على مهلك .. يا وزير السخرية

كثيرا ما سمعت عن أشخاص باعوا الضمير بدراهم معدودة ، وتنازلوا عن كل قيم الشرف و الأخلاق من أجل الحصول على منصب لا يدر من مال بقدر ما يُنقص من كرامة ، لكنى لم أتوقع أن يصل الأمر بأحد هؤلاء حدا يجعله يحث الخطى في طريق لا يحترم صاحبها نفسه و يفقد سالكها بشكل تدريجى احترام من حوله، ويصر مع كل ذلك على استخدام أسلوب تُفقد ركاكته نضارة ما تبقى من ماء وجهه و يجعل المستمع إليه حائرا ومتسائلا عن منحنى منسوب الأخلاق عنده ، بالطبع ليس محل التساؤل إن كان ذاك المنحنى في تصاعد ، بل إلى متى سيظل في الانحطاط .

ربما لا أكون مضطرا أن أدخل في تفاصيل تلك الحكاية المأساوية التى فرضت على خيرة أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره حين تجرعوا مرارة كأس الظلم و الحرمان بإرغامهم على دفع ضريبة التمسك ببعض القيم و المبادئ التى يبدوا أن جهل قاموسها هو القاسم المشترك الأول بين أغلب أعضاء الطبقة المتحكمة في البلاد ، و السبب في عدم الخوض في تلك التفاصيل يكمن في أن نزيف كرامة الأساتذة المغضوب عليهم من قبل الوزير أدمى قلوب جميع الخيرين في هذا الوطن فسارعوا إلى الوقوف على تفاصيل معاناتهم و ضمدوا جراحهم ، باحتضان و دعم و مساندة ، لكن الأهم بالنسبة لى يتمثل في مصير وطن قدر عليه أن يتحكم فيه أمثال وزير الدولة ( للتهذيب ) الذى لم يكفه الاستهزاء المتواصل بمستقبل أبناء هذا الوطن و تمريغ أنوف خيرة عقوله في التراب ، ليستمر في كل إطلالة له على توجيه الإهانة تلو الإهانة لكل من يقف في وجهه و يجرأ على محاولة استفساره عن جرائم أخلاقية متتالية يستمر في ارتكابها في حق الوطن و شعبه ، ولم تأت عملية استجوابه الأخيرة في البرلمان كنشاز في سمفونية من ترد في الأخلاق و ركاكة في الاسلوب و تعجرف في الكلام مرد عليها الرجل في كل خرجاته الإعلامية ، فواصل العزف على وتر الكبر والتعالي ضاربا بكل قيم المجتمع و سماحته عرض الحائط ، ومهرولا للالتحاق بركب سبقه فيه آخرون حاولوا النيل من حملة مشروع إسلامي وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن و الأمة و تغذى على فتاة النيل من أعراضهم طلاب مجد وشهرة ، لكن ما ميز هجوم الوزير على تواصل ليس التجني الواضح الخالي من الأدلة ولا الاستهداف الممنهج المفتقر إلى السبب ، بل لأن وزير الدولة للاستهزاء و السخرية عمد إلى اختيار عباراته بعناية حتى تتماشى وسوء فعله ، فعمد إلى وصف التواصليين بالتطرف بعد أن وصف الأساتذة بسوء التربية ، وسارع إلى الصيد في مياه عكرة أتقن دائما الصيد فيها حين تحدث عن تواجد جميع أصحاب المكانة العلمية والاجتماعية من الإسلاميين إلى جانب جنرال العمل الإسلامي المهنئ لجزار اميانمار ، وهو حديث سأترك لحس القارئ أن يحكم فيه ولفطنته السليمة أن تعلق عليه ، بالطريقة التى يستحق.

لكنى فقط أنصح الوزير المستهزئ و أمثاله من عشاق الصيد في المياه العكرة و المتسابقين للنيل من المشروع الاسلامي و حملته أن يتوقفوا قليلا ليسألوا من بجانبهم ممن يتقنون فن استخلاص العبر عن مصير آخرين سبقوهم في ممارسة نفس الهواية ، فذهبوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم ، وبقي المشروع الإسلامي شامخا بفكره محروسا برعاية الله ثم بجهود رجاله .

فقليلا من التعقل يا عشاق المناصب ، وعلى مهلك يا وزير السخرية

محمد فاضل ولد محمد يحي ( التراد )

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى