الصناع والمجتمع
يراودني أن أوضح للرأي العام أن فئة الصناع أو”لمعلمين” في المجتمع الموريتاني فئة محترمة وشريفة كما هو واضح للعيان وفي كتب التاريخ كما جاء في “الوسيط” وغيره.
إنها فئة امتهنت هذه المهنة الشريفة المعروفة بالصناعة التقليدية كالمهن الأخرى .. ولم تعرف في أي يوم من الأيام ما يعرف بالتهميش الذي يتحدث عنه البعض الآن.
وإني لا أوافق على تسميتها بالشريحة بتمييز لها عن عامة الشعب وإنما هي فئة كالفئات الأخرى مثل المزارعين والفلاحين وغيرهم من المهنيين أو الحرفيين.
إن فئة الصناع أو”لمعلمين” كانت وما تزال عنصرا فعالا في المجتمع لا غنى عنها كما كانت مع العلماء والأمراء التي سهلت لهم مهامهم النبيلة من ألواح وأدوات الحرب إضافة إلى نظم الفتاوى والمعارك بأدب متميز كتبه التاريخ بأحرف من ذهب.
ومن كان هذا دوره في مجتمعنا العظيم فلم يكن مهمشا وإنما عليه كما هو مشروع أن يطالب الجهات المعنية.
وأنتهز هذه السانحة لأنوه بهذا الدور الذي تضطلع به و اضطلعت به في القديم .. و بطبيعة الحال لا تحتاج هذه الفئة للدفاع عنها .. والقول إنها مهمشة عار من الصحة وليس له دليل لدى المجتمع الموريتاني الذي يحترم كل أسرة من أسره أخذت هذه المهنة واشتهرت بها، ولا تقبل فئة الصناع تصنيفها ضمن الشرائح المهمشة لسبب بسيط وهو أنها لم تعرف في تاريخها ما يسمى بالتهميش .. ولا الاستغلال الذي عانت منه شرائح مجتمعية أخرى … فلا داعي لاختلاط الأوراق.
ومن خلال ما سبق فإنني أوجه رسالتين عظيمتين، الأولى لهؤلاء المدافعين قبل أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ..
عليكم أن تستريحوا قبل كل شيء وتطالبوا باحترام والتقدير لنيل حقوقكم المشروعة وأن يساهم كل في موقعه وحسب تخصصه بماله وأن يقوم بما عليه ليجد كل ذي حق حقه ..
والرسالة الثانية إلى المجتمع الموريتاني، فعليه أن ينظر إلى هذه الفئة بتقدير واحترام كما كان ينظر إليها الأسلاف، وأخص بالذكر الذين ينظرون إليهم باستهزاء .. فلولا مساهمة هذه الفئة بأصابع من ذهب وإنتاجها الفريد الذي لا يخلو منه بيت موريتاني لما كان للوطن ما كان، وكانت هذه الفئة المنتجة كنظيراتها الوجه الحضاري لهذا البلد تلبي حاجاته الإنسانية في هذه الصناعة التي لا غنى عنها في جميع المجالات، وعلى المجتمع كما كان أن يعتني بها ليسد حاجاته وحاجات الوطن ليرفع من حيويتها ويحرص على ذلك، ولا نحمل أية فئة من مجتمعنا المسلم والمسالم مسؤولية ما تعانيه هذه الفئة.
كما أن تطورها كفيل بالقضاء على ما تعانيه من تدهور منتجاتها وعدم إرسالها للخارج وذلك ما تتحمله الوزارة الوصية لأننا نعيش معركة بناء وتنمية حقيقية على جميع الأصعدة فلا داعي لهذا الحراك القائم إلا بالتي هي أحسن وما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف.
hady.babou@yahoo.fr