النّبَّــــيرَه : العاصمة الجديدة لولاية اترارزه (تقرير مصور)
هذه هي المدينة الجديدة التي تعمل الحكومة الموريتانية على إنشاءئها شمال عاصمة ولاية اترارزه عند الكم 7.
عشرة آلاف قطعة أرضية أعدت لصالح سكان السطارة، المدينة القديمة التي تغمرها مياه النهر كل عام، تاركة آلاف الأسر دون مأوى.
موفد قوقل ريم زار المكان مساء الخميس 25 أكتوبر 2012 رفقة مدير مكتب وكالة صحفي
للأنباء بولاية اترارزة واوافيانا بنظرة سريعة وصور من بعض المعالم في مجال المدينة الجديدة.
تترأى من بعيد أخبية وأكواخ عند الكلم 7 على الطريق الرابط بين روصو و نواكشوط، ليس بها سكان. أو جل سكانها غائبون.
كان الجو صحوا في ذلك اليوم الذي كان الموريتانيون فيه منشغلين بمتابعة أخبار الحجاج والوقوف بعرفة، والتحضير لعيد الأضحى المبارك من جهة، ومتابعة أخبار صحة الرئيس في فرنسا من جهة أخرى، حيث كان من المنتظر أن يعود ليلقي خطاب العيد بعد الشفاء من طلقة نارية تعرض لها عن طريق الخطأ، أو هكذا قيل.
شوارع كبيرة ومعبدة تمتد على مد البصر. أعمدة الكهرباء، والإنارة العمومية، جاهزة، لكن المدينة ليس بها سكان، أو على الأقل في الوقت الحاضر.
المستشفى الجهوي الجديد وبجانبه مدرسة للصحة.
بلاد كان سكانها في الماضي من أبناء صمبني الفلاني يعيشون من ريع التنمية في أحياء تكشكمب والنبيره.
كان نساؤهم يجلبن الحليب “تمبا” إلى السطارة مشيا على الأقدام لبيعه هنالك.
ألا ليت شعري هل بنو همَّرٍ صَمْبَا وحيهم مـــــــــــــجاورون “تَكَشْكَمْـبَا”
وهل بربا “النَّبَّيرَ” تغدوا إمــاؤهم سراعا إلى الصَطَّارَه حاملة “تمـــــبا”
وهل صمبنا الفلاني ظلوا بجمعهم على أثر “اللمباي” يَرْمِسْنَ ما “لمبا”
هكذا كان مولود ولد اجيه الصكيعي يصف الحياة في تلك الربوع التي يسمونها الآن سًتْ (7)، اسم جاف، جردوها من اسمها القديم الذي كان أكثر شاعرية وعراقة. كان اسمها النبيرة.
هنا في وسط المدينة الجديدة، في النبيرة مزار عتيق، به من الأجلاء أحمد مسكة ولد الديباج (أهل باركلل) ومعه محمد عبد الله ولد عبد السلام (أولاد ديمان).
ربوع تغنى بها الشعراء :
لُكنت ابخيري بعد إراهْ
الفرع إليــن إشلْ أُراه
ابخير في ما ننـــــساه
وانكد أنكافــــيل يغير
امنين انكافيلُ ويــــاه
انكافي لكراع النـــبير
ابخـــــــيرُ فيَّ هو زاد
من سابك منزلُّ لبكير
أمنزل لبكير إلعــــــاد
ابلا خير إطرّيلُ خير
——————–
لكصير ال كانُ لكويرْ
عندُ خيبارَ عاد الخيرْ
سبحان الله ال لبحير
الواخظ كبلت سَدْ أسدْ
أبرَّازْ أطَكْ النّبَّــيرْ
عادُ ما خاطر فيهم حدْ
ذَ ظركْ الموكرْ من لوطان
عَودانُ يلواحد لاحد
ما عندُ حد أهو كان
ما يخلَ من حد إوحَّدْ
أما اليوم فلم يتغير شيئء من الناحية الاقتصادية، فالنشاط الاقتصادي في المنطقة هو التنمية وقليل من الزراعة، ولم توفر الحكومة أنشطة جديدة، إلا أنها أمرت سكان السطارة بالرحيل.
قطع أرضية معدة للبيع بأثمان قيد الدراسة، وأخرى توزع بالمجان. السلطات متخوفة من فشل المشروع لما أبداه المواطنون من قلة حماس للتنقل من منازلهم العتيقة بمدينة القوارب إلى هذا المكان الذي بقيت الحكومة عاجزة عن توفير الماء فيه بشكل دائم.
بعض السكان يطالب بتعويض عن منازلهم القديمة، وبعضهم وجد في هذه المدينة الجديدة حلا لمشكلة طالما أثقلت كاهله في مدينة القوارب ألا وهي توفير مسكن للأبناء أيام الدراسة.
تقول السالمة بنت باب إنها لن تعود أبدا إلى القوارب والمنازل المؤجرة بعد أن حصلت على قطعة أرضية هنا ووجدت مدرسة سجلت فيها الأطفال.
”وهنا لدينا مسكن فسيح وأدخلنا الكهرباء ولدينا التلفزيون.”
أما ابنتها امهات فقالت إنها تشعر أحيانا بالضجرفي هذه البلدة الخالية من السكان، وأنها تفضل العودة إلى المدينة حيث الصديقات والأسواق وحياة اجتماعية أفضل.
لكن الأم لا تقبل العودة الى المنازل المؤجرة.
غير أن امهات لديها مبرر قوي لإقناع والدتها بالعودة إلى المدينة، ألا وهو تعذر الحصول على شربة ماء، فالصهاريج التي تزود البلدة بالماء عصب الحياة لا تأتي إلا مرة في الأسبوع، والأهالي هنا تعودوا على حياة النهر، والأرض الخصبة.
أعد التقرير :
سيد احمد ولد مولود | قوقل ريم
المختار ولد عبد السلام | وكالة صحفي للأنباء
بتاريخ الخميس 25 أكتوبر 2012.
تنويه :
التقرير مرخص بالكامل لكافة الصحف والوكالات.
———————————————————————————
ألا ليت شعري هل بنو همَّرٍ صَمْبَا وحيهم مجاورون تَكَشْــــــــــكَــمْبَا
وهل بربا النَّبَّيرَه ظلت إمــــــاؤهم سراعا إلى الصَطَّارَه حاملة تمــبا
وهل صَمْبَنِ الفَلاَّنِي ظلوا بجمعهم على أثر اللَّمْبَايَ يَرْمِسْنَ ما لَمْــــبَا
هم القوم عمري يوم ظلت نساؤهم بوادي الغضا يَسْتَنُّ بينهم دَمْـــــــبَا
فلا مت حتى ظِلْتُ بين نســــائهم أطالب لهوا صَمْبَ في رجله صَمْبَا
ولست بزير المحصنات من النسا لديهم وما في الرُّبِّ تعرفه كمــــبا