زيارة للحريشه تذكرني بالأهل والأحباب نهاية التسعينات

لقد ارتبطت مراعي ولاية انشيري بالمخيلة الموريتانية منذو زمن طويل حيث ظلت تمتاز مراعيها بجودة النباتات وتحمل ارضها لندرة الامطار مع ظهور الخير عليها اذا ما كتب الله لها ان استفادت من الغيث وانعكس علي اهلها ومراعيها لأكثر من سنة ، حتى صارت الخرافة الموريتانية تقول بان الله حباها بنوع من البركة (نازله بركته كما يقال في الحسانية ) حيث كانت الناس تضرب اكباد الابل من جميع انحاء الوطن بحثا عن ما يسمي ” الحطبه ” وهي نبتة نادرة من اكثر النباتات قيمة لدي اهل الابل لما يقال عنها من فوائد عليها ، غير بعيد عن مرابع ” الحطبه ” وفي جنوب انشيري وعلي مشارف ” آكشار ” توجد هضبة تسمي ” لحريشه ” .

هضبة لحريشه هذه تقع علي بعد 23 كلم غرب مدينة اكجوجت يحدها من الجنوب هضبة تسمي ” اكدجيت ” ومن الشمال هضبة ” آتليس ” ومن الشمال الشرقي وعلي بعد 5 كلم صونداج اهل بوخريص و جبل ” آطوماي ” .
اما هضبة لحريشه تاريخيا فهي كالتالي :
فمن تاريخها البعيد تحصلنا علي انها قد نالت نصيبها من خلال اطلالها التي تغني بها الشعراء ونورد لكم القليل حيث يقول احدهم :
عاكب تسداري فآفطوط ******************************والتنباش افكل احشيشه
يوكي زاد الا آكوط ******************************** واكدجيت او لحريشه

اما تاريخها الحديث وأنا هنا اتحدث بحكم تجربتي الشخصيه المتواضعة ،وحيث اتذكر انه في سنة 1991 قام محمد ولد احبدي رحمة الله علينا وعليه وهو احد رجال الاعمال اللذين ارتبطوا بالتنمية واحد ملاك المواشي ، باستحداث حاضرة لحريشه (وهي تجمع شبه مستقر ) ضم الكثير من الاهل ومن بينهم عمتي رحمة الله عليها وكانت مرابع اهل احبدي مكان البادية والاستجمام بالنسبة لنا جميعا ( اهل المشظوفي واهل التباخ واهل اهميمد واهل اكماش واهل الشين واهل اغرفله في مرحلة كما هو الحال ايضا مع اهل الشرقي …. ) ، واستحدث بها خزانات مائية وظلت سيارته هي وسيلة النقل الوحيدة لساكنة ذالك الخط ، حيث علي طريق لحريشة انا ذاك توجد تجمعات اخري شبه مستقرة ، ” كأهل ابك ” عند الرخيميه وغيرهم من اهل البدو والمنمين ( اهل سيد اعل واهل شنان ،،،،) اللذين جلبتهم العلاقات المختلفة وتقاسم الهم بهذا الرجل والذي شكلت لهم سيارته بالإضافة الي القرب من المدينة عوامل استقرار حيث اصبحت طريق لحريشه من اكثر الخطوط استقرارا لأهل التنمية .

في تلك الفترة دائما عمل المرحوم محمد ولد احبدي علي ان يرتبط بتلك الارض ، وبحث عن المياه بها واستجلب المتخصصين ولكن الملوحة كانت هي المعيق الوحيد امام استجلاب مضخة مائية (صونداج ) وفي سنة 1995 استجلب لها التعليم وفتحت الدولة بها قسمان وظلت تعتمد هذه الاقسام (مدرسة لحريشه الي يومنا هذا ) ، ومن ذالك الوقت ظلت ساكنة اكجوجت والباحثين عن الضالة و المرشدين من البدو، يتحدثون عن مرابع اسرة اهل احبدي في لحريشه والتي لا زالت معالمها موجودة ( لمبلكات ولمبارات كمايقال في الحسانية ) .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

هذا وظلت اسرة اهل احبدي ترتبط بتلك الارض الي سنة 2003 وهي السنة الفاجعة التي انتقل فيها المرحوم محمد ولد احبدي تغمده الله برحمته الي جنات الخلد بإذن الله ، وحيث كان الجميع يشهد له بالبر لوالديه والحكمة والعظمة حيث كان رحمه الله يتمتع بكارزما شخصية نادرة ،وبعد ما شهدت المنطقة بعد ذالك من تراجع في المراعي ونقص الامطار وهي عوامل جعلت مواشي اهل احبدي تتحرك باتجاه مصران لحوار علي طريق اغسرمت بحثا عن الكلاء ، وخلال غياب اهل احبدي ذالك واثر ما خلفت علاقات محمد ولد احبدي من تواجد لأهل البدو في ذالك المكان واللذين ربما لم تكن لديهم امكانات تساعدهم في التحرك وحيث كانت الغالبية منهم من مجموعة اكداله .

وخلال الفترة الممتدة من 2003 و 2009 وماشهدت من انقلابات عسكرية وكثرتي الانتخابات ، ومع الانتخابات الرئاسية الاخيرة 2009 وفي ظل انتشار الصناديق القبيلية ظهر رجل يطلق عليه الان اسم لكدالي – كان يسكن منطقة عين اهل الطايع – وعمل علي جمع مجموعته اكداله والتي كانت لحريشه منطقة تواجدهم كما اسلفنا ، وعمل وبفضل دعم من احد جنيرالات المنطقة علي جمع اكدالة من الشتات او المتاح منهم علي الاصح ، حيث استجلبهم من العاصمة ومن اطار و اصبحت لحريشه تمتلك صندوق اقتراع غالبية المسجلين فيه من المستجلبين لا المستقرين وبذالك ظل الرجل يختصر لحريشه في ذاته ، وحيث استفادت القرية من بعض التمويلات كمحل تجاري وذبح ومسجد ، وهي نشاطات لم تعمر وتلقي المجموعة المستقرة باللوم علي هذا الرجل وبأنه هو المستفيد منها بصورته الشخصية ، ويتحدث العارفون بالرحل (البدو الرحل ) هناك ان السيد بدأ يتراجع نفوذه ولا يعتمد الان إلا علي المستجلبون ، وعلي الرغم من هذا الزخم وتنافس اهل السياسة علي مكتب لحريشه وهو المكتب الخامس من بين المكاتب القبلية ( اغسرمت ، اجعرينية ، اللويبدة ، دمان ) التي اضافت الداخلية خلال هذا العام الي المكاتب التي تصوت علي بلدية اكجوجت ، والتي لم تكن تستفد من ذالك وكانت تسمي المناطق غير المشمولة ولا تصوت الا علي النائب والرئيس ، من أي خدمة ولا تزال تعاني من العطش وعدم الرعاية الصحية للإنسان اما الحيوان فلا مكان له ولا القطاع الوصي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نشير في الاخير إلا ان المسجلون في لحريشه يناهزون 200 شخص اكثر من مئة منهم هم المستجلبون من العاصمة واطارو البقية هي بقية المجموعة التي تتحرك في الخط الساحلي بين لحريشه و اللويبدة تقاسي خلالها صعوبة الحياة وغياب الخدمات التي لن يجلبها الصندوق القبلي هذا مهما كان غضبهم علي المنتخبين ، ولو في المدي القريب ، الا ان مفاتيح صندوق الاقتراع هذا والتي كان يجب ان تكون لدي اللجنة المستقلة للانتخابات Ceni هي بيد لكدالي وصديقه العسكري كما يقول ،والحظ فيها قطعا لن يكون علي اساس البرنامج الانتخابي وإنما خوفا او طمعا .

كامل الود والي رحلة اخري ضمن رحلات شتاء مدينة الحبية والتي نحمد الله علي نعمة امطار هذا العام ، ونسال الله ان يديم النعمة وان يولي امورنا خيارنا .

زر الذهاب إلى الأعلى