تعامل البعض مع الفيس : أهل “الحاس” “أنتاج

في أدبيات لهجتنا الحسانية وعلى أرض الواقع يقال إن أهل “الحاس” “أنتاج”، بمعنى أن العرف الاجتماعي يستثني هذه الحالة من ناموسه العام فيسمح للأصاغر سنا بالخروج على نصه في التعامل مع الكبار، فيرفع عنهم الحرج حتى لا يمنعهم الحياء وتوقير الكبار من أخذ حقوقهم في الامتياح، أو الذود عن حماهم المائي من الاجتياح، يقال ذلك في ذروة السقيا، وتوارد أرسال الأنعام العطاش، ووفرة أدوات جلب المياه الفارغة، واغورار ماء البئر، وارتفاع أصوات الممتاحين للمياه، والذائدين عن الأحواض.
أما اليوم وقد انتقلنا إلى ظروف أخرى، ودخلنا عالما مختلفا هو العالم الافتراضي، عالم الفيسبوك، فهل نقول: إن أهل الفيسبوك “أنتاج” حتى نرفع الحرج عن كبير يدخل في نقاش مع “جماعة اسغار”وصغير يبدي إعجابه أو يعلق على منشور يتعلق بموضوع اجتماعي حساس نشره كبير قد يكون أباه أو عمه أو أخاه الأكبر، أو حتى صهره، أو يرسله إليه مشاركا في نشره، أو عن أن يقيم معه صداقة ولو باسم مستعار؟
وإذا أقررنا هذه المقولة وسمحنا بمثل هذه الممارسات الافتراضية فهل نكون مثل الآباء والأجداد فنطوي الملف عند الحاسي، ونرجع إلى الخيام وقد تخلصنا من قانون الطوارئ الاستثنائي، وأعدنا العلاقة إلى حالتها الطبيعية قبله، أم نستصحب ممارسات الافتراض معنا إلى عالم الواقع فنقيم بذلك ثورة في العلاقات والمفاهيم والأوضاع الاجتماعية؟

الصورة عن موريتانيا الأصالة.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى