المغرب: تساؤلات حول وجود أفراد من جبهة البوليساريو ضمن ضحايا الطائرة الجزائرية
الرباط – حاز خبر تحطم طائرة عسكرية جزائرية، صباح اليوم الاربعاء، على الاهتمام المغربي بعدما تبين وجود أفراد من جبهة البوليساريو ضمن ضحايا الطائرة، في وقت تدق فيه طبول الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، على خلفية تحركات قامت بها جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة وعلى أبواب تحركات دبلوماسية مكثفة يقوم بها كل منهما تسبق إصدار مجلس الامن الدولي نهاية شهر نيسان/ ابريل الجاري قراره الجديد ذات الصلة بالنزاع.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خبر تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية، وطرحوا تساؤلات عن وجود 26 عنصراً من جبهة البوليساريو، في طائرة عسكرية جزائرية مهمتها الإمداد والإسناد ونقل العساكر الجزائريين وخصوصا في هذه الظرفية التي تعرفها المنطقة العازلة .
تورط جزائري
وحاول رواد التواصل الاجتماعي إيجاد إجابات، فذهب البعض إلى أن نقل عناصر من البوليساريو، يؤكد مدى تورط الجزائر في ملف الصحراء، عكس ما أعلنته مراراً وتكراراً عن أنها تتعامل مع الملف بحياد، كان آخرها تصريح وزير خارجيتها عبد القادر مساهل ليلة أمس على قناة «فرانس 24» بأن الجزائر لا دور لها في قضية الصحراء، ويضيف نشطاء «الفيسبوك» أن هذا الحادث سيكشف الكثير من التناقضات في السياسة الخارجية للجارة الجزائر، وكذلك سيوضح أن الجيش الجزائري هو من يتحكم في القرار الداخلي وحتى الخارجي للبلاد.
وطرح رواد مواقع التواصل الاجتماعي فرضية تصفية عناصر البوليساريو من قبل المخابرات الجزائرية، وذلك بهدف التخلص من هذه العناصر لخلق عناصر جديدة تابعة لها، أو ما سمّوه بـ«بوليساريو جديد».
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية أن «طائرة نقل عسكرية جزائرية (روسية الصنع من نوع إليوشين) تحطمت صباح اليوم (امس الاربعاء) في محيط القاعدة الجوية لبوفاريك داخل حقل زراعي خال من السكان، أثناء رحلة من بوفاريك قرب العاصمة الجزائر إلى مدينة بشار». وقال موقع الاول المغربي ان مدينة بشار متواجدة في الحدود المغربية الجزائرية، في الجهة المقابلة من مدينة الراشيدية المغربية، وتساءلت ماذا يفعل عناصر البولساريو في تلك المنطقة بالتحديد؟.
وقال المصدر نفسه ان كل الأسئلة تبقى مشروعة مادام تواجد عناصر البوليساريو، «أولاً في طائرة عسكرية، ثانياً في هذه الظرفية التي تعرف دق طبول الحرب بين المغرب والجبهة، ثالثاً بعد نفي الجزائر أي تدخل مباشر أو صلة مباشرة بملف الصحراء».
وتؤكد الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو لكنها ليست طرفا في النزاع المندلع منذ استعادت المغرب الصحراء الغربية من اسبانيا عام 1976. وشدد المغرب مؤخراً على ان أي تفاوض حول النزاع يجب أن يكون مع الجزائر. وهو ما ترفضه الجزائر وتقول ان المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائرية في تصريحات صحافية بفرنسا «عندما كانت الجزائر في حرب من أجل استقلالها (1954-1963) فإنها حظيت واستفادت من مساندة الأشقاء المغاربة والتونسيين ومن دعمهم الدبلوماسي واللوجيستي، بل وكان هناك حديث عن جيش الحدود بحيث كانت لدينا عناصر مسلحة في المغرب وفي تونس، ومع ذلك لم يرد أبدا القول بأنه على المملكة المغربية أو تونس التفاوض مع فرنسا حول استقلال الجزائر».
مساهل : لابديل عن التفاوض
وأضاف مساهل «الكل يجمع على أنه ليس هناك بديل للتفاوض بين جبهة البوليساريو والمغرب وعلى ضرورة استئناف هذه المفاوضات»، مؤكدا أن «الجزائر تدعم مبدأ تقرير المصير والحقوق الشرعية للشعب الصحراوي وهذا موقف ثابت».
وقال الوزير الجزائري «هناك أولاً تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية ونحن عشية دراسته من قبل مجلس الأمن وقد قدم الأمين العام توصيات على أساس تقرير المهمة التي أوكلها إلى الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر ومن هذا المنطلق الكل يجمع على أنه ليس هناك بديل للتفاوض بين جبهة البوليساريو والمغرب وعلى ضرورة استئناف هذه المفاوضات». وما زالت التقارير تتحدث عن حشودعسكرية على الحدود المغربية الجزائرية وقالت مصادر مغربية ان مجموعة من الطائرات بدون طيار قامت بتمشيط سماء المنطقة العازلة في الصحراء، وهو ما دفع مجموعات جبهة البوليساريو إلى الانسحاب من مناطق معينة على بُعد كيلومترات من منطقة المحبس. وكشفت المصادر عن تعليمات من جنرالات القوات المسلحة المغربية اً بنقل الجيش من ثكنات في المدن الكبرى إلى الصحراء، وان مفتش سلاح المدرعات أمر بنقل الفوج المدرع من مدينة ورزازات إلى مدينة الزاك على بُعد حوالي 70 كيلومترا من منطقة المحبس، كما جرت الاستعانة بوحدات الجيش الخاصة للانتقال إلى الجنوب وانه إلى غاية يوم امس الاربعاء تتواصل عمليات التوزيع وإعادة الانتشار للجيش المغربي بُعد كيلومترات من المناطق العازلة استعدادا لأي تحرك قد تقدم عليه جبهة البوليساريو .
ووصف عبد القادر مساهل تهديدات المغرب لجبهة «البوليساريو» بالتدخل عسكريا إذا لم تنسحب من المنطقة العازلة شمال شرق الجدار الأمني في الصحراء بأنها «خطيرة». وقال «الكل يتحمل تصريحاته وأقواله وأمن بلاده».
وأدخلت أوساط مغربية موريتانيا على خط الازمة بين المغرب وجبهة البوليساريو وقالت بـ»وجود معلومات – ربما – تكون في حوزة الحكومة المغربية ، تتهم موريتانيا بأنها قدمت المساعدة لجبهة البوليساريو خلال عمليتها الأخيرة في المنطقة المغربية».
ونشر موقع الايام 24 المغربي عن مصادر اعلامية موريتانية ان تلك الإتهامات تذهب إلى أن سيارات تحمل صهاريج معبأة بالمحروقات شوهدت في وقت سابق وهي تخرج من مدينة ازويرات شمال موريتانيا لتزويد سيارات أخرى عابرة للصحارى تابعة لجبهة البوليساريو. وأكدت إذاعة فرنسا الدولية (rfi) في وقت سابق حصول انتكاسة قوية خلال محاولة تسوية الخلافات الدبلوماسية بين موريتانيا والمغرب سببتها الزيارة الأخيرة للعاصمة الموريتانية نواكشوط التي قام بها عبد القادر الطالب عمر، القيادي في جبهة البوليساريو، الذي حظي خلال الزيارة بحفاوة كبيرة تمثلت فى استقبالين منفصلين الأول مع الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين والثاني مع رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز.
من جهة أخرى عرفت العاصمة الروسية موسكو تحركا دوليا في إطار النزاع الصحراوي والاجتماع السنوي لمجلس الامن الدولي حول تطورات النزاع. وأكدت روسيا، عبر وزارة خارجيتها، أن الحل الوحيد للنزاع حول الصحراء لا يمكن أن يخرج عن قرارات الشرعية الدولية.
وقالت انه خلال لقاء جمع يوم الثلاثاء 10 نيسان/ أبريل الجاري، «سيرغي لافروف» وزير الشؤون الخارجية الروسي، مع هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء «تم التأكيد على عدم وجود حل سياسي بديل لمشكلة الصحراء الغربية على أساس القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي»، مؤكدة على ضرورة وضع خطة مقبولة بشكل متبادل بين المغرب والبوليساريو من أجل تحسين الوضع في شمال افريقيا.
وقالت ان الوزير لافروف عبّر عن دعمه لجهود الوساطة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، معتبراً أن كوهلر «يقدم مساهمة رئيسية في الحفاظ على حضور بعثة المينورسو في الصحراء». وكشفت الخارجية الروسية عن عقد مشاورات في اليوم نفسه مع الممثل الرئاسي الخاص لروسيا في منطقة الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية، وهو اللقاء الذي حضره كوهلر، للحديث عن مجموعة من القضايا من بينها الصحراء.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي للصحراء إلى موسكو، أياما قليلة بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري للعاصمة الروسية ولقائه بالدبلوماسيين الروس، محاولا حشد الدعم لوجهة نظر الجزائر، في التطورات الأخيرة في الصحراء وبعد يوم من وصول وفد من جبهة البوليساريو برئاسة أمحمد أخداد المنسق الصحراوي مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) الى العاصمة الروسية موسكو. وقالت وكالة أنباء الجبهة ان أخداد عقد ندوة صحافية في موسكو، تطرق فيها إلى أهم «الانتصارات» التي حققتها في الآونة الأخيرة على مستوى الاتحاد الإفريقي، وقرار المحكمة الأوروبية المؤكد بعدمية شرعية أي اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي يضم الصحراء الغربية وتحرك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولير، بحثا عن ديناميكية جديدة لتحريك المياه الراكدة في عملية السلام الصحراوي.
وانتقد أخداد «الدور السلبي» لفرنسا ووقوفها المستميت إلى جانب المغرب لتغطية الحقائق والتأثير في النقاشات الدائرة في مجلس الأمن الدولي لتقرير الأمين العام الأخير في الشهر الجاري. وأكد أن جبهته تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ومستعدة للجلوس مع المغرب على طاولة المفاوضات طبقا لمقتضيات القرار رقم 2153 لإيجاد حل مقبول من قبل الطرفين وان وجوده في روسيا من أجل السلام وبحثا عن سبل لتحقيق السلام.