حتى يذوق رجال . مر. . ماصنعوا

مرة أخرى تهب رياح التغيير على الضفة الشمالية لنهر السنغال وتحديدا على مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة إحدى أهم المدن الموريتانية ذات الكثافة السكانية العالية والمخزون الانتخابي الثابت ويعول عليها في كسب رهان المعارك الانتخابية تلك المميزات هي التي جعلت الحزب الحاكم يرمي بكامل ثقله فيها خلال الانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة.. حيث زج بالوزراء والموظفين السامين في الدولة ومديري المؤسسات المؤثرة في المدينة مثل: اسنات وصونادير و القرض الزراعي والبنك المركزي ومؤسسة عبارة اترارزة، هذا فضلا عن كونه ألب الجموع واستفر المناصرين ووجه الوجهاء الذين أكل عليهم الدهر وشرب ولم يعد أحد يلقي لهم بالا.. إضافة إلى اتباع سياسة الترغيب والترهيب ومبدأ المكافأة والعقوبة الذي انتهجه شيخ المقاطعة محسن ولد الحاج بدء بالمغريات المادية وإعطاء الوظائف الكبيرة للفاشلين – وهو لعمري عطاء من لا يملك لمن لا يستحق – لكن كل ذلك لم يثن أحدا عن التصويت ضد تلك الثلة التي يتزعمها محسن ويعتمد عليها وهي أقلية لا تعرف سوى مصالحها الآنية الضيقة ولا تزن جناح بعوضة عند أهل القوارب الذين يريدون له أن يحصد ثمار ما زرع..

خاض حزب الاتحاد من اجل الجمهورية المنافسة بلائحة يترأسها الوزير بمب ولد درمان ونائبته الأولى حليمة سي مفتشة تعليم أساسي متقاعدة في الإدارة الجهوية للتعليم بروصو والنائب الثاني ولد مراكشي المدير في شركة صونادير وتجمعه علاقة من نوع ما بالسيناتور محسن ولد الحاج..

وما إن تم فرز نتائج الشوط الأول من الانتخابات وتأكدت هزيمة الحزب الحاكم من طرف لائحة حزب الوئام التي يترأسها العمدة الحالي السيد سيد جارا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز في الشوط الأول حتى بدأ الحزب يرسل تعزيزاته.. فوزير التنمية الريفية ولد امبارك يلتقي بالمزارعين ويحثهم على تعبئة المواطنين للتصويت لحزب الدولة، والمدير العام لشركة اسنات يتوعد عمال مؤسسته بالتسريح إذا لم يصوتوا لمرشح الحزب الحاكم كما هو الحال بالنسبة لباقي المؤسسات الموجودة هناك..

الشركة الوطنية للكهرباء تنير أحياء سطارة الشيخ مولاي والهلال مساء الخميس قبيل يوم الاقتراع لكن تلك الفرحة لم تعمر طويلا فما إن تم فرز نتائج الشوط الثاني وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من نتائجه حتى أمر المدير الجهوي للشركة بسحب كل تلك الأسلاك والمصابيح ليعود الظلام الى الحيين!!

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

كل هذه العوامل لم تمنع شعب روصو العظيم وسكانه الذين دكوا حصون ‏PRDS‏ في السابق من أن يقولوا كلمتهم الفصل والأخيرة تلك التي تحمل في ثناياها أكثر من رسالة.. فخسارة الحزب الحاكم الأخيرة في روصو لمناصب مثل عمدة البلدية ونائبي المقاطعة لاتعني فقط خسارة مناصب سياسية بهذا الحجم بقدر ماهي رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية.. فإذا كان ينوي الترشح لمأمورية ثانية فإن عليه أن يراجع حساباته وأن يفكر فيما هو قادم..

أحمد يعقوب ولد أحمدو

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى