يا من تترحمون على شافيز!

قرأت أحد المقالات في أحد المواقع لأحد محترفي الكتابة الموريتانيين
بعنوان هكذا : (( رحم الله شا فيز وأسكنه فسيح جناته )) !

في مطلع المقال موجها كلامه إلى من يصفهم با ((لزنادقة )) ( والزنادقة
بالنسبة له تعنى الملتزمين دينيا فبماذا يسمى المارقين من الدين ـ إذن ـ
يا ترى ) ؟ !

يقول : إن رحمة الله واسعة ولا يحق لأي كان أن يضيقها بما في ذلك إمكانية
دخول شافيز الجنة كغيره ـ إذن ـ من المجوس والمشركين من اليهود والنصارى
أصحاب الديانات المنسوخة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويتعلق الأمر هنا
بما يعرف عند الأصوليين بمفهوم الموافقة

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

والحقيقة التي لاجدال فيها ولا مراء هي أنه لا يحق لأي كان أن يضيق واسعا
أ وأن يتألى على الله أن لا يرحم من خلقه من يشاء ، ولكن ينبغي ويتعين أن
يكون ذلك في حدود الشرع ذاته ومن خلال الكتاب والسنة وليس اعتمادا على
الأهواء والظنون والأماني الزائغة . قال تعالى : (( فرأيت من اتخذ إلهه
هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن
يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ))

وقال تعالى على لسان غير المؤمنين : (( إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ))
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول الأصوليون ..

لهؤلاء أقول : إن رحمة الله في الآخرة واسعة ولكن للمؤمنين فقط وليست
للكافرين مهما كانوا ملحدين أو غيرهم فالكفر ملة واحدة قال تعالى : ((
ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم
بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا
عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم
الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم
فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم
المفلحون ))

وقال تعالى مخاطبا رسوله الكريم بخصوص صلاته على رأس المنافقين عبد الله
بن أبى : (( استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن
يغفر الله لهم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين ))

وقال تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم في شان ابن أبى ذاته قاطعا
الشك باليقين : (( ولا تصل على احد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم
كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون ))

وقال تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة
من الخاسرين ))

وقال تعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام ))

وقال جل وعلا : (( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم
أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزى
المجرمين ))

وقال تعالى بشان إبراهيم مع آزر : (( وماكان استغفار إبراهيم لأبيه إلا
عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له انه عدو الله تنيرأ منه إن إبراهيم
لحليم أواه منيب ))

أما الأحاديث ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي
نفسي بيده لا يسمع بى أحد في هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم
يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ))

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء
الإعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يارب أنا الصلاة فيقول انك على
خير وتجيء الصدقة فتقول يارب أنا الصدقة فيقول انك على خير ثم يجيء
الصيام فيقول يارب أنا الصيام فيقول انك على خير ثم تجيء الأعمال كل ذلك
يقول انك على خير ثم يجيء الإسلام فيقول الله تعالى انك على خير بك آخذ
وبك أعطى

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
وفى رواية لمسلم : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))

وعن سلمان رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق
مائة رحمة يوم خلق السموات والأرض كل رحمة منها طباق ما بين السماء
والأرض فبها تراحم الخلائق وبها تعطف الوالدة على ولدها وبها يشرب الطير
والوحوش من الماء وبها تعيش الخلائق فإذا كان يوم القيامة انتزعها من
خلقه ثم أفاضها على المتقين وزاد تسعا وتسعين رحمة ثم قرأ ورحمتي وسعت كل
شيء فسأكتبها للذين يتقون

روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما توفى عبد الله بن
أبى جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه
قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأل أن يصلى عليه فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليصلى عليه فقام عمر فاخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله وقد نهاك ك ربك أن تصلى عليه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال استغفر لهم أو
لا تستغفرهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسأزيده على
السبعين قال انه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل
الله عز وجل هذه الآية ((ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره
انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون ))
وهذه إحدى موافقات عمر رضي الله عنه
ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة معلومة
صحيح أن شافيز ظل صخرة صماء في وجه الاستكبار العالمي وكان دوما نصيرا
للمظلومين في كل مكان بما في ذلك الفلسطينيين والعرب فقطع علاقات بلاده
فنزويلا مع الكيان الإسرائيلي الغاصب

وقد أنجز لمواطنيه الكثير لكن في بلد يعتبر رابع دولة مصدرة للبترول
عالميا وأكبر بلد مصدر للذهب الأسود إلى الولايات المتحدة الأمريكية
ولكن شافيز رجل شيوعي من أمريكا اللاتينية ظل دائما يجاهر بالشيوعية
ويتبناها منهجا وسبيلا في وقت تفككت دولها واضمحلت وتلاشى مناصروها
وتبددوا

وهب أنه يهودي أو مسيحي يتبع إحدى الديانات المنسوخة المحرفة حتى لا نقول
افتراضا انه يتبع إحدى الديانات الوضعية التافهة كالبوذية والهندوسية
فانه لا يستحق الترخيم ولاينبغى أن يترحم عليه مسلم صادق الإيمان فكيف به
وهو ملحد يتبنى فكرا إلحاديا يعتبر أساسه المكين وركنه الركين ):لا اله
والحياة مادة )) و ((الدين أفيون الشعوب ))

إن على هؤلاء أن لا ينجروا أو ينساقوا وراء عواطفهم الجياشة التي تسبق
تفكيرهم لدرجة تجعلهم يضعون أنفسهم في حرج شديد أمام ما علم من الدين
بالضرورة أ وأن يظهروا بمظهر الجاهلين لأحكام الدين المشار إليها أو
بمظهر المتعنتين الجاحدين الذين لا يأبهون للدين أصلا ولا يعيرونه كبير
اهتمام وهذا لعمري هو الخطر بعينه وهو الزيغ بذاته حتى عن منهج البحث
العلمي الرصين !

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله
وأولئك هم المهتدون .

مولاي ولد عبد الدايم

كاتب موريتاني مقيم بالإمارات

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى