هدية الثامن من مارس …ﺭﻓﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮ

1-246.jpg
ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﻄﺒﻌﻬﺎ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎﻓﻲﺍﻷﻭﺳﺎﻁﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻓﺘﺎﺓ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻻﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻊ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺘﻰﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻰ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻫﻞﻫﻮﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺒﻌﺾ؟
ﺃﻡ ﺃﻥ ﻣﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻠﻴﺎﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟ ﺃﻡﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﺿﻌﻔﺎ ﻓﻲﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻟﻴﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻭﻳﻘﺼﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺤﻔﻆ ﻟﻬﺎﺣﻘﻬﺎ ﻭﻳﺒﺮﺯ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﻞ ﻭﻳﻜﺮﻣﻬﺎ ﴿ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺮﻣﻨﺎ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ﴾ ﺍﻵﻳﺔ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﺿﺪ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺗﺼﺤﻴﺤﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻭﺃﺳﺎﺳﻪ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺭﺍﻓﻀﺎ ﻛﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣﻘﺮﺍ ﻟﻤﺒﺪﺇ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ – ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ – ﴿ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ ﺍﻷﻧﺜﻴﻴﻦ﴾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻟﻜﻼ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ..
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻛﺎﻟﺸﺮﻉ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ” ﺍﻻﺳﺘﻴﻜﻴﺔ “ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺴﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻻ ﺑﺘﻘﻠﺒﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻐﻤﻂ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﺗﺴﻤﺖ
ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ
ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺇﺫﻻﻻ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﻭﺗﻌﻄﻴﻼ ﻟﻄﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻘﺰﻳﻤﺎ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﺃْﺩﺍً ﻟﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ !!
ﻓﺨﺴﺮﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺀﺕ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺃﻥ ﻳﻮﺩﻋﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ، ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻮﺭﻳﺚ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺎﻋﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻭﺗﻤﺎﻫﻴﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ
ﻭﻋﻘﻠﻴﺎﺕ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺘﻘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻴﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻭﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﻴﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻤﺪﺭﺱ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻤﺪرﺱ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﺟﻊ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ للفتيات ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻳﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﺸﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ!
ﺃﻫﻲ ﺍﻹﺑﻨﺔ ﺃﻡ ﺍﻷﺧﺖ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ؟ ﺃﻡ ﻟﺮﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺯﻡ
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻳﺮﺛﻰ ﻟﻬﺎ! ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ؟ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﺎﺷﻞ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻥ ﺃﻣﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﻫﻲ ﺑﻨﺖ ﺳﺖ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻨﺖ ﺗﺴﻊ، ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺃﻣﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺰﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺗﺨﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻭﻻ ﻣﺤﻞ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺎﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻣﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺐ ﻭﻟﻌﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻜﻤﺔ، ﻓﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺿﺎﺭ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﻗﻠﻴﻼﺕ ﻫﻦ ﺍﻟﻼﺗﻲ ينجين ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻫﻦ
ﻭﺍﻟﺠﻨﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﺃﻃﻴﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﺒﺒﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ ﺑﻬﻦ ﻭﺳﻠﺐ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻠﺪﻳﻦ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﺠﺪ ﺗﻤﻴﻴﺰﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻃﺒﻌﺎ، ﻓﺎﻷﺧﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ حظوة ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻳﺴﺘﺒﺸﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ، ﺃﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﺘﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﻓﻲ
ﻭﺟﻮ ﺑﺎﻫﺖ ﻭﻛﺄﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﴿ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺸﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ ﻇﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺴﻮﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﻛﻈﻴﻢ ..﴾ . ﺟﻬﻼ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺧﺖ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻻﺑﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﺘﻴﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺗﺰﻳﺪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻒ ﻫﺬﻩﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻫﻮ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻓﻘﻂ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻞ
ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ، ﻓﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻓﺎ
ﻭﺳﻴﻈﻞ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺗﻌﻄﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ، ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻔﻄﻨﺖ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ، ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﻧﺴﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻦ.
ﺍﻷﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺪﺩﺗﻬﺎ *** ﺃﻋﺪﺩﺕ ﺷﻌﺒﺎ ﻃﻴﺐ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ

زر الذهاب إلى الأعلى