موريتانيا والعراق : زواج متعة بمرجعية إيرانية
موريتانيا الجديدة لم تدخل بلاد الرفدين من بوابها العربية الأخوية السالكة وجدانيا على الاقل، ولم تدخلها تواصلا مع شعب العراق سنة كانوا ام شيعة ولا من باب إحياء رحم علاقة مميزة رعاها الشهيد صدام حسين و مكنت موريتانيا من مواجهة تحديات جهوية ومؤامرات دولية استهدفت كيانها خلال نهاية القرن الماضي، بل دخلتها من بوابة طهران ومن مرجعيتها ومباشرة إلي قلب المالكي وجبته الطائفية…
ولم يتأخر ثمن “التقية الديبلوماسية” فقد ساهمت إيران في دفع العراق إلي مسح ديونه المستحقة على موريتانيا المقدرة بأزيد من 40 مليون دولار ونصحت الموريتانيين والعراقيين بتطوير تعاون عسكري يشكل واجهة مقبولة عربيا لتعاون موريتاني إيراني لغايات أخري.
وفي سياق هذا المسار وهذا التوجه أعلنت العراق منذ شهرين عن منح موريتانيا معدات عسكرية ثم عادت مطلع الاسبوع الاخير من يناير 2013 واعلنت منح موريتانيا مبلغ 15 مليون دولار يخصص لشراء المعدات العسكرية… وبديهي أن الامور ستكون اسهل إذا توجهت موريتانيا إلي إيران لاقتناء الاسلحة المطلوبة التي ذكرت مصادر عراقية بناءا على رغبة موريتانية مبلغة للعراقيين انها دبابات وناقلات جند مصفحة وكلها معدات تصنع محليا في إيران.
بقي ان نشير إلي ان الجانب الخفي من هذه الصفقات وهذه “المساعدات” هو غض النظام الموريتاني الطرف عن تنامي اقلية شيعية يجري استنباتها في موريتانيا بوتائر متسارعة وقد اصبحت لها حسينيات ومرجعيات ولأول مرة كان هنالك “حجاح” موريتانيون هذا العالم إلي النجف وكربلاء واصبح بعض خطباء مساجد “عرفات” الموريتانية يتحدثون عن الأمام الغائب وعن ولاية الفقيه وعن ضرورة نصرة آل بيت النبي “المنكل بهم” .
ويكتسي الموضوع اهمية قصوي بالنسبة للإيرانيين في وقت تشحذ انتماءات الاقليات الشيعية في العالم العربي و تستبنت هنا وهناك وتفعل إيران دورها دعما ومؤازرة وتحاول توظيفها لفك العزلة ومواجهة الحصار الدولي.
وموازاة يجري تفعيل العمل الدبلوماسي بين زوايا المثلث والايراني العراقي الموريتاني فالسفارة العراقية زاولت نشاطها في انواكشوط وسفارة موريتانيا في بغداد تفعل مطلع السنة الحالية.
والإيرانيون يرعون ويواكبون هذه العلاقة ويوظفونها لتوضيب موطئ قدم شيعي في غرب العالم الاسلامي والواضح انهم يعرفون ما يريدون أما النظام الموريتاني فلا يعرف ما يريد على وجه التحديد ومن لا يعرف ما يريد يتحول إلي أداة لتجسيد إرادات الآخرين حتي ولو كانت هدامة!
سلامي ولد خبوزي
الرأي المستنير