إلى من يهمه الأمر……وزارة لم يبقى منها إلا إسمها….!!!!
منذ ما يربو على اسبوع و آلاف المواطنين الموريتانيين يتهافتون على ذلك البئر المجهول( صحيا على الاقل) يشربون و يستحمون من مياهه الغير معقمة و الغير صحية طبعا و نحن كأطباء نعلم ما في ذلك من خطر على الصحة المواطنين بسبب أن الماء يتعرض لملوثات كيماوية وعضوية وجرثومية, و لا يجوز في أي حال من الاحوال استعمال مياه كهذه قبل فحصها مخبريا.
والعجب كل العجب هنا هو الغياب التام و الغير مبرر لوزارة الصحة و التي من المفترض أنها هي الوزارة الوصية على صحة المواطن و الاغرب من ذلك أن الوزارة و بعد إهمالها التام للموضوع وصلتها رسائل من السلك الوطني للأطباء و من نقابات الاطباء للتدخل السريع و لكن لا حياة لمن تنادي.
كان على السيد وزير الصحة بعد ان استغنى عن مستشاريه الفنيين و اصبحت كل تحركاته و قراراته ارتجالية و استعراضية,أن يقوم بواجبه كمسؤول أول عن صحة المواطنين , وذلك بأرسال فنيين لفحص مياه ذلك البئر و التأكد من سلامة مياهها من التلوث الشيء الذي لن يستغرق اكثر من بضع دقائق و يساهم في حماية الآلاف من المواطنين من الكثير من الامراض الحادة و المزمنة التي قد تسببها تلك المياه الملوثة.
و باختصار شديد وكمساهمة بسيطة مني أقول: إن الماء يدخل في جميع العمليات البيولوجية والصناعية داخل جسم الانسان و يتلوث الماء بكل ما يفسد أو يغيرخواصه الطبيعية عند تعرضه لملوثات كيماوية أوعضوية أو جرثومية وتتمثل العلاقة بين المياه وصحة الإنسان في نقله لبعض الأمراض المعدية، أو إحداث أضرار صحية ناتجة عن زيادة أو نقص بعض العناصر الكيماوية.
– فالملوثات الجرثومية (بكتيريا, طفيليات ,فيروسات وفطريات ) تسبب امراض الجهاز الهضمي مثلا الإسهالات بما فيها الكوليرا والتسممات الغذائية……..إلخ
– وهناك امراض كثيرة حادة و مزمنة ناتجة عن زيادة في تركيز العناصر الكيماوية و الاملاح المعدنية (الزرنيخ، السيانيد، الرصاص، الصوديوم ,الزئبق، السيلينيوم……….)، وهناك الحدود القصوى المسموح بها لهذه العناصر في المياه يجب أن لا تزيد عن الحد لأنها تسبب امراض خطيرة مثل الفشل الكلوي وارتفاع الضغط الشرياني والتسممات بالمعادن و الأملاح الذائبة في الماء……إلخ.
أَسمعتَ لو ناديتَ حيّاً ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولونارٌ نفحتَ بها أضاءت ** ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
الدكتور: محمد ولد اممد