ، وبما شردوا من كهول أبرياء .ويصدق فيهم قول هذا العبد الضعيف :
فما رقبوا لذي الإسلام إلا @وما راعوا “دمشق ” ولا الخليلا
في تلميح لقول العلامة أحمد البدوي المجلسي في وصف ابن نمرود :
باني دمشق للخليل وبه @دمشق تعرف لدى المنتبه
فيمكنك في هذه الأيام بلا شك نزاع العلامة والداعية والمفكر حقا الهندي الحسني أبي الحسن الندوي في قوله عن نكبة فلسطين إنه ” قيل في أقل منها :
سلام من صبا بردى أرق@ودمع لا يكفكف يا دمشق
فلو حضر في عالم الوقت لأدرك أن نكبتك ليست أدنى عمقا من جراحات أحمد شوقي التي هي ــ جراحات لها في القلب عمق
فيا”دار ابن عامر” تهون فيك تحايا حب ووداد من ” بلاد العامري ” ويا شام الأرومة إليك سلام من ربوع أحببتها لا لشيء سوى خلات منها :أنها تنسب إليك حين يقال لها “الشامي “وهي في ذلك المنكب البرزخي الذي لا يعز فيه الآن هو الآخر إلا من يقدس أو يهتف بحياة القائد :”عزيز” فنسأل الله أن يجعل كل تسبيحنا بحمد العلي العزيز .
ولأن شيخنا العلامة محمد سالم بن محمد عالي بن عبد الودود “عدود ” قال في أحد أعلامها
يابن الشبيه وشيخي الشامي لـو@حاكمت حسان الطويل المقول”
في قوله في شعره الذ بـــــد ؤه @” أسألت رسم الدارأم لم تسأل ”
“نسبي أصيل في الكرام ومـذودي@ذرب به تكوى جنوب الشمأل
لقضوا به لك لا يبالون الــــــــــــذي@في الحق يعرف سابق من أول
فنسأل الله يا أهل دار ابن عامر أن يفك أسركم وأن ينصركم ويجبر كسرنا وكسركم .