العلامة عمر الخطاط من خلال وثائق الذين ثوى بينهم :
أزفها بشرى إلى إخواني طلبة العلم .أينما كانوا وأية سلكوا وأهدي إليهم تحفة تتمثل في خط علم تتلمذوا على طرته أوعلى تلاميذتلاميذه أوحفظوا أحاديث هو في أسانيدها وأقول كأن الشاعر عناكم بقوله عن “بني عامر:
“سلام كعرف الروض يهدى لأهله *وليس له إلا بنو عامر أهل ”
وفي هذا مافيه من اعتناء بمذهب كلفت به وأنجزت حوله بعض الأطاريح .أرجو أن يكون كل ذلك خالصا لوجه الله وباعثا على النهضة العلمية لهذه الأمة بعد أن تكلم في مقال سابق على الزائد ابن الخطاط الذي قد يكون والده سمي باسم الخطاط تيمنا باسم المرابط آبيه فقد كانت بينه وبين جد الزائد آفلواط بن مولود علاقة جوار وإكرام و ضيافة تحدث عنها حفيد العلامة ألفغ الخطاط محمد الامين بن محمد بن عبد الله بن العتيق في ترجمة لألفغ الخطاط ضمها مكتوبه “رفع الأغلاط “إذا بعد أن تكلم عن الزائد ابن الخطاط نتحدث اليوم في هذه العجالة على بعض من حمل اسم الخطاط قبل هذا في بلادنا مترجمنااليوم ينتهي إليه سند الفقه في موريتانيا وتروى عنه بعض أحاديث يرويها العلامة الشيخ محمد الحسن بن الددو عن محمد عالي بن عبد الودود”عدود” بأسانيد هو فيها وقد سمعتها منه بمكناس بالمغرب سنة 2010م.
على ماأذكر وقد وصفه يحيى ابن البراء في تحقيق بوطليحية بأنه يتصل سنده بعلي الأجهوري
وأقصد بوثائق الذين ثوى بينهم ما أدركته في مكتبات الأجداد سواء من وثائقنهم الخاصة أو من مؤلفات مثل كتاب البادية للشيخ محمد المامي أورسائل الزكاة أفهم أنها لن تكون الترجمة المناسبة لشيخ مشائخناوأجدادنا ألفغ الخطاط لكنني أريد ها أن تكون باعثة لمزيد من التنقيب والبحث عن تاريخ هذا العلم وتاريخ علماء الشناقطة الذي لم يوف حقه لامن البحث والجمع ولامن النشر بل رأيت محققا ل”بو طليحية “في الجزائر كأنه وهم في ألفغ الخطاط والتبس عليه بغيره فيما سنفصله لاحقا إن شاء الله .وهو معذور في ذلك ،بل نحن معاشر بلديي هذا العلم المقصرون في التعريف به وبغير أعلام شنقيط . وسوف أحاول ألاتكون هذه الكتابة من الترجمات المتداولة بل سنعرض معها نصا من إنشاء الشيخ العالم عمر الخطاط وخطه وهو من قبيل ما نسميه اليوم” شاهدا على العصر ” وكأني بقائل يقول أو ليس الذي تتكلم عنه هو الخطاط وهي وزن مبالغة وقد أطلقها عليها أهل اللغة العارفين بها وبقول ابن مالك “فعال أومفعال أوفعيل *في كثرة عن فاعل بديل “أي كثيرا مايحول اسم الفاعل إلى هذه الأمثلة لقصدالمبالغة والتكثير كماقال شارحه الأشموني راجعه بتحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط المكتبة التوفيقية،ج: :2،ص:448.
وذلك مثل الإمام المختار ابن بونا الذي يقول في العلامة لمجيدري :”إلى ولد الخطاط أهدى بعيره*على أنه في النوم منه تعلما “والمختارابن بون لاشك يعي معنى صيغة هذه المبالغة وثقل وزنها في كلام العرب فأجيب بأن المعلومات المتوفرة تأتي رياحها بغير ذلك وأن الخلاف ليس في ذلك ولكن في خط ألفغ الخطاط هل أتت عليه عوادي الزمن ككثير من تراث الشناقطة وهو أمر ليست هذه الوثيقة إلا إحدى دلائله و هذه فرصة لسؤال الباحثين عن خط هذا العلم الذي هو كما يبدو من النوادرأو” أعز من بيض الأنوق” في محيطه الأسري على الأقل كما أخبرني بذلك العالم محمدالامين ابن اباه أحد أحفاده وقد تكون هناك وثيقة أخرى عند بعض البرتليين.وقد يكون آبيه الخطاط سمي باسم خطاط آخرعاش قبله يشترك معه في الوصف والنسبة لقبيلة البرتليين كما سياتي والله تعالى أعلم
نعم هي معلومات ووثائق لما تعرض بعد حسب المعلومات المتوفرة وإن وجود هذه الخطوط النادرة عند بعض الذين ” ثوى ألفغ الخطاط بينهم “على حد تصوير الشيخ محمد المامي في شمال موريتا نيا لأمر له سياقه وأبعاد ه ودلالاته التي تعبر عن شأو هذا العلم في ذلك وعلاقته بتلك الأرضلقب ألفغ الخطاط :
تكتب ألفغ باللام كمايوجد بخط ألفغ الخطاط نفسه حين أطلقها على ألفغ أحمد وذلك في الوثيقة التي ستعرض قريبا وإن كان بعض علماء القرن الثالث عشر وهو الشيخ محمد المامي في وثيقة سيعرض بعضها لاحقا إن شاء الله يكتبها بأجفغ
ترجمة ألفغ الخطاط :
هو عمر الملقب بألفغ الخطاط بن محمد بن عمر بن أوبك الأنصاري البرتلي الملقب بالخطاط من تآليفه :طرة على خليل تعرف في شنقيط ب”طرة آبيه ” وله ترجمة حافلة في فتح الشكور نقتطف منها جملا ــ وإن كانت خارجة عن موضوعنا لأهمية مصدرها تم وصفه فيها بأنه
“كان فقيها نحويا تقيا سنيا أديبا ورعا من العلماء العاملين، والفقهاء المتقين، …..
معظما عند العامة والخاصة، لا يرفع بصره في وجوه الظلمة، وكانوا يهابون حماه وما حوله، ومن تجرأ منهم على من معه تظهر فيه عبرة، وما ذلك إلا أن من اتقى الله تعالى تظهر بركاته وتخاف دعواته، اتق الله تر عجبا، قال بعضهم:
ومن يخاف الله خوفا مؤلما == أخاف منه كل شيء فاعلما
رحل إلى زيارة قطب زمانه ولي الله تعالى سيدي أحمد الحبيب السجلماسي، فوجده له مدة لم يخرج للناس ، فخرج له حين جاء، وقال له: “ارجع إلى أهلك فقد قضيت حاجتك”.راجع فتح الشكور تحقيق عبد الودود ولد عبد الله ود أحمد جمال ولد الحسن ط مركز نجيبويه ص:328.
وقد نبهني ا لأخ الحبيب الأستاذ المعلوم ابن المرابط السملالي إلى أن هذه التلمذة والوفود على الشيخ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي مما يجتمع فيه ألفغ الخطاط مع العلامة سيدي عبد الله بن الفاضل الباركي الذي يقول فيه الشيخ محمد المامي :
وسيدعبد الله نجل الفاضل *خالي حامي الدف والفضائل
بأمر شيخه غنى اللبيب *أخي الكشوف أحمد الحبيب
راجع خاتمة نظم الشيخ محمد المامي لمختصر خليل مع النظم المذكور ص:406.
.وتلمذة سيدي عبد ال لألفغ الخطاط مما أفاده محمد الامين بن محمد بن عبد الله بن العتيق في مكتوبه رفع الأغلاط مخطوطا ص:4. توفي العلامة عمر الخطاط سنة :1196هـــ
وأما قول محقق بوطليحيه بجامعة الحاج لخضر بباتنة الجزائر لخضر بن قومار الجزائري 1426ـــ 1425 هــ .ص:97 . ت:1108ـ أو 1107هـ. ففيه نظر إذ قدالتبس عليه عمر الخطاط لمرابط آبيه بعمر آخر يشترك معه فى النسبة للبرتليين وفي الشهرة ب”الخطاط “وقد لقب بها الأخير كما في فتح الشكورص:322. :”لحسن خطه ودوامه عليه ” ومما يؤكد ذلك أن العلامة عمر الخطاط كان حيا بعدهذا التاريخ كما تثبته الوثيقة التي سنعرضها لاحقا إن شا ء الله .
نص وثيقة بخط عمرالخطاط:
لنترك العلامة ألفغ الخطاط يتحدث و يحضرمعنا من خلال هذه الوثيقة التي كنت عثرت عليها في كناش “مجمع” كان بحوزة الوالد حمدي بن أحمد يعقوب بن عبد الرحمن ــ رحمهم الله ــ وهي مما آل إليه من أسلافه ولعلها كان في تركة جده محمود بن عبد الله وورثها منه ابنه ابن عمركمايستفاد ذلك من وثيقة أخرى توجد بحوزتنا أيضا بخط العلامة أحمد مسكة بن الفلالي بن مسكة مع قرينة وجودها بحوزة الوالد حمدي ــ رحمه الله ــ
“الحمد لله وبه توفيقنا إنه قد قسمت جماعة نصيب خديجة بنت ألفغ أحمد ،وهو القسطلاني الأول ونصف الخميس الأول والشهاب وسفر من شفاء الصدور لابن سبع ونبذة في سفر منها شرح العبارة وأوراق نحوية وابن القاصح ومتنه وهذا نصيب العصبة دون بنتها وتعذرت قسمة الكتب على ورثتها وقومت بأحد عشرابن مخاض تيسيرا لاأن القيمة تبلغ ذلك ومن الجماعة حبيب الله الإمام بن محمدا منتصف جمادى الأولى عام :1189 .والسلام حضر هذا القسم عمر الخطاط ، وهو الكاتب بتاريخه ”
وتحدثنا هذه الوثيقة عن بعض أعلام ذلك العصر حين أخبرت عن نبإ أحمد الذي وصفه عمر الخطاط أبيه هنا بألفغ وحبيب الله بن محمدا الذي حلاه بالإمام ، وعن أن الأبل كانت بمثابة العملة في ذلك الوقت حيث قومت بها الكتب وهو أمر بقي إلى القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر كما ترشد إليه وثائق عثرت عليها منسوبة للعلامة كاشف بن بيبيا وقد يكون ذلك خاصا بشمال موريتانيا لأن الأمثلة التي عثرت عليها كانت هناك ومنها هذه الوثيقة المذكورة التي هي بخط الخطاط فقد توفي بالشمال وهي كانت قبل وفاته بسبع سنين وقد ثوى هنا كمايستفاد من قول الشيخ محمد المامي :”وقد ثوى ألفغ الخطاط بينهم …..”وكما ترشدإليه قرينة وفاته المشار إليها هناك . ناهيك عن بعض المراجع المتوفرة في ذلك الوقت والتي ليست متداولة اليوم مثل شرح العبارة الذي ليس هو كتاب صاحب تاج العروس الذي أشار له في مقدمة خطبة التاج ، بدليل أن الزبيدي عاش بعد هذا العصر والتقى بلمجيدري الذي كان معاصرا لابن الخطاط كما تقدم وغلبة فنون السيرة كالقسطلاني صاحب المواهب اللدنية الكتاب الذي لايزال مخطوطا بحوزتنا حتى اليوم ولعل خديجة هذه المذكورة هي جدتنا المعروفة ب”غديجة بنت أحمد بن ألفغ اعمر بن بنعمر الحسنية “كما ورد في تقييد للعلامة محمد سالم ابن أبي المعالي في الموضوع وإن كا نت النسخة المتاحة منه الآن ليست بذاك ولاهي بخط المولف مع أنه مما يستدرك عليه هنا عدم ذكره لعائشة بنت عبد الله بن بارك الله فيه وهي مذكورة عندنا في وثيقة بخط العلامة أحمد مسكه بن الفلالي بن مسكه وقدزاد العلامة عمر الخطاط كلمة :”ألفغ “في اسم أحمد بن ألفغ اعمرهذا تعظيما ومعناها :الشيخ أو “لمرابط “وأن كتابة ألفغ هذه باللام بعدهمزتها الأولى ،وقد تقدم معنا ضبطها ولايخفى مافي كلمة ألفغ هذه من التأثر باللهجة الصنهاجية التي لاتزال طرية في هذه البلاد إذذاك ،بينما نرى مكتوب محمد سالم بن أبي المعالي خلوا من ذلك لطول العهد بينما عرب أيضا الخطاط “غديجة ” إلى خديجة والله الموفق .وقد بقيت هذه الوثيقة متوارثة في أبناء خديجة هذه من ذرية ابنها محمود ابن عبد الله منذ ذلك الوقت . و أن شهرة آبيه في ذلك الوقت كانت باسمه عمر ولقبه الخطاط وأن آبيه الخطاط كان يوثر التواضع حيث لم يكتب لنفسه “لقب” ألفغ لمافيها من التزكية وإن كان معروفا بها في ذلك الوقت فقد ذكرها صاحب فتح الشكور
بالإضافة إلى أن هذه الوثيقة تؤكد أن آبيه الخطاط كان حيا سنة 1189هــ .
وهي أيضا كماهو معلوم من مصادر كتبت في آخر حياته فقد عاش بعدها سبع سنوات فقط
احتفاء من الشيخ محمد المامي بهذه الوثيقة وبأحكام الخطاط:
لقد حظيت هذه الوثيقة المتقدمة قريبا باهتمام خاص حيث نسخها ،وسلمها الشيخ محمد المامي بن البخاري وكتب في ذلك ” نقل هذا من ورقة مرسوم فيها من غير تغيير كلمة ولا حرف محمد المام بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله فيه وفي الجميع آمين آمين آمين عام شاكر.”وعام شاكر هو :1221 هـــ و ليس هذ التسليم ولاذلك الاحتفاء غريبا فقد ورد ذكرألفغ الخطاط والإحالة على بعض أحكامه وأقضيته والربط بينه وبين آل عبد الله الذين يوجد من بينهم أبناء لخديجة المذكورة في هذه الوثيقة الآنفة الذكروخديجة هذه جدة الشيخ محمد المامي كما أن آل عبد الله هم أخواله
ومن ذلك ماورد في وثيقة هي مما آل أيضا إلى الوالد حمدي ــ رحمه الله ــ من أسلافه شأنها في ذلك شأن خط لمرابط “الخطاط “المتقدم حبرتها كف الشيخ محمد المامي وقررفيها أن “آل عبد الله هم المنعمون علينا بأموالهم بعد التنحي من ـــ هكذا في الأصل ،ولعلها عن الميراث على يد سيد عبد ال واجفغ الخطاط ولحويج بن مسكة والخرشي .وكتب محمد المام انسلاخ رجب سنة دعرش والسلام
وعام دعرش1274هــ .وقد عاش بعدها الشيخ محمد المام ثماني سنين فقط راجع تحقيق القصيد المهذب لهذا العبد الضعيف رسالة مقدمة لنيل شهادة الإجازة بالمعهد العالي سنة 2007م .نسخة مرقونة مزيدة ص:10ــ 9. ومنه مايوجد في مواضع من كتب الشيخ محمد المامي أرشد إليها شيخنا العلامة أحمد كوري ابن محمادي في مقدمة الرائعة لمجموعة مؤلفات الشيخ محمد المامي نشر زاوية الشيخ محمد المامي التي ضمت كتاب البادية ورسائل الزكاة وغير ذلك . ومن تلك المواضع ماجاء في
كتاب البادية ص:350.تحت عنوان باب في حكم المال المربى تحت يد المدافع عنه ” ومن ذلك قضية آل الحاج المختار التي حضرها ألفغ الخطاط ــ وهي في نفس المسألة ــ فقسموه سوية ، وسمعت بأن بعضهم وإخاله عمر الخطاط ــ ذكر فيها الثلثين للمدافع .” وللتوسع في أحكام ألفغ الخطاط عند الشيخ محمد المامي راجع رسائل الزكاة ص: 545. من تلك المجموعة .ونختم ذلك بقول الشيخ محمد المامي في الدلفينية الذي أخذت منه طرف عنوان هذه العجالة :
:وقد ثوى ألفغ الخطاط بينهم *والأخذ عن جلة الإسلام ميمون
وسار فينا بنوه الغر سيرته * في تبع أورقت منه الأغاصين
راجع الدلفيينية ضمن المجموعة المشار إليها سابقاص:618 الفقير إلى ربه المنان الرحمن بن حمدي ابن عبد الرحمن انواكشوط 26 ربيع الثاني 1434 هــــ.