من الذي حدد موعد 23 من نوفمبر؟
- كشف الرئيس مسعود في لقائه مع قناة الوطنية عن فضيحة كبرى، ولو تأملنا
- قليلا في تلك الفضيحة لأدركنا بأننا حقا أمام مهزلة انتخابية لا يليق
- بالعقلاء، ولا حتى بالسذج من الناس أن يشاركوا فيها.
- ولو تأملنا فيما قاله الرئيس مسعود بعفويته المعهودة، وبصراحته المزعجة
- لأدركنا حجم المهزلة، ولأدركنا أيضا بأن الحكماء السبعة ما هم بالحكماء،
- وبأن الكل قد كذب علينا وخدعنا، بدءا برئيس الدولة، وانتهاءً بالمعاهدة،
- ومرورا بالمصيبة المستقلة للانتخابات.
- دعونا نطرح هذا السؤال:
- من الذي حدد موعد 23 من نوفمبر كموعد “مقدس” للانتخابات البلدية والتشريعية؟
- لو كانت الأمور في هذا البلد يحكمها أي منطق لأجبتكم بتلقائية بأن هذا
- الموعد قد حددته اللجنة المستقلة للانتخابات، وأنها من قبل تحديده قامت
- بدراسة كل الأمور الفنية المرتبطة بالموعد، وكذلك بالظروف السياسية
- المتعلقة بتحديد الموعد.
- لقد قال الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن اللجنة المستقلة هي التي تملك
- صلاحية تحديد موعد للانتخابات، وهو قول أكده المشاركون في الحوار الذي
- جاءت من بعده هذه المصيبة المستقلة للانتخابات.
- ولأن الأمور في هذا البلد لا تخضع لأي منطق، فدعونا نستمع لهذه المكالمة
- الهاتفية القصيرة جدا:
- الوزير الأول متصلا برئيس الجمعية الوطنية:
- ـ آلو ( آن غايب لك)
- رئيس الجمعية الوطنية:
- ـ تفضل
- ـ أنا أريد تقديم موعد الانتخابات إلى 16 نوفمبر.
- تفاجأ قليلا رئيس الجمعية الوطنية من هذا الطلب، وذلك لأن الاتفاق بين
- المعاهدة والأغلبية كان قد حدد موعدا للشوط الأول من الانتخابات في نهاية
- ديسمبر، وبداية العام القادم للشوط الثاني.
- المهم أن رئيس الجمعية الوطنية قد رفض بشكل قاطع موعد السادس عشر من نوفمبر.
- فما كان من الوزير الأول إلا أن قال من قبل أن يقطع المكالمة:
- ـ وما رأيك بالثالث والعشرين من نوفمبر؟
- رئيس الجمعية الوطنية ( لا يريد أن يحرج الرجل أكثر، وهذا ما قاله هو في
- قناة الوطنية)
- ـ لا بأس بهذا الموعد (ولقد اعترف رئيس الجمعية الوطنية بأنه كان قد أخطأ
- بهذه الإجابة)
- هكذا تم تحديد هذا الموعد من خلال مكالمة قصيرة، لم تصحبها أي دراسة فنية
- ولا سياسية لهذا الموعد، ولم تستشر فيها حتى الأحزاب المشاركة في
- الحوار..مجرد مكالمة قصيرة بين رجلين، أحدهما لم يكن يريد أن يحرج الآخر،
- انتهت بتحديد موعد 23 من نوفمبر.
- فأين كان “الحكماء السبعة” وقت المكالمة؟
- وأين كانت الأحزاب المشاركة في الحوار؟
- وأين كانت اللجان الفنية والسياسية؟ وأين؟ وأين؟
- فيا أيها الناس، احترموا أنفسكم، ولا تشاركوا في مثل هذه المهزلة التي
- حددوا لها موعد الثالث والعشرين من نوفمبر من خلال مكالمة هاتفية قصيرة.
- حفظ الله موريتانيا..
- محمد الأمين ولد الفاضل
- elvadel@gmail.com