ظاهرة اتريش
ظاهرة “اتريش”
السبت 8 حزيران (يونيو) 2013
محمد ولد بلال /استاذ
إن الزائر هذه الأيام لمقاهي الانترنت في الوطن العزيز لابد من أن يتفطر قلبه ألما وتبكي عينه دما على مستقبل تعليمنا بصفة خاصة ومستقبل بلدنا بصفة عامة، حيث يرى طوابير الطلاب الذين يحضرون لشهادات: ختم الدروس الإعدادية والباكلوريا وهم يتجمهرون أمام أبواب المقاهي والوراقات لا للبحث عن معلومة في المواقع ولا للتذكير والتدارس، ولكن حرصا على تصوير الوثائق المحتمل أن تكون موضوعا للامتحان والعمل على تصغيرها ليتمكن الطالب من إدخالها معه والرجوع إليها داخل قاعة الامتحان.
فمن المؤسف أن يكون جيلنا المستقبلي الذي نعلق عليه آمالا كبيرة يتعاطى هذه الظاهرة السيئة وبدون خجل على مرأى مسمع من الجميع، والغريب في الأمر أن أصحاب بعض المقاهي والوراقات الذين يعينون الطلاب على تصوير الوثائق وتصغيرها من الأسرة التربوية.
يقول المثل الحساني: “لعياط إلا ج من شور الكدية لهروب امنين؟” إنها ظاهرة الاختلاس أو ما يعرف ب “اتْرِيشِ” والتي طالت جميع مؤسساتنا التعليمية وللأسف حيث أصبح ممارسوها والمتفننون فيها من أهل المراتب الأولى على حساب المجتهدين من الطلاب مما أثر سلبا على التعليم في البلد حيث تدنت المستويات وتراجعت الأخلاق والقيم منبئة بمستقبل مظلم (لنخبة) البلد في المستقبل،إنها ظاهرة كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فهي إن لم تقض عليها قضت عليك.
ومن هنا فإني ألفت انتباه المراقبين ونحن على أبواب الامتحانات ونطلب منهم توخي الحذر كل الحذر من ممارسي هذه الظاهرة الدنيئة والأخذ على أيديهم كي يظهر الحق ويزهق الباطل وتعود المياه إلى مجراها وينجح المجتهد الذي سهر الليالي ويرسب المتكاسل المهمل المتكل على غيره.
المصدر:اقلام حرة